غزة بين ضرورتين


 

يقف المواطن الغزّي الان بين ضرورتين عبثيتين ، الاولى ضرورة التنظيم الاوحد والمنتظر والمؤيد بالنصر والسؤدد ، والضرورة الثانية وجود الاحتلال المؤبد والذي يشحذ اسلحته للولوغ في دم الغزيين وتستظل كلا الضرورتين بمظلة العجز العربي وغياب مؤسسات الفعل لوقف المجزرة التي تنتظر الضغط على الزناد .

حماس تعرف انها الان قيد القصف وان التنافس بين اطياف اللون السياسي الاسرائيلي قبيل الانتخابات هو دم الفلسطيني الخالي من الشوائب التنظيمية فلا فرق عند آلة الموت بين الفتحاوي والحمساوي او اي طيف تنظيمي اخر ، وتعرف اكثر انها بدخولها دوامة الاجتياح ستكرّس الفرقة بين غزة والضفة التي لا تملك هي وناسها الا الدعاء تماما مثل فلسطيينيي الشتات ومثل الشعوب العربية المكبلة بعجز الانظمة والمؤسسات العربية ، لكن هذا سيفرز في النفس الجوانيّة ما هو اخطر من الاجتياح ، سيفرز وحدانية غزيّة امام الة القهر وسيكرس شوفينية تنظيمية تتعالى عند حماس وانصارها الذين وقفوا وحدهم أمام آلة الحرب الاسرائيلية وبالتالي فان عطاء المقاومة قد احيل عليهم كفصيل رئيس وعلى فروع التنظيمات الغزية فقط.

لن نقول بلسان العجز العربي ان الخاسر هو المواطن الغزاوي ونجتر بعض الدموع التي نذّخرها لمثل هكذا مجازر وضحايا ، ولكن سنقول ان الخاسر هو المشروع الفلسطيني الوطني الذي ضلّ طريقه منذ اخر انتخابات فلسطينية عندما انحاز الناس وتحت وطأة الفساد والاحتلال الى انتخاب النقيض ولم ينتخبوا البديل للوضع القائم ، فالنقيض يحمل بذور نقيضه من تفرد واستقواء على الحالة وتزيين الشخوص والافكار وبالتالي يصبح بعد فترة ازمة كما هو الحال مع نقيضه وتتكرس الازمة في الوضع القائم ونقيضه تماما كما بات الوضع بين حماس وفتح فكلاهما ازمة للوضع الفلسطيني وهما ايضا سببا ونتيجة لكل حالة الازمة العربية وانتكاس المنظومة العربية الرسمية .

المواطن الفلسطيني على كل مساحة فلسطين هو هدف لالة القتل الصهيونية حتى ذلك الذي يحمل جنسية الاحتلال كثمن للرباط على ارضه الطبيعية وليس الغزّي فقط والقصة ليست تضامنا انسانيا مع سكان غزة بل هو ثمن ستقدمه غزة كما باقي المدن الفلسطينية لقيام المشروع الوطني الفلسطيني والدولة المستقلة التي ستحتضن العائدين من اللاجئين والنازحين ، وهذه الحرب ليست حربا تفضي الى تحرير والدم المسفوح ليس دما يبني مدماكا في صرح الدولة بل يبني مقابر انسانية حاصل هدر دمها شرخا في المسيرة الوطنية وفي المشروع النهضوي الفلسطيني الذي بات يسترد وعيه بعد ان اكتشف ان النقيض ليس باحسن من القائم وعليه ان يختار البديل ويبدو ان حماس وفتح متفقتان على عدم السماح للبديل ان يظهر ، فلجأتا الى تقسيم الوطن بين اللحى وربطات العنق كتعبير حي على ان التنظيم اغلى من الوطن كما هو الحال عند حماس وفتح اللتان انقلبتا الى حماسات وفتوح اضعفهما هو الطرف الفلسطيني .

omarkallab@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات