هل يصلح العطَّار .. ما أفسد الدَّهر والعابثون بالزرقاء؟؟


الزرقاء العجوز الجميلة التي ما زالت تحتفظ بألقها رغم تعرضها للاجتياح التّتري (محليُّ الصنعِ) الممنهج والتّهميش المقصود على مدى تاريخها لم يكتف المتسلقون العابثون خلاله بما يفسد الدهر عادة\\\" بل تمادوا في عصرها وليِّها وطِّيها واستنزاف كل الخيرات التي حباها بها الله لتمسي أطلالا\\\" يتغنى من أحبها بذكرياتها الحلوة ويتحسر من يغار عليها على أيام كانت فيها الزرقاء عروسا\\\" من ماس ولؤلؤ تسير بخيلاء العارفة قدر نفسها وشموخ من تعلم جيدا\\\" من هم فرسانها, تقف الزرقاء هذه الأيام لتنظر بأمل نحو فارس جديد, تربى في حضنها صغيرا\\\" وعاش في كنفها رجلا\\\" يعرف تماما\\\" قدرها ويقدر فضل أياديها البيضاء عليه.. يتمنى أن يتيح له الزمان فرصة لرد الجميل لها فهل ستتاح له الفرصة لذلك؟!!


المهندس (العطّار).. ...ما تزال تراوده الكثير من الأحلام والرؤى عن زرقاء أجمل بكثير مما يريدون, زرقاء نظيفة من أدخنة المصانع ودوار بحي معصوم خاليا\\\" من الروائح المستوردة التي تنتجها محطة التنقية لمخلفات شرق عمان.. وشوارع تكون فيها أعداد المطَّبات الصناعية والإشارات الضوئية أقل (ولو بقليل) من أعداد المركبات.. زرقاء غير تلك التي اضمحلت أرصفتها لتصبح مجرد ذكرى لعزيز طوت وجوده الأيام.. عماد المومني ما يزال يحلم بأن يحضر الموظفون في البلدية إلى أماكن عملهم في أيام غير يوم قبض الراتب, ويحلم أن لا يضطر المواطن للتصبب عرقا\\\" داخل سيارته خلف حاوية قمامة لحين انتهائها من لملمة شتات أكياس القمامة الممتدة على طول ما تبقى من أرصفتها.. عماد طبيب عربي يحلم بأن تتاح له الفرصة لمداواة جراحات الزرقاء وأهلها لكنه يحتاج للكثير الكثير من شجيرات الزعتر البري وورود الدحنون لا تنمو سوى في تربة نقية ترويها مياه لم تُلوّثها قذارة خطايانا التي غمرتنا وغمرتها.. عمــــاد المومني عطــار (شاطر) لكنه لن يتمكن من إصلاح ما أفسدناه وأفسده الدهر إلا أن منحناه الفرصة ليفعل.. وللحـــــديث بقية!!
ayman_dolat@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات