مواقف شهدتها العين


تسجل الكاميرات الرقمية لحظات ولقطات صعبة جدا من الصعب ان تختزنها ذاكرة العقل البشر وتبقى من الصور المميزة جدا وقد تصل لحد تسجيل حركة رمش العين لدقتها ، وخلال الاشهر الماضية تمكنت بفضل الله من تسجيل لقطات لنشامى قواتنا المسلحة لم تتمكن اكثر الاجهزة الرقمية دقة من تسجيلها ولكنني احببت ان انقل لكم الصورة بعد تحويلها لكلمات لعلها تخلد بالذاكرة .

-فزعة-
في صباح يوم بارد جدا من ايام الشتاء الماضية وفي ساعات الصباح الباكر وبخار الماء يعانق الوجوه المحمرة برداً ومن شاء له القدر ان يقف على جنبات الطرق ينتظر حافلة تقله إلى مكان عمله ،كان احد ضباط الامن العام واقول ضابط لانني لم اشاهد رتبته ولكن الدليل على انه ضابط تلك البوريه ذات الجزء الأحمر منها والتي علت رأسه وحملت الشعار الفضي وعلى بعُد خطوات منه تعطلت سيارة لسيدة تقل ابنائها للمدرسة والتي يمكن تشخيص سبب العطل وصول الماء لموزع الكهرباء وبدون تردد تقدم ذلك الضابط منها وامرها بفتح غطاء المحرك وان تبقى في السيارة وأخذ بتفحص الاسلاك وتناول قطعة قماش منها وأخذ يمسح الموزع واعاد تركيبه وابعد اكثر من محاولة للتشغيل و(دفشه) عادة تلك السيارة للعمل من جديد وكانت البسمة وكل كلمات الشكر تنطلق من تلك الام وأيدي الاطفال الصغار تلوح لذلك الضابط والذي ما دفعه للقيام بتلك (الفزعة) إلا ما تربى عليه وما أملاه عليه واجبه وإن كان خارج ساعات الداوم الرسمي .

-نشمية-

امام مخابز جواد الواقعة على طريق الأتوستراد المزدحم دائما والذي يربط العاصمة عمان بمدنية الزرقاء تقف نشمية من نشميات الامن العام تفرض النظام على مستخدمي الطريق وتنشر اجواء الآمان توزع التحية دون كلل أو ملل تقف بجانب اخاها الرجل تشاطره الحس بالمسؤولية والواجب وتعلم ان هناك ثلاثة اطفال ينتظرون عودتها بفارغ الصبر وان هناك زوج يعد لها وجبة الغداء عندما تعود متعبة وهي تعلم ان دورها كأم وزوجة لم ولن يؤثر علية واجبها كسيدة امن ، الاتوتستراد وبسبب الأزدحام الدائم مهما صغر حجم العائق فإنه يشكل عثرة وقد يسبب كارثة تزهق فيها ارواح تعطلت سيارة من الوزن الثقيل فما كان من تلك النشمية إلأ ان هبت وكانها بطله من ابطال المارثون ودون تردد وهي تعلم ان وزن تلك السيارة يفوق وزنها وقوتها اخذت تدفع بالسيارة إلى جانب الطريق وعندها هب النشامى لأختهم النشمية يداً بيد يدفعون بالسيارة ويعملون معاً لتيسير حركة المرور اصوات الضمائر الحية التي مرت من هناك وشاهدت الموقف وان لم تنطق بحرف ولكنها بقرارة نفسها خزنت الموقف في ذاكرة العرفان والجميل .

- اخلاق 1-

على الطريق الصحراوي تكثر الشاحنات المحملة بدعائم الإقتصاد وشريانه كانت شاحنة محملة بالنفط الخام تسير بسرعة معقولة وخلفها كانت سيارة (روفر عسكرية) ولوجود الإحتكاك بين الطريق وعجلات الشاحنات بدأت تلك الشاحنة تفقد جزء من قطع إطاراتها على الطريق وكانت القطع كبيرة والتي قد يتفاجأ بها بعض السائقين وبالتالي قد تؤدي لحدوث كارثة نخسر فيها ارواح بشرية بريئة ، توقفت السيارة العسكرية وترجل منها ضابط برتبة رائد والسائق وأخذ الاثنان معاً بتجميع قطع (الكاوتشوك) وإبعادها عن الطريق وتبعا سائق الشاحنة وأشعراه بخطورة الوضع وأن عليه التوقف وفعلا تم ذلك وتوقفا معه .........وانا تابعت المسير

-اخلاق 2-
على دوار صويلح وفي ساعات الصباح الباكر الباردة كانت سيدة مسنه ترتدي الثوب الفلسطني الفلاحي البسيط وقد ضمت يداها على صدرها بحثاً عن الدفئ وقد تزاحم الكثير من الركاب على باب الحافلة ولكن تلك السيدة المسنة لم تستطع ان تزاحم كما يزاحم الشباب واكتفت بالإنتظار .......لحظات وإذ برقيب سير على درجة نارية توقف امام السيدة تحدث معها للحظة ثم خلع (فلدته) جكيته المموه بالصفه العسكرية ووضعه على أكتاف تلك السيدة ووقف بجانبها وبعد دقائق توقفت حافلة وبأمر من ذلك الشرطي صعدت تلك السيدة بيمن الله ورعايته.

-اخلاق 3-
امام محكمة البداية في الزرقاء اتكأ رجل طاعن في السن على احد افراد الامن العام من اجل عبور الطريق ولم يسمع الحضور إلا لسان يلهج بالدعاء ان يحمي ذلك الشاب ويديمه ذخراً للوطن ...كلمات صادقه بسيطة عفوية لم يتم تنميقها او اعدادها بطريقه نحوية ولم يتم تشكيل اواخرها .....
صور من هنا وهناك وانا اعلم ان هنالك عدد كبير من الصور يختزنها كل واحد منا واحيانا مواقف لم يكن عليها شهود .
حمى الله الوطن وقائده وحمى الله نشامى تربوا وتدربوا بمدرسة القائد كانت تربة الوطن خصبة وتربة طيبة ليكبر هؤلاء ويكبر معهم الوطن .

zyoodco@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات