ايها الاردنيون الم تتعظوا من تجارب الاخرين؟؟


في الاونة الاخرة بدءت تتصدر الاخبار العالمية و العربية و المحلية انباء المسيرات التي تخرج من المدن الاردنية في الوقت التي مضت اشهر على تجارب المسيرات و الاحتيجاجات و الاعتصامات في الدول العربية كافية لتقييم ما جرى فيها اقتصاديا و اجتماعيا و سياسيا تلك الدول التي تعتبر قوية اقتصادية و التي تمثل نماذج ناحجة من الناحية الاقتصادية مثل ليبيا و مصر و البحرين و اليمن و سوريا و تلك الاخيرة تعتبر من اكثر الدول في العالم نحاجا اقتصاديا فهي الدول النامية الوحيدة التي تصدر الحبوب و لديها اكتفاء ذاتي و مخزون لمدة عامين على الاقل، كما انها محط انظار السياح كما هو الحال في بقية الدول العربية التي شهدت تلك الازمات المفتعلة من قبل الاخرين و نفذت على يد ابناءها و التي تعتبر نماذج في الترويح السياحي و الاقتصادي الاستثماري و التنموي.
الدرس الاول المستخلص من تلك الازمات و في تلك الدول تراجع الاقتصاد فيها و الانشطة الاقتصادية و خصوصا السياحة و قد وصلت نسب التراجع فيها الى اكثر من خمسين بالمئة و هربت الاستثمارات التي بذلت الجهود الكبيرة على مدار السنوات الماضية لجذبها و سوف تحتاج تلك الدول الى سنوات طويلة لاعادة الثقة بالاقتصاد و المناخ الاستثماري فيها و اعادة تلك الاسثمارات بعد ان يعود النظام لها،اي ان الفقر فيها زاد بنسب كبيرة و انتشرت البطالة بشكل اكبر و انعدم الامن فيها وزاد الفقر فيها فقرا و افتقر فيها الغني و متوسط الحال الذي يعتمد في حياته على عمله اليومي او نشاطه التجاري و اصبحت مدنها التي لا تنام تنام في الساعة السابعة او الثامنة مساء، اي انعدام الحياة الاقتصادية فيها.
الدرس الثاني المستخلص من هذه الازمات انها و ان ظهر لنا انها احدث ثورة في المجتمع و الدولة او تغير سياسيا الا انها مستمرة و لم تتوقف و بحجج واهنة و متعددة و تكاد تكون ساذجة و ان الاهداف التي جاءت من اجلها بدءت تتغير باستمرار اي ان هدف اللذين يشجعونها هو استمرار الفوضي و الانحدار الاقتصادي و الاجتماعي فيها لا الحصول على مكاسب وطنية تخدم المسيرة السياسية فالاصل انه لا تنمية سياسية لا بعد وجود التنمية الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و التي هي الاهم و هذا ما اجمع عليه علماء الاجتماع و التنمية في العالم و قبلهم الشرائع الدينية فالشعوب الجائعة لا تقاتل و الا تناضل و همها الاول الحصول على لقمة العيش و ليس التمتع بتغير الحكام و الدساتير فهذه التغيرات لا تطعم و لا تعني من جوع انما الذي يفعل ذلك هو الاستقرار و الامن في الاوطان و الصحة في الابدان.
الدرس الثالث المستخلص ان المستفيدين من هذه الازمات هم دول مجاورة و غير عربية حيث زادت السياحة فيها الى اكثر من ثلاثين بالمئة و زادت تجارتها العالمية بنسب كبيرة و حققت نموا اقتصاديا كبيرا و غير مسبوق خلال فترة الازمات العربية.
الدرس الرابع المستخلص ان المحركين لها هم مستفيدين من العمل في المنظمات او المؤسسات التي ترتبط بدول او شركات كبرى و ان رواتب بعضهم تقدر بعشرات الالف الدولارات و هم بذلك لم و لن يتاثرون بتدمير الاقتصاد الوطني في بلادهم و هم على استعداد للبقاء على هذه الحالة لعشرات السنيين ما دامت رواتبهم تصلهم كل اخر شهر.
و نحن هنا في الاردن و بعد ان استطعنا تجنب اسباب هذه الازمات و مرت بدايتها بسلام بفضل حكمة القيادة الهاشمية من جهة و بفضل وعى و رجاحة عقول القيادات الاجتماعية و افراد الشعب الاردني و حسن تصرف الاجهزة الامنية و قيادتها و هنا اخص الجهود التي بذلها جهاز الامن العام و مديره الذي نشأ و ترعرع و تتلمذ في مدرسة الهاشميين و الذي يستحق كل الشكر و التقدير منا و من الاجيال القادمة على حد سواء و تجاوزنا الازمة و وضعناها وراء ظهورنا، واصبح الاردن بعد ذلك محط انظار بعض الاستثمارات و السياح من الدول العربية و الصديقة و الهاربة من دول الازمات الا ان بعض قصيري النظر على