جراسا -

خاص- اعتبر مراقبون تصريحات رئيس الوزراء معروف البخيت حيال سفر رجل الاعمال خالد شاهين للعلاج خارج الاردن فيما هو تحت فترة تنفيذ محكوميته بالسجن، بأنها تصريحات يريد خلالها التنصل من مسؤوليته بالكامل عن القضية التي شغلت الرأي العام الاردني رسميا وشعبيا.

فقد كشف البخيت نهار اليوم بأن  التحقيق في قضية رجل الاعمال خالد شاهين شمل اطباء ورجال امن عام لهم علاقة بسفر شاهين ، الامر الذي زاد القضية تعقيداً، بسبب جملة من التناقضات في مجملها، فبعد ان حاول البخيت تحميل المسؤولية كاملة للوزيرين المستقيلين حسين مجلي وزير العدل، وياسين الحسبان وزير الصحة، حيث عزا البخيت استقالة الوزيرين الى انهما آثرا تحمل المسؤولية الفردية في التحقيق في قضية سفر المحكوم خالد شاهين ، الا ان البخيت وجد نفسه محاصرا حتى بعد استقالة مجلّي والحسبان، وذلك إثر الكشف عن اتصالات أكدت ان كل ما جرى مع شاهين كان بعلم ودراية البخيت وهو المسؤول سياسيا وادبيا وقانونيا عن مغادرة سجين خارج البلاد..

وفي التصريح الاخير للبخيت، ومحاولة اقحامه لأطراف اخرى في مسؤولية سفر شاهين، بدا واضحا ان الرجل ( يحاوص ويلاوص ) في التملّص من مسؤوليته في القضية المذكورة، بل ولم يجد الشجاعة الادبية ليعلن على الملأ ملابسات حقيقة ما حدث، الا اننا وفي ذات الصدد نلتمس الاعذار إليه، خاصة وانه يعيش اشد الاوقات العصيبة حرجا لايام حكومته التي انحدرت شعبيتها الى مستوى غير مسبوق امام مطبات ومآزق حكومية لم تستطع ان تقدم اي منجز للشارع الاردني، فيما بدا واضحا ان جبهة البخيت الحكومية تشتت امام ضربات متوالية ما انزل الله بها من سلطان !

تصريحات البخيت المشار اليها باقحام رجال امن بقضية سفر شاهين لهي تصريحات واهنة بل وأوهن من بيت العنكبوت، فجميع افراد الامن العاملين في الادارات الحدودية برا وجوا وبحرا يمتثلون لمرجعيات عليا قضائية وقانونية موسومة بقرار رسمي لمجلس الوزراء ممثلة برئيس الوزراء معروف البخيت للموافقة على سفر اي مواطن قيد تنفيذ الحكم، ولا ندري كيف فات ذلك الامر على البخيت ؟؟

والسؤال الاهم الذي غاب عن البخيت، هل تمت عملية سفر شاهين سراً وتهريباً وأمام عدسات كاميرات المطار والوجود الامني أم بموافقة رسمية حكومية بأختام وتواقيع لأصحاب القرار وعلى رأسهم البخيت، ففي الحالة الاولى وهي الحالة المفندّة بحسب وقائعها يحق للبخيت اقحام رجال الامن بالقضية.. وفي الحالة التالية .. نكرر بأنه لا مناص من التحلي بالشجاعة الادبية لتحمل البحيت المسؤولية وكاملة !!

لعله قد آن للبخيت أن يستجمع شجاعته وأن يقر بالمسكوت عنه وان يتحمل نتيجة مسؤولياته لقضايا عدة وليس قضية سفر شاهين فحسب، فقد أصبح الدور المفتعل له بوصفه "آخر من يعلم" اصبح دورا باهتا وبائسا لا يليق برجل بمنصب رئيس وزراء، وعليه فورا أن يخلع ثوب "الزوج المخدوع" الذي دأب على ارتدائه في الحابل والنابل في مآزق الوطن !! وعليه فورا .. أن يدب الصوت ويشق الثوب ويعترف !!