لا ضرورة الى التأكيد الدائم على انحيازنا كمواطنين متنورين إلى القيم الدينية المقدسة في حياتنا العابرة نحو الآخرة العادلة ،معلنين في الوقت ذاته خطورة لعب البعض بالمدنس السياسي عموما. وبناء على ما سبق لا يمكن أن نفهم معنى وخطورة استغلال الدين المقدس في سجالات واعتصامات سياسية لغايات دنيوية مثلا عبر كل من :!
1- الفتوى القائلة \" أن قتلى الاعتصامات شهداء وقاتليهم في جهنم \" التي نسبت إلى د محمد أبو فارس رئيس لجنة علماء في جمعية الإخوان المسلمين وجبهة العمل الإسلامي المرخصة كحزب سياسي وضعي للمفارقة، وإلا كيف للمتابع ان يفهم زيارات وزيري التنمية السياسية والداخلية فقط دون ان يرافقهما وزير الأوقاف للأحزاب لو كان لدينا أحزابا دينية ،علما بأن قانون الأحزاب يمنع ان تكون لدينا احزابا دينية للجميع.
2- قول مفتي المملكة الشيخ عبد الكريم الخصاونة بأن هذه الفتوى تمثل\" أثارة فتنة في الوقت الذي أثبت المتظاهرون ورجال الأمن العام إنهما فريق واحد في الأردن\". وبالتالي الخطورات المصاحبة و المرشحة للزيادة لاسمح الله جراء هذه الممارسات الضارة في وجداننا الجمعي اردنين من عرب ومسلمين.
3- الاستغلال السياسي المتواصل لقدسية أيام الجمع وصلاتها الجامعة دينيا لانطلاق جل الاعتصامات السياسية الدنيوية من أمام المساجد من قٍبل أناس قد لا يصلون او أحزاب لا تستند في منطلقاتها إلى جذور دينية على الإطلاق.
4-تقسيم شباب الوطن إلى مسلم أو غيره رغم أن مهمات الإصلاح والمطالبات الشعبية في تسريع وتيرته هي هّم لدى كل المواطنين الأردنيين.
أخيرا...يا اهلنا الطيبون ،ويا كل القابضين على نون الأردن وضاد الأمة الإنسانية لنقل وبموقف حازم كفى، لنفوت الفرصة بالوعي على بعض مستغلي الدين من جميع سياسينا بالمعنى القانوني. متذكرين أن المواطنة ومحاربتنا لعوامل النخر الذي بدأنا نلمسه لفظا ونتمنى ألا ينمو سلوكا في مجتمعنا المتعدد واقعا وخؤولة على الدوام.