الفساد منا ونحن نتاجه


خلصت الى نتيجه حتميه مفادها ان الفساد اصبح جزء من تركيبتنا في المجتمع الاردني حتى أضحى من المستحيل اجتثاثه او محاربته,هو بمثابة العمود الفقري للاردن على اعتبار أن وجودنا نابع من فساد السلطات والناس اجمعين, فمجالسنا المنتخبه أتت بفساد المجتمع وشراء ولاءات البعض وبيع الذمم بمال فاسد حصلنا عليه ونتداوله فيما بيننا,فبنوكنا ربويه وذممنا أنتيكه واستغلال البعض لحاجات البعض نابع من فساد ضمائرنا,واذا ما ذهبنا يوما الى صناديق الاقتراع سنحتكم اما لقبليتنا واما لمناطقيتنا شماليه ام جنوبيه واما لاصولنا شرقيه ام غربيه, وهذا ما استغلت اجهزتنا الامنيه قصر افقنا , وسذاجتنا وفطرتنا البديهيه للحيلوله دون مكافحة هذه الأفه اللعينه...
نحن نعيش في تربه فاسده وغذائنا فاسد حتى نبتت اجسادنا فاسده وضمائرنا ألقيت في بيوت الخلاء وسكب خلفها ماءٌ نتن نتاج معاهداتنا الفاسده,نصرخ صباح مساء نرفض الحكومات واذا ما استمزجنا لنصبح وزراء فلا غضاضه,او نترقب دورنا, والمجالس النيابيه تارة نتهمها بالضعف وقلة الأهليه ورداءة التعاطي مع مشكلات الوطن لكن قد نقبل ان نصبح منهم ونركب سيارة فارهه برقم مجلس النواب وبدون جمرك برغم رفضنا للفساد واستغلال مقدرات الوطن ونحن من يعيث فيه فساداً وافساداً,,بالله عليكم هل هنالك من يشبهنا؟؟
الفساد هو مرض كالانفلونزا مثلاً, معدي وله فترة حضانه كما الفيروس ولا يستجيب للوعود بمكافحته كما لا يستجيب الفيروس لتعاطي المريض للمضادات الحيويه,وكذلك الفساد عصي على الحكومات ودوائر مكافحة الفساد واستجواب النواب,لأنه كما السرطان خلايا ميته تقتل صاحبها هو كذلك ضمائر ميته تعيش على فتات الاعطيات والوعود بالمناصب وشراء الذمم,,تعيش فينا ومن الصعب تشخيصه..
الاصلاح التي تدعي الحكومات تبنيه والعمل على تطبيقه هو الجيل الثاني من الفساد المجتمعي والقائم على مبادرات الاصلاح ومؤتمرات الساسه ووعود الحكام,ليس هنالك بالمعنى الحقيقي ما يدعونه اصلاح,بل هو تسويف واضاعة للجهد والمال على اعتبار اقتراب مفهوم قيام الساعه وقرب الأجل,ليس بالمعنى الديني بل بالمعنى الايديلوجي في وجود تفريخ ممنهج للمبادرات الاصلاحيه وتنوعها, وتشكيل لجان وتعديل حكومات..
على رأي الشاعر المظفر,أولاد..... لا استثني منكم أحداً,فالاحزاب الاردنيه بمجملها فاسده وتسعى للاستئثار بالسلطه وجلب المنافع لا لتطبيق شريعه واقامة دوله عصريه بغض النظر عن ايديلوجيات البعض فهذا اسلامي ومنه يتفرع المتشدد والحمائم والسلفيه الجهاديه ,وسني وشيعي, وذلك شيوعي وآخر اشتراكي تقدمي وثالث رجعي, ورابع بعثي سوري كان ام عراقي وجميعها انتهت في حقب من اسس لها,,لكن هل هنالك مجال للبدء من نقطة الصفر وتعميق اسس الولاء والانتماء لهذا الوطن؟؟سؤال مطروح للاستفتاء الشعبي واذا ما حصلنا فيه على اجابه شافيه حينها نبدأ في وضع دستور وقوانين ناظمه للانتخابات ولتشكيل احزاب وطنيه تولد من رحم معاناة الناس لا من دوواين اصحاب الدوله والمعالي والسعادة والعطوفه فجميع من اسلفت هم حاملي شعلة الفساد في هذا الوطن المُبتلى منذ تأسيسه,بهم فابدأ ان اردتم محاربة الاصلاح
لا نريد شيوخاً يشيخوا علينا ولا نريد وطناً مباع من الفه الى ياءه,نريد ان نشكل اللبنه الاساس لوطن حقيقي يتساوى فيه مواطنيه جميعا في الحقوق والواجبات دون استئثار البعض بخيراته والباقين في تسديد ديونه..ودمتم



تعليقات القراء

وليد قدومي
تحية طيبة

صدقت

من أروع ما قرأت منذ أشهر طويلة

للأسف أن التشخيص أعلاه يمثل الواقع الذي نعيشه ونتنفسه في كل يوم

لتبكي قلوبنا دما على هذا الوضع !!!

بداية الحرب على الفساد أن يشعر أي مواطن يقوم بمراجعة إحدى الدوائر الحكومية لإنجاز معاملته بأن الموظف الحكومي فعلا موجود لخدمته وعلى أقل تقدير أن يبتسم الموظف الحكومي في وجه هذا المواطن !!

ألا يستحق المواطن الأردني مجرد ابتسامة وكلمة طيبة عند زيارته لدائرة حكومية !!

03-07-2011 07:10 PM
سمير الكرك
والله انه كلامك في الصميم يا أستاذ نعم نحن الفساد .... والفساد نحن .... بلا استثناء .... والاصلاح الذي نريد ... هو منا براء .... ...
03-07-2011 07:39 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات