هنيئاً لك يا دولة الرئيس بهكذا شعب !!!


اعتدنا في الاردن أن نتعامل مع الامور بالصبر والأنأة وطول البال ، وعلى أمل أن الايام القادمة ستكون أفضل مما مضى ، وبعقلية بسيطة تقوم على أن الاعوج سيصلح والمستهلك لايعيبه شيء سوى انه استهلك لفترة ، والجديد نخشى تجربته لأن ثمن تجربته غالي جدا وننسى المثل الذي يقول أن الجديد سعره فيه .
وهذه القاعدة من التعامل نسير عيلها بكل شيء ، بدء في سياراتنا عندما تتعطل قطعة أول مكان نذهب اليه محل قطع الغيار المستعملة ، ونبدء بالتفاوض مع البائع على اساس انها مستعملة ولا تستسحق مثل هذا السعر ، ونأخذها ونغادر وبعد اسبوع نكتشف أنها قطعة غير صالحة ، ونعيد الكرة مرة ثانية وثالثه ، لنكتشف في النهاية أنا وضعنا ثمن قطعة جديدة ومكفولة ثمن لأربعة قطع مستعملة .
والامر الكارثي هنا أننا في نفس الوقت نغامر بأرواحنا وارواح أهلنا ونسير بسيارات يشكل عدد القطع المستعملة والمبدلة نصفها ، ودائما نقول أن الساتر هو الله ،وتستمر الامور على هذه الشاكله ، وتتسع دائرة المستعمل في حياتنا لتشمل اثاث المنزل ،والادوات المنزلية ، وادوات التنظيف حتى ورق الفاين نفضل المستعمل على الجديد ، ولاننسى حجم التفضيل لدينا للملابس المستعملة على الجديدة ، وكيف نمارس اسلوب الاقناع لأولادنا بأن الملابس المستعملة أفضل من الجديدة لأن نوعيتها أفضل وجودتها أعلى .
وبهذه العقيلة من التفكير لدينا سيأتي يوم ونجد انفسنا نفضل الزوجات المستعملات على الجديدات وكذلك الاولاد المستعملين على الاولاد الجدد ، وتمتد هذه الافضلية لتشمل كل نواحي حياتنا .
ومن حسن حظ دولة الرئيس ان لديه شعب بهذه العقلية من التفكير ، وبالتالي نحن شعب لامانع لدينا أن يكون رئيس حكومتنا قد استعمل من قبل ، وثبت لنا فشل الغاية التي استعمل من اجلها ، وكذلك ليس لدينا مانع من وجود وزراء قد تم استعمالهم من قبل سواء من مرتبة وزير أو مدير دائرة أو أمين عام وزارة ، ونعيد استعمالهم من جديد
فهنيئاً لك يا دولة الرئيس بهذا الشعب .



تعليقات القراء

واحد مشاوي لو سمحت
مقال حلو, لاني صارلي شهرين بلشان يقطع مستعملة.

فعلا ذكرتني انه حياتنا كلها مستعملة, لنا الله.

اللي بجرب المجرب عقله مخرب.
07-07-2011 01:27 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات