قامت مديرية الامن العام بتوقيف عدد من رجال الامن على خلفية الاحداث المؤسفة التي شهدتها ساحة النخيل وكنت أتمنى أن يتم توقيف المتهم الرئيسي والمتسبب الحقيقي في هذه الاحداث وهي حكومة دولة الدكتور معروف البخيت ، فالحكومة التي قتلت توصيات لجنة الحوار الوطني هي المتسبب في هذه الاحداث ، والحكومة التي عطلت كل محاولات الاصلاح هي المتسبب في هذه الأحداث ، والحكومة التي تتستر على المفسدين هي المتسبب الرئيسي في هذه الأحداث ، والحكومة التي تجاهلت كل مطالب الشعب الاردني هي المتسبب في هذه الاحداث ، والحكومة التي خضعت لقوى الشد العكسي والمتنفذين هي المتسبب في هذه الاحداث ، والحكومة التي لم تنفذ التوجيهات الملكية التي دعت الى المضي قدما و الاسراع في عملية الاصلاح هي المتسبب الرئيسي في هذه الاحداث .
فليس من العدل أن نحمل رجال الامن المسؤولية عن الاحداث التي حصلت بألامس فبالرغم من مرور أكثر من ستة أشهر على بدأ الحراك في الشارع الأردني تمكن رجال الامن من التعامل مع هذه التظاهرات بدرجة عالية من المهنية لاكن حكومة البخيت فشلت في التعامل مع هذه المظاهرات لا بل عملت على تأجيجها من خلال عدد من القرارات التي دفعت بشرائح جديدة من الشارع الاردني الى الحراك فبسبب اعادة الهيكلة تظاهر موظفوا الدوائر المستقلة وبسبب تجاهل الحكومة لهم وغطرستها في التعامل معهم تفجرت المظاهرات في كل من محافظات الطفيلة و معان وبقية المحافظات الجنوبية .
وهنا أود أن أعدد المنجزات التي قامت بها الحكومة وهي كالتالي :-
1- الفشل الذريع في التعامل مع ملفات الفساد التي أصبحت تعج بها أروقة هيئة مكافحة الفساد .
2- الفشل الذريع في إنهاء حركة التظاهر و الاحتجاج من الشارع الاردني عن طريق تلبية مطالب الشارع الاردني .
3- الفشل الذريع في قيادة عملية الاصلاح والتغيير لا بل على العكس عطلتها وحاولت تجميدها .
4- الفشل الذريع في إنعاش الاقتصاد الاردني بل أنها ساهمت في تردي الاوضاع الاقتصادية بشكل اكبر .
5- الفشل الذريع في القيام باجراءات تساهم في تحسين الاوضاع المعيشية للمواطنين .
6- والنقطة الاهم أن الحكومة أساءت لصورة الأردن أمام العالم عندما تسببت في أحداث الأمس فأنا لا ألوم رجال الأمن ولاكن أوجه اللوم للحكومة لانها هي المتسبب الرئيسي في تلك الاحداث .

بالرغم من كل ماسبق تحملت الفئة الصامتة و هي الشريحة الاكبر من الشعب الاردني أخطاء الحكومة و ترنحها وتباطوئها وتسامحت معها الا أنها لن تقبل باي حال من الاحوال أن تقودنا الحكومة الى حالة من الفوضى والدمار ، لن يقبل الشعب الاردني أن تحول الحكومة شوارع عاصمتنا الحبيبة الى ساحات للحرب كما هو الحال في الدول المجاورة ، لن نقبل أن تسمح الحكومة للمخربين أن يعيثوا في الارض فساداً بإسم الحرية والديمقراطية .

كما أود أن أتسائل هل لكرسي الرئاسة سحراً خاصاً يمنع دولة الدكتور معروف البخيت من تقديم إستقالته ، هل قطعت هذه الحكومة على نفسها عهداً أن تدمر كل ماهو جميل في هذا الوطن ، كنا نتغنى بمستوى الحرية الصحفية لدينا فدمرتها بالامس الحكومة ، كنا نتغنى جميعا برجالات الامن العام وصورته امام العالم فدمرت هذه الصورة الحكومة وسياساتها العبثية ، كانت الصورة السياحية للأردن جميلة ومشرقة في عيوون العالم لاكنها بدأت تترنح وتخبو وتتراجع بعد أحداث الأمس التي كانت الحكومة ورائها لا رجال الامن .

وختاما أتسائل كيف كانت بالامس ليلة الدكتور معروف البخيت هل تمكن من النوم نوماً هنيئاً بعد أن سمح للقنوات الفضائية المغرضة والتي تكن للاردن الكراهية والكراهية المعلنة من النيل من سمعة الاردن و الاردنيين ، وكيف كان وقع كلمات مراسل الجزيرة ياسر ابو هلالة وهو يتهم الامن الاردني بمهاجمة الصحفيين على مسامع دولة رئيس الوزراء ، وختاماً اقول عليك يادولة الرئيس أن تقدم مصلحة الوطن على أي مصالح أخرى وتقدم أستقالتك فوراً وتعترف بأنه ليس لديك ماتقدمه للشعب الاردني وتدع الفرصة لمن هو أقدر منك على إدارة الامور .