جراسا -

الناصرة- كشفت صحيفة "يديعوت احرونوت" العبرية النقاب عن ان اولمرت اجرى هذا الاسبوع لقاءات سرية في العاصمة البريطانية لندن مع جهات ذات علاقة بالمفاوضات مع سورية، على حد تعبير المصادر السياسية الموثوقة في تل ابيب.

واضافت الصحيفة، ان ثلاث شخصيات اسرائيلية فقط علمت بأمر اللقاء من بينها رئيس الموساد (الاستخبارات الخارجية) الجنرال المتقاعد مئير داغان.
ورغم محاولة الحفاظ على سرية الاجتماعات ابلغت مصادر الصحيفة بأن اولمرت والرئيس السوري بشـــار الاسد تبادلا في الايام الاخيرة رسائل مفصـــلة تضمنت تفاصيل كثيرة لم يكشف النقاب عن فحواها.

من جهته اعلن رئيس المعارضة الاسرائيلية وزعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو بعد لقائه في باريس الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي انه ليس ملزما بأية تنازلات تقدمها حكومة اولمرت ـ ليفني للسوريين، وان هذه الالتزامات لا تلزم حكومته في حال شكلها بعد الانتخابات مضيفا ان اسرائيل ستبقى في الجولان.

وكان اولمرت قال امس ان السلام مع سورية قابل للتحقيق. وعلى المستوى الفلسطيني، قال انه من المفضل، مع اسفه، التقدم باتجاه الدولتين لان الامكانية الاخرى مدمرة للصهيونية. كـــما قـال ان الوضع الديموغرافي هو بمثابة قنبلة موقوتة تهدد الدولة العبرية.

وفي هذا السياق لا بدّ من التذكير بانّ نتنياهو كان قد صرح بانّ العرب في اسرائيل هم قنبلة موقوتة. كما انّه جدير بالذكر الى انّ زعيمة حزب كاديما الحاكم ووزيرة الخارجية الاسرائيلية صرّحت الاسبوع الماضي بانّ الدولة الفلسطينية العتيدة هي لكل الفلسطينيين، وانّ ذلك يشمل ايضا العرب في اسرائيل، لكي تتمكن الدولة العبرية من المحافظة على الاكثرية اليهودية.

وقال اولمرت ايضا انّ السلام ينطوي على تنازلات مؤلمة، ولكن المقابل هو تجنب سقوط ضحايا، وادعى ان سورية ليست معنية بأن تكون في محور الشر، وهي ترغب بالتقرب من الولايات المتحدة، لافــتا الى ان اتفاق السلام مع سورية سيغير من ميزان القوى بين المعتدلين والمتطرفين في الشرق الاوسط، على حد قوله.

واضاف ان لاسرائيل مصلحة عليا في استمرار المفاوضات مع سورية. وبحسبه فان الاتفاق مع سورية يقلص التهديدات بنشوب حرب في الشمال، ويقضي على المساعدات المقدمة للمنظمات التي وصفها بالارهابية، مثل حزب الله اللبناني وحركة حماس في فلسطين.