جارتنا باذنه تعالى ستضع مولودا..وتبحث عن اسم تحضره لهذا المولود..تبحث في الانترنت وتسأل اصدقاءهاعن اسم جميل يناسب مولودها وتحرص ان لا يكون هذا الاسم مكررا ضمن محيط العائلة..يعني تريده ماركه مسجلة باسمهم فقط.
وبحكم الجيرة ( والعيش والملح) كما يقولون ومن باب حق الجار على الجار اقترحت عليها ان تسمي مولودها ذكرا كان او انثى بـــ(إصلاح)..فانتفضت جارتنا كمن لدغته افعى..وقالت ما هذا الاسم..قلت لها هو اسم يتحدث به الجميع وتعقد له الندوات والمحاضرات والجلسات ويتحدث فيه الكثير...الكثير من المنظرين والمحللين ممن يفقهون معناه وممن هم في واد والاصلاح في واد ..وهو كذلك المسمى الاكثر تداولا هذه الايام دون ان يتسمى به أحد...فرفضت اقتراحي( سامحها الله) بحجة ان الاصلاح الذي يجري الحديث عنه لم تلمس له نتائج على ارض الواقع ..ومولودها ستسعى لان يكون له دور كبير في بناء المجتمع كما تريد...فلا تريد هذا الاسم...
اقول ان الاصلاح ورغم ان ملكنا ابو حسين حفظه الله ومنذ ان تولى سلطاته الدستورية وهو يحث الحكومة على تبني الاصلاح والسعي اليه الا ان الرسالة يبدو انها لم تصل الى المعنيين في تطبيق مضامين دعوة جلالته وبقيت مجرد كلمات على الورق..
كثيرين ممن يخرجون في المسيرات ويطالبون بتعديل الدستور حسب مطالباتهم لا يعرفون اصلا ما هي نصوص هذا الدستور...مجرد اطلاق شعارات فقط..البعض ينادي بالاصلاح وحين تسأله عن وجهة نظره في الاصلاح يحير جوابا ولا يدري ماذا يقول...
كثير من مؤسسات المجتمع المدني بما فيها المنتديات الثقافية والشبابية تعقد الندوات التي يتحدث فيها الكثير من الاشخاص ممن يُسَمون بالمختصين عن الاصلاح لدرجة انك تجد في اليوم الواحد اكثر من ندوة تتحدث حول موضوع الاصلاح دون ان تخرج بنتيجة تعزز مساعي الاصلاح المنشودة..وترى لكثرة هذه الندوات والجلسات الحوارية ان تلك المؤسسات تتنافس فيما بينها لاستضافة اشخاص للحديث حول الموضوع ...فقط لان الجهة الفلانية تحدثت عن الاصلاح فترى الوجوه مكررة والاحاديث كذلك والوجوه الحاضرة والمشاركة هي ..هي.. رئيس جمعية كذا والشيخ فلان الفلاني فالكل يدلي بدلوه في بئر الاصلاح دون ان يروي غيره او حتى يرتوي هو نفسه..وبحكم العمل فقد رايت بعضا من الاشخاص ممن يصفهم البعض بأنهم ( لا شغلة ولا مشغلة) يتنقلون من ندوة الى اخرى ومن محاضرة الى اخرى لاثبات حضورهم فقط ..ليبقى الحديث عن الاصلاح مجرد حديث مجالس دون ان نجد له نتيجة على الارض..ولا ادري ان كان سيطول امر هذا الحديث..قبل ان يؤتي أكله فنجد اثاره على ارض الواقع....
لا الوم جارتنا في رفضها وعدم اقتناعها بهذا الاسم..لانه غدا قول بدون فعل...