يا رب .. اسقنا الغيـث


في الامس دخلت اربعينية الشتاء ، وهي تعتبر المرحلة الاهم في الموسم الشتوي ، اذ يبلغ هذا الموسم اثناءها ذروته ، ومعنى هذا ان الشتاء - كما تعودنا - يكون قد بدأ فعليا منذ شهرين ، ولكننا ما زلنا حتى هذه اللحظة ، نعاني من قلة الامطار ، بل وانحباسها ، مما يؤشر على عام صعب. والحقيقة ان انحباس المطر ، مرتبط بعلاقة العبد مع ربه: فالشتاء يمثل الصورة المباشرة ، للعطاء الإلهي لعباده.

وزارة الاوقاف دعت الى صلاة الاستسقاء الجمعة المقبل ، وهذا اجراء حسن ، يسبقه تكثيف الاستغفار واخراج الزكاة والصوم. ولكن السؤال: هل هذا يكفي حتى يستجيب ربنا لدعائنا واستسقائنا؟ فقد ملأنا حياتنا ذنوبا وعصيانا ، وتجاوزنا على حدود الله تعالى ، بدءا من الطريق الذي ظهرت عليه علامات العصيان ، الى ادق مستويات السلوك الحياتي.

انا لا افهم ان ندعو الى صلاة استسقاء وندعو ونستغفر ، بنفس الوقت الذي نترك به مئات الملاهي الليلية ، مشرعة ابوابها للحرام، حيث تبلغ ذروة هذا الحرام والعصيان ، في اللحظة التي تنطلق بها المآذن مكبرة لصلاة الفجر ، هل من المعقول ان تختلط يوميا ، خطوات المصلين الذاهبين الى المساجد لصلاة الفجر ، بخطوات الباحثين والباحثات عن الحرام ، حول النوادي والملاهي الليلية ، ثم نستسقي الله تعالى؟، هل من المعقول ان نطلب الرحمة من الله ، ونترك مئات محلات بيع الخمور ، مشرعة ابوابها ، تتحدى حدود الله واوامره؟، الاستغفار له شروطه الواضحة ، والتوبة لها شروطها ، وطلب الرحمة له اسس ، بيّنها الله تعالى ، وأوضحها رسول الرحمة ، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. إننا نهيب بكل الهيئات الاسلامية من وزارة الاوقاف وقاضي قضاة ومفتي عام ان يهبوا لمحاصرة الحرام على هذه الارض المباركه.

إننا لم نتجاوز حدود الله فقط ، ولكننا تجاوزنا ايضا ، عادات وتقاليد مجتمعنا الطيب ، فمنذ متى كانت عادتنا ، تسمح للفتاه المراهقة ، ان تخرج مع صاحبها ، امام ناظري ابيها واخيها؟، ومنذ متى ، كان شبابنا يظهرون بالمظاهر ، التي نراها اليوم؟، حيث يُخدش الحياء في اليوم ، الف مرة ، ناهيك عن قطع الارحام وجفائها وترك الصلاة وهجر القرآن الكريم، إننا في هذه اللحظات العصيبة ، لا نملك الا ان نتوجه الى الله تعالى فقط ، فقد سُدّت الابواب الا بابه ، وانقطعت الرحمة الا منه ، واغلقت منافذ الرجاء الا منفذه. وحده لا شريك له ، هو أدرى بالحال.

اللهم اسقنا الغيث ، ولا تجعلنا من القانطين. اللهم ارحم ضعفنا ، وارحم امهاتنا واطفالنا وشيوخنا ورتعنا ، ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا. اللهم لا تأخذنا بذنوبهم. اللهم لا تجعلنا من القانطين ، يا الله.. يا الله.. يا الله.



تعليقات القراء

محشش
اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين يا رب امين
25-12-2008 08:26 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات