عندما نفقد احترامنا في عيونهم ..


فمن اجل ماذا نثور يا وطني؟.
لهذا ثارت أمم وشعوب, ولهذا طارت رؤوس ورقاب, عندما تصل النهايات لمراحل يفقد فيها الإنسان أكثر ما يملكه فخرا وحقا وهو احترامه لذاته في أعين الآخرين, عند هذه النهايات تكون البدايات الجديدة, البدايات الحتمية والقهرية بنفس الوقت, عندما يشعر الإنسان فينا انه لم يعد له موطئ قدم في قاموس لغتهم احتراما, عندا يتيقن الإنسان فينا ان احترامه في أعينهم مجرد عبارات وكلمات وشعارات لا تلبث ان تتبخر حين تلامس ارض الواقع,عندها فقط نعلم لماذا أعدمت ماري أنطوانيت ؟ ، ولماذا فهم متأخرا بن علي ؟، ولماذا ضاع تاريخ مبارك العسكري ليصبح خائنا؟ ولماذا دخلت سوزان مبارك سجن القناطر؟,عندها فقط نعلم لماذا اغتيل صدام ؟، و لماذا تثور اليمن ؟، ولماذا مات سيف الإسلام القذافي؟.
فبعد فقدان الاحترام لأنفسنا في عيون من ألزمهم العقد الإنساني الوطني الوحيد الذي يجمعنا بهم, عندما يكون التطبيق الفعلي العملي لمشروع نحترمكم من قبلهم مجرد نظريات لم تعد تكتب ورقا ولا تنفذ واقعا, حين يصبح احترامهم لنا مجرد ما يقولونه على شاشات ويلمح له في تصريحات, عند هذا فقط نكتشف ان المعنى الحقيقي لفقدان الاحترام هو الناتج الوحيد لمعنى التضحية عند شعوب العالم كلها, ان لم تكن التضحية من اجل فرض احترامنا في أعينهم ونيل حقنا الكامل في الحياة باحترام, فمن اجل ماذا نثور يا وطني؟
لن اعتذر من ماري أنطوانيت حين أسقطتها بين أولائك الأشاوس من عهد قريب, ممن كانوا ثم أصبحوا على ما هم عليه, فلهذه السيدة حين نذكرها غايات كتلك حين كانت في نفس يعقوب , صاحبة الاقتراح لمن لا يجد خبزا يأكله بان يأكل بسكويتا, تلك الرسالة التي رسخت الفكرة أعلاه, حين لم تعد تحترم أبناء الشعب لم يحترمها التاريخ, والتاريخ يا سادتي لم يظلم أبدا بل أنصف وأعطى كل ذي منزلة حقه بطيب الذكر او اللعنة على ذكراهم, نعم انها لغات تعلمناها بكل لهجات القهر والشعور بالظلم, نعم انها لوحات رسمناها بكل ألوان الغبن وغضب الاحرار,وكله الا غضب الاحرار, الا قهر الرجال, وما يغضب الحر الا ان يعلم ان من أعطاه ثقته وملكه ذاته لم يعد يحترمه كانسان , كأخ او شريك او حتى مار على الارض الختيارة, تكبروا فطغوا تجبروا فعلوا ولكنهم في نهاية الامر حين لم يحترموا شعوبهم لم تحترمهم نعال شعوبهم... واسألوا التاريخ.
من لا يرحم العباد لن يرحمه رب العباد, ومن لم يحترم شعبه وأهله لابد يوما ان تدوس حوافر خيل الرفعة والشهامة ورفض الذل أبدانهم, اسألوا التاريخ فاني لست متنبئا, اسألوا صفحات الكتب اسألوا أشعار الروايات اسألوا من في القبور, هل زل التاريخ يوما؟هل ظلم القدر يوما؟, لكل مقام مقال, ولكل ظرف حال, الا فقدان الاحترام فلا مبرر له ولا عذر يستحقه صاحبه, كيف لا تحترمون من يروون تراب الوطن بدمائهم؟,كيف لا يحترم من لولاه لما كان وطن ولا كان حكم ولا مُلكٌ ولا قيادة؟؟؟.
