بما أنّ الأردن مليئة بالصالونات السياسيّة والتي يفوق عددها عدد صالونات الحلاقة ونتف الشَّعر ..وبما أنّنا في الأردن نتفشخر في كلّ شيء وعلى كل شيء ..فإنني أرى أن تبادر هذه الحكومة لتعمل انجازاً غير مسبوق في أية دولة من دول العالم ..وهو أن تخصّص الحكومة قطعة أرضٍ شاسعة المساحة ..لتحويلها إلى مقابر للمسؤولين الأردنيين بعد ما يموتوا طبعاً( أدام الله ظلّهم )  ..!!

 

وللتوضيح أكثر ..يتمّ تخصيص جزء من قطعة الأرض الشاسعة مقبرة لرؤساء الوزارات ..وجزء مقبرة للوزراء ..وجزء مقبرة للأعيان ..وجزء مقبرة للنواب ..وجزء مقبرة لـِ......وجزء مقبرة لـِ..... وجزء مقبرة لـِ..... وجزء مقبرة لـِ.....الخ ..وأن يتم فصل الأجزاء عن بعضها ..!!

 

وبذلك نضمن أن تكتب الأرض الأردنيّة تاريخ مسؤوليها ..ومسؤوليّاتهم التي أُنيطت بهم ..هذا بالإضافة إلى أنّ زيارتهم في الأعياد والمناسبات ستغدو واجباً اجتماعيّاً ..لأنّ غالبيّة الشعب الأُردني سيؤمّون هذه المقابر الجماعيّة ..لأنّ كلّ واحد فينا له قرابة مسؤول ..فلا بُدّ إذَنْ أن يقوم بواجب الزيارة ولو مرّة في السّنة ..!!وسيتسنّى لكل مواطن أن يزور قبر المسؤول إللي بحبّه( ليقرأ له الفاتحة ) ..وإللي ما بحّبه ( ليقرأ له الفاتحة ..ولكن على طريقته ) ..!!

 

وهكذا ستتحوّل هذه المقابر الجماعيّة ..إلى حدائق عامة ..تُفتح فيها المشاريع الصغيرة ..قهوة؛شاي؛بيبسي؛ساندويشات؛علكة؛وسحلب في الشتا ..وبذلك يكون هؤلاء المسؤولون قد أفادوا الشعب بعد وفاتهم ، بما أنّهم لم يفيدوه أثناء كراسيهم الآمرة الناهية ..!!

 

الموتُ آخِرُ حيٍّ فينا ..سنفنى جميعاً ويبقى الموتُ ..رافعاً عقيرته على كلّنا..

 

وإللي إلو حساب مع مسؤول يستنّى لمّا يموت ويروح على المقبرة الجماعيّة ويصفّيه على راحتو ..!!!

 

abo_watan@yahoo.com