جراسا -

معسكر تركيا يهدف إلى الارتقاء بالمستوى والاستقرار على التشكيلة وطريقة اللعب

 يستأنف منتخبنا الوطني لكرة القدم في الساعة الحادية عشرة من صباح اليوم في ملعب البتراء، تحضيراته بغياب 13 لاعبا من فريقي الفيصلي والوحدات عادوا اعتبارا من يوم امس الى نادييهم، للمشاركة في جولة الاياب من دور الستة عشر لدوري ابطال العرب، إذ سيلتقي الوحدات مع المريخ السوداني يوم الخميس المقبل، فيما يلتقي الفيصلي مع الحزم السعودي يوم السبت المقبل.

وستقتصر التدريبات خلال الايام المقبلة على اللاعبين عدي الصيفي ومهند محارمة وعبدالله ذيب ومعتز ياسين وبشار بني ياسين ولؤي عمران ورائد النواطير ومحمد الباشا وانس بني ياسين وسعيد مرجان ومحمد ابو خوصة وحمزة الدردور ومحمد خير.

منتخب الكرة الذي خاض يوم اول من امس مباراة ودية في ستاد عمان خسرها امام ضيفه الصيني 0/1، يستعد للسفر الى تركيا يوم 31 كانون الاول (ديسمبر) الحالي، لإقامة معسكر تدريبي يستمر حتى 8 كانون الثاني (يناير) المقبل وتتخلله مباراة ودية امام منتخب اوزبكستان، ويتوقع ان يعود الى عمان المدير الفني للمنتخب "البرتغالي نيلو فينجادا" في الثامن والعشرين من الشهر الحالي، بعد ان قضى عدة ايام في البرتغال متقبلا العزاء بوفاة والده، وغاب بالتالي عن ادارة دفة المباراة الودية امام الصين.

فينجادا سيجتمع مع الطاقم التدريبي المساعد المكون من ارنالدو وجمال ابو عابد وعبدالله ابو زمع وانيس شفيق لاختيار 24 لاعبا سيتوجهون الى تركيا، حيث ستتم متابعة مباراتي الوحدات والفيصلي عربيا لتأكيد اللاعبين الذين سيتم اختيارهم، وبالتالي فإن حمولة المنتخب الحالية قد يتم استبعاد اربعة أو خمسة لاعبين منها، في حين سيلتحق المدافعان علاء مطالقة وابراهيم الزواهرة بالتشكيلة.

أبو عابد: خسارة غير مستحقة

مدرب المنتخب جمال ابو عابد، الذي قاد منتخبنا في المباراة الودية الاخيرة، اكد لـ"الغد" بأن الخسارة التي تعرض لها منتخبنا لم تكن مستحقة مطلقا، ذلك ان منتخبنا امتلك السيطرة الميدانية وسنحت له عدة فرص للتهديف، بيد ان سوء الحظ واللمسة الاخيرة الى جانب افتقاد منتخبنا لوجود الهداف حال دون اهتزاز الشباك الصينية.

وأشار ابو عابد الى ان انتقال المنتخب من الحالة الدفاعية الى الهجومية كان سلسا للغاية، لكن المشكلة المؤرقة تكمن في غياب الهداف، مع ان منتخبنا لعب بمهاجمين ومن خلفهما عدة لاعبي وسط يمتلكون نزعة هجومية بارزة، كما ان منتخبنا بحاجة الى مزيد من الانسجام والتفاهم بين عناصره، خصوصا وأن الهدف الصيني جاء لغياب التنسيق والانسجام بين حارس المرمى عامر شفيع وقلبي الدفاع حاتم عقل ومحمد خميس، وكان ملحوظا ان لاعبي منتخبنا يضغطون جيدا على اللاعب الصيني المستحوذ على الكرة، لكن في غفلة أفلت المهاجم الصيني ساو يونغ وسجل هدف الفوز.

وأكد ابو عابد انه تم تثبيت التشكيلة بنسبة 70% في لقاء الصين، وهذا سيفرض على الجهاز الفني للمنتخب العمل على تثبيت التشكيلة التي ستخوض اللقاء الودي امام منتخب اوزبكستان يوم 7 كانون الثاني (يناير) المقبل في تركيا، لأن الخيارات الحالية تدور بين 15 الى 17 لاعبا وبالتالي لا بد من توفير الانسجام والتفاهم بين اللاعبين، بحيث ستكون الايام القليلة التي تسبق لقاء تايلاند يوم 14 منه في عمان، بمثابة الفرصة لتصويب الاخطاء التي يقع فيها منتخبنا من الجانبين الهجومي والدفاعي، مشيرا الى ان معسكر تركيا سيشهد رفعا للحالات البدنية والمهارية والفنية للاعبين، الى جانب اختيار طريقة اللعب التي سيتم اتباعها في التصفيات، مؤكدا ضرورة عدم الاستهانة بقدرات منتخب تايلاند والاستفادة مما جرى امام منتخب كوريا الشمالية في مستهل التصفيات الاخيرة للمونديال.

عتاب متبادل

عتاب متبادل بين منتخبنا الوطني لكرة القدم والجماهير، فالمنتخب وجد نفسه اول من امس يخوض مباراة ودية امام ضيفه المنتخب الصيني بلا مشجعين، بل لعل المنتخب الصيني فوجئ بهذا الحضور قليل العدد والذي صبت غالبيته لصالحه.

ربما تكون المباراة ودية.. وربما لأن الجماهير وجدت نفسها مطالبة بشراء بطاقات دخول لحضور هذه المباراة، فآثرت على نفسها الرحيل ومتابعة المباراة عبر شاشة التلفزيون الحصرية أو عبر الهاتف، ولكن هل هذا يعفي الجمهور من العتب الشديد الملقى على عاتقه، وهل عزوف الجمهور كان خلافا للسببين الاولين وهو نتاج اكيد لتراجع مستوى المنتخب وسوء نتائجه في المباريات الرسمية والودية؟.

كان اللاعبون يمنون النفس بتحقيق الفوز والشعور بهتافات الجماهير وهي تلهب حماسهم وتشحذ هممهم وترفع من معنوياتهم، ولكن الصمت أطبق على المدرجات وأضحى لاعبونا بلا روح في بعض مراحل المباراة.

ولكن هل نحمل الجمهور مسؤولية الخسارة الودية، وهل قدم اللاعبون افضل ما لديهم في المباراة، وهل هم جاهزون لبدء مشوار تصفيات امم آسيا التي ستنطلق في الرابع عشر من شهر كانون الثاني (يناير) المقبل، وهل ستكون المباراة الودية الاخيرة (التي لن نراها) امام اوزبكستان بمثابة الفرصة الاخيرة للمنتخب لمعرفة قدراته جيدا؟.

مشاهد من المباراة

لعل بعض من تابع اداء منتخبنا امام الصين ابدى اعجابه بقيادة جمال ابو عابد للمنتخب وحسن اختياره للتشكيلة التي تحتاج الى دراسة اكثر لتوزيع جهود اللاعبين على مدار دقائق المباراة، لا سيما وأن بعض اللاعبين (النجوم) لا يستطيعون اللعب لأكثر من شوط واحد وقد يكون ذلك لأسباب تتعلق بانخفاض مستوى اللياقة البدنية عندهم.

اللاعبون بشكل عام اقتربوا من الصورة التي ظهروا عليها في عهد المدير الفني السابق محمود الجوهري، لكن معاناة منتخبنا كان ملحوظة في انخفاض مستوى اللياقة البدنية وغياب القدرة التهديفية رغم حدوث عدة فرص حقيقية سواء من خلال تسديدات عن بعد أو كرات داخل منطقة الجزاء، أضف الى ذلك كثافة الاخطاء الدفاعية في منطقة العمق، ربما لعدم الاستقرار في مركزي قلب الدفاع، وإن كان حاتم عقل وبشار بني ياسين اكثر من شغل هذين المركزين، لكن السن لها حكمها وتأثيرها، كما يلاحظ على لاعبي منتخبنا الاكثار من التمرير العرضي وتدوير الكرة الى الوراء، مما يستنفد جهدهم ويصبح الوصول الى مرمى الفريق المنافس بأكبر عدد من التمريرات، مع ان العكس هو المطلوب