حين كان الإنسان أغلى ما نملك, كنا نسير والقافلة معا, حين كان هنالك حلا لكل مشكلة نواجهها كنا نعشق في ازدياد وننتمي بازدياد ونوالي بازدياد, ولكن حين يصبح المواطن أخر من يعلم, حين يصبح المواطن أخر من يكترث له, حين يصبح المواطن أول من يضحى به وبأحلامه, حين أول ما يفقد فيك يا وطني احترامهم لأبنائك, حينها ستستمر القافلة وستسير ولن نترك ورائنا كلابا تنبح.
أكتب غضبا وأكتب قهرا واصرخ ألما,ولكن لابد ان يأتي يوما لينفجر من دمائي في وجوههم وصفي وهزاع, لا بد ان يأتي يوما نعلن ان لا شماتة ولكنه حقا, لا بد ان يأتي يوما يكتب فيه التاريخ انه لم يخطئ ولم يظلم القدر أحدا أبدا, ولكنهم أنفسهم كانوا يظلمون, لن يكون لك أيها المواطن الحر الشريف في صفحات التاريخ الا كل احترام, ومهما فقدوا احترامهم لنا في داخلهم فهو نعيم لا محالة زائل, لان ما عند الله لا يزول, لان ما يكتب للتاريخ لا يمحى, لان من يكن مع الله لا يبالي, ومن أحبُ الى الله ممن يسعون من اجل لقمة عيش شريفة؟؟, ممن يعملون بكل جد وكد من اجل حياة نظيفة؟؟؟ من أحبُ الى الله من الفقراء الذين أعزهم وطنهم؟؟ ولكن في غفلة وفي كتاب قُدر علينا لم يجدوا معنى لاحترامهم في عيون من سيسالون عنا يوم الموقف العظيم؟؟؟.
وطني..احبك لا حياة بدونك...وطني أفديك دمي وروحي و ولدي لا بقاء لي بدونك... وطني يكفيني انك تحترمني وانك من تضم عظامي حين ارحل وفي روحي علامات سأريها للجالس على عرشه حين لا عرش يبقى ولا ملك يدوم الا ملكه, سأذهب يا وطني إليه بكل ذنوبي وبكل أخطائي وبكل سيئاتي لن أنكر منها شيئا, ولكني سأحمل معها أني أمنت به لا شريك غيره, سأحمل معها أني أحببتك وطنا تسكنه الرفات,سأحمل إليه ما ينجيني من عذابه ويرميني في لا حدود رحمته, سأحمل إليه أنهم أرادوا إركاعي لهم ولقوة دنياهم ولكني أبيت الا له الركوع, حينها فقط سأرفع راسي وأقول يا رب العزة ان غفرت فأنت الغفور ليس كمثلك شيء, ولكني عبدك أنت خلقتني واعلم بحالي لن اغفر ولن اسمح لهم وعنهم, فخذهم أخذت عزيز مقتدر ولا تبقي منهم ولا تذر, قد ملت القلوب ويبست الحناجر وتشققت الكفوف كم دعينا لهم بالهداية, ولكننا لن نهدي من نريد انه هو يهدي من يشاء.
وطني... إليك كل احترامي
وطني... من أجلك كل تضحياتي.

HAZMAJ1@GMAIL.COM



تعليقات القراء

نايف خليفات
كل الشكر والتقدير والمحبه للاخ حازم المجالي على هذا المقال الرائع الذي ان دل على شيء انما يدل على سعة الكاتب واطلاعه على امور كثيره تجول في خاطر كل انسان في هذا الوطن الغالي .
04-07-2011 07:42 PM
الحالم
الى الاخ حازم المجالى مقالك ملغوم وعباراتك تدعو الى شىء معروف درجة خطورته وتلميحك يخدم زاوية معينه اسمها ان الوطن العوبة فى يد مجموعه .اقول للكاتب انتم الكتاب ماذا غيرتم غير الهجوم وغير خدمة قلمكم المدعوم قرشا من سين .لا اطيل ولكن الحذر لان الوطن يحتاج الى ان يكون المواطن من الدرجة الاولى وليس من الدرجه العاشره.
04-07-2011 11:44 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات