جراسا -

تجمع مئات الآلاف في ميدان التحرير وسط القاهرة اليوم الجمعة، تلبية لدعوات وجهها ناشطون وأحزاب مصرية لما أطلقوا عليه "جمعة التطهير والقصاص" أو "جمعة الثورة أولاً".

ونصبت العشرات من الخيام في الميدان الذي كان مركز التظاهرات خلال الثورة الشعبية التي أطاحت بالرئيس المصري حسني مبارك في فبراير/شباط الماضي.

وأعلنت جماعة الإخوان المسلمين الأربعاء الماضي مشاركتها في التظاهرات الشعبية اليوم ضد إدارة المرحلة الانتقالية التي يتولاها المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وذلك بعد إعلانها سابقاً عدم المشاركة فيها.







جمعة الثورة أولاً

وأفاد مراسل "العربية.نت" أن أعداد المتظاهرين تجاوزت بعد صلاة الجمعة مئات الآلاف، وخرج آلاف أيضاً في محافظات السويس والإسكندرية والإسماعيلية وبورسعيد.

ففي مدينة السويس تجمع آلاف في ميدان "الشهيد"، "الأربعين" سابقاً، للمطالبة بتنفيذ مطالب الثورة والثأر للشهداء. وفي الإسكندرية قام المتظاهرون في ميدان القائد إبراهيم بإعدام دمية تمثل الرئيس السابق حسني مبارك، في إشارة إلى مطالبهم بإعدام كل من اشترك في قتل المتظاهرين.

وتوحدت جميع أطياف القوى السياسية تحت شعار واحد، وهو تحقيق جميع مطالب الثورة، وأن الثورة ما زالت مستمرة، ولوحظ غياب شعارات نوعية لأحزاب معينة، وكان الشعار الأبرز "لا أحزاب ولا إخوان.. ثورتنا ثورة شباب".

وعلى الجانب التنظيمي للمظاهرة، فقد شكل شباب حركة 6 أبريل وشباب الإخوان لجاناً شعبية لتأمين كافة مداخل ومخارج ميدان التحرير لمنع البلطجية والمندسين من التسلل إلى الميدان وإحداث فوضى. وقام الشباب بتفتيش دقيق للداخلين للميدان وفحص هوياتهم ورغم ذلك لم يتذمر المواطنون، إلا أن شباب الثورة استطاع إحباط محاولة لإحداث الفوضى عندما ضبطوا شخصين يحاولان الدخول للميدان دون تفتيش، واكتشفوا بحوزتهما بعض زجاجات المولوتوف وتم القبض عليهما وتسليمهما للسلطات.

وارتدى شباب الثورة الذين كانوا يتولون تأمين المداخل والمخارج قمصاناً موحدة مكتوب عليها لجان تأمين الثورة.

وردد المتظاهرون هتافات ضد وزارة الداخلية، والمطالبة بمحاكمات مدنية للنشطاء وليس محاكم عسكرية، وطالبوا بتسريع محاكمة رموز النظام السابق.

وأدى المتظاهرون صلاة الغائب على أرواح الشهداء في ميدان التحرير، وأكد الداعية الإسلامي صفوت حجازي أن الثورة لن تسمح بخروج قتلة الشهداء من السجون، وطالب بتشكيل محكمة ثورية لمحاكمة المتهمين على الفور.




وكان مسؤول أمني أكد أمس الخميس أن عناصر من الشرطة والجيش ستراقب ميدان التحرير المقرر التظاهر فيه الجمعة عن بُعد، تفادياً لأي احتكاك مع المتظاهرين قد يؤدي إلى وقوع اشتباكات، فيما حذرت الحكومة من محاولات لبث الفوضى.

ودعا أيضاً مجلس الوزراء المصري في بيان صحافي "القوى السياسية المشاركة في التظاهرة إلى المحافظة على النهج السلمي والحضاري الذي أرسته جماهير ثورة 25 يناير، والتحسب لمحاولة بعض القوى المناهضة للثورة خلق حالة من الفوضى والاضطراب للإساءة للجماهير في الميدان ولمصر وثورتها".
(العربية)