المستويين التكتيكي و الاستراتيجي بدوا في الاونة الاخيرة بتحريك المسيرات و الاحتيجاجات و الاعتصامات مطالبين حسب زعمهم و افقهم الضيق باصلاحات سياسية و غيرها و هم انفسهم نسوا و تناسوا ان مسيرة الاردن الاقدم ديمقراطية في المنطقة و التي تعود بدايتها الى مطلع القرن الماضي فيها محطات اصلاحية في الحياة السياسية كثيرة لا بل انها تعتبر نماذج غير مسبوقة حتى في ظل استعاب الاسلاميين في الحياة السياسية و هنا من الحكمة الاشارة الى ان عدد الوزراء في الاردن من الاسلاميين و غيرهم من الحزبيين من الاحزاب ذات البعد قومي و العالمي يفوق عددهم في الدول العربية مجتمعة بالاضافة الى الدول الاسلامية و تحديا تركيا التي تعتبر نموذجا للاسلام السياسي و الاصح ان الاردن هو النموذج لهذا الاسلام فهي الاسبق الى ذلك.
ان الهدف ممن هم وراء هذه المسيرات و ان كان ظاهرها اهداف فضلى الا انها تصب في هف واحد الاو هو تدمير الاستقرار و تدمير الاقتصاد الاردني الذي بناء الاجداد و الاباء على مدار مسيرة تقارب القرن من الزمان، ان هدا النوع من الطرق بعيدة كل البعد عن ثقافتنا في التغير و المطالبة في الاصلاح و هي تعتبر باجماع الاردنيين الشرفاء وسيلة غير مقبولة جملة و تفصيلا في الثقافة الاردنية، و ما هو مقبل في الاردن هو عبر المنافذ و القنوات الدستورية و منظمات المجتمع المدني و التي تجذرت في الاردن منذ قرن من الزمان، اما تلك الوسائل المستحدثة فهي بدعة في المسيرة الاردنية، و نعرف ماهي اولوياتنا و وسائل تحقيق اهدافنا الوطنية.
اخيرا اقول الى كل الاردنيين بعض النظر عن انتماءاتهم و مواقعهم هل ترديون تدمير الاقتصاد الاردني هل تريدون ان تسود الفوضى في الاردن وعدم الاستقرار؟، هل تريدون ان نفقدوا النعمة التي انعم الله بها عليها الا وهي نعمة الامن من الخوف بعد نعمة الامن من الجوع؟ ( و هما النعمتان اللتان يقضي وجودها عبادة الله، اوليس هو القائل\" فاليعبدوا رب هذا البيت الذي اطعمكم من جوع اوامنكم من خوف\")، بدل ان تشكروا الله على هاتين النعمتين، هل تريدون ان تكون ناكرين لنعم لله عليكم ويبعون الادنى النعم التي يزعم الامريكان ان ينعمون بها على العالم؟ وهل تريدون ان يصبح الاردن مطية لتمرير اهداف الدول الاخرى الاقتصادية و السياسية؟ الستم من يحملون راية الدين و المرابطون في اكنف بيت المقدس و الذي فضلكم الله فبدل ان يتعلموا العالم مبادئكم و مرتكزاتكم ترديون ان تكون الافضل عند اردى من سكن الاردن و تقلدونهم؟ هل تريدون ان تصبح اوضاعكم كما هو في الدول العبية التي عانت و تعاني و ستعاني لعقود من هذه الازمات؟ هل تريدون تدمير الجهود التي بذلها المخلصون من ابناء الاردن في التطوير و التنمية حيث اصبحنا في مصاف الدول المتقدمة و تلك التي تملك البترول؟ هل تريدون ان يتحكم فيكم و في قوتكم و حياتكم تجار السياسة وراكبي الموجات؟ هل تريدون تدمير الاساس و الاعمدة و الكل من اجل الجزء؟.
اذا اردتم ذلك ان تكون اجابتكم نعم، فتابعوا المسيرات و الاحتيجاجات و الاعتصامات و غيرها من البدع الغريبة عن مجتمعنا و ثقافتينا الاردنية و اذا لم تريدوا ذلك فننبذوها و عتبروها في الوقت الحاضر وفي ظل المناخ السائد في المنطقة بدعة و ضلالة و بتعدوا عنها وعن مسويقيها و عن الداعيين لها لا بل انبذهم من المجتمع الاردني.
نحن الاردنيون متبعون و ليس تابعين يتبعنا الاخرون، لنا مدارس في الحياة السياسية و الاصلاح السياسي ياخذ منها الاخرون و اعلموا ايها الاردنييون ان الاصلاح لا يكون لا بخلق و تربتة انسان واع منتم لهذا الوطن و لرسالته و ابناءه.
و اخيرا و ليس اخرا اللهم اجعل هذا البلد امنا مطمئنا و تبث عليه نعمة الامن و الاستقرار و باعد عنهم المضللين و الحاسدين و المتامرين واعد مثيري الازمات الى رشدهم، و ان يغلب الاردنيين صغار وكبار المصلحة العامة الوطنية على المصلحة الفئوية او الشخصية. ولينصلي و نشكر الله على نعمة الامن من الجوع و نعمة الامن و الاستقرار.


rahahlehm@yahoo.com



تعليقات القراء

اردني اربدي لعاشر جد الى الكاتب
............بداية الشعب الاردني خرج لا ليهتف لسقوط النظام بل لاصلاح الحكومة ومحاكمة الفاسدين المخربين لاقتصاد البلد.ثانيا لا ضير من الخروج في المظاهرات السلمية والتعبير عن عجز الحكومة في اجتثاث الفساد ثالثا اي اقتصاد تتكلم عنه الم ترتفع المديونية الضعفين خلال عشرة اعوام مع ان اغلبية الناس لم يلمسوا شيئا ولم يستفيدوا شيئا والوظائف محتكرة لابناء محافظة دون الاخرى وكانهم هم الاردنيون فئة 1 والباقي فئة 2 و3.رابعا لا تهمز من قناة الامن والامان لانها تدينك ولا تقويك ايعني ان نجوع ونعرى ونحن في امان افظل!!!!!!! وممن نخاف اصلا لا خوف على الاردن من اي شئ فلا اخطار تحدق بنا وليس لنا اعداء يناكفونا من السعودية لاسرائيل للعراق لسوريا فكلهم احبابنا واصدقائنا فممن نخاف!!!!!!!.........
09-07-2011 08:15 AM
اردني والردى ما ارتديناه
يا زلمه سيبنا من هالحكي الفاضي الناس بالكاد مطعميه حالها وبعدين بدل هالحكي روح شوف ضريبه المواد التموينيه 36% واكل الكلاب والقطط معفي من الضريبه الكلاب عايشه احسن منا وما حدا بيموت كل ما الواحد حكى كلمه بتنطولو بلامن ولامان ........
09-07-2011 03:32 PM
من مغترب. رسالتك تنبيه سماوي
رسالتك تنبيه سماوي. ان ما يحدث حولنا من ما بسمى ثورات . لهو دمار الى الامه العربيه وتفريق صفوفها الى امد بعيد ؟.

09-07-2011 03:58 PM
هيثم
اشكر الكاتب على مقالته فقد تطرق الى الموضوع من ناحية اقتصادية واصاب الحقيقة في شرحه كلنا نعلم ما يحدث في ما سمي بالربيع العربي انهيار اقتصادي لكل دولة خرجت فيها مظاهرات كانت تنادي بدايتها بالاصلاح السياسي والاقتصادي تتطور بعدها الى اسقاط الانظمة بسبب تزايد المحتجين واشعال الغضب الشعبي بان اصواتهم غير مسموعة فسقطت الانظمة وسقط معها الاصلاحات التي كانو ينادون بها واصبحوا ينادون بالامن وحماية القانون اتسأل لماذا لم يتناول الكاتب النواحي الاجتماعية والسياسية و الامنية في مقالته.
09-07-2011 07:56 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات