انتقادات بريطانية حادة للسياسة الامريكية في العراق تتفق مع تحذيرات سابقة لجلالة الملك من حل الجيش العراقي


جراسا -


خاص- أحدث قائد قوات الجيش البريطاني الجنرال مايك جاكسون سابقا انتقادات حادة للولايات المتحدة بشأن سياستها في العراق ضجة في الاوساط السياسية في بريطانيا والشارع الامريكي المناوئ للوجود العسكري الامريكي في العراق.

وكان الجنرال جاكسون قد ضمن وبشكل مباشر في سيرته الذاتية التي كتبها مؤخرا انتقادات لاذعة للإدارة الأمريكية بسبب الطريقة التي اعتمدتها لمعالجة الوضع في العراق بعد انتهاء الحرب، ومعرجا الى وصف السياسية التي انتهجها وزير الدفاع الأمريكي السابق، دونلد رامسفيلد، إزاء العراق بأنها كانت "مفلسة فكريا"، مضيفا أن حديث رامسفيلد بأن القوات الأمريكية ليست مسؤولة عن "بناء الدول" هو عبارة عن "لغو"، ومضيفا في طيات سيرته بالصدد ذاته بأن "رامسفيلد هو أحد أكبر المسؤولين عن الوضع الحالي في العراق.

وقال رئيس أركان الجيش البريطاني السابق الجنرال مايك جاكسون في مقابلة نشرتها صحيفة الصنداي تلجراف التي استضافته للحديث عن كتابه إن "الفراغ الأمني الذي خلقته واشنطن بقرارتها الكارثية الخاصة بحل الجيش وقوات الأمن العراقية" كان السبب وراء العنف الذي حل بالعراق بعد غزوه عام 2003 .

وجاءت انتقادات الجنرال جاكسون مشيرة الى رفض رامسفيلد نشر قوات كافية يُناط بها مهمة المحافظة على القانون والنظام بعد سقوط نظام صدام وتجاهل الخطط المفصلة التي وضعتها وزارة الخارجية الأمريكية بشأن كيفية معالجة الوضع بعد انتهاء الحرب.

فيما انتقد جاكسون "صراحة" الرئيس الأمريكي بوش بسبب قراره تسليم إدارة العراق بعد انتهاء الحرب إلى البنتاجون بدل وزارة الخارجية الأميركية التي كانت قد وضعت كل الخطط المطلوبة لإدارة العراق خلال مرحلة ما بعد انتهاء العمليات العسكرية الرئيسية.

محللون سياسيون
وفي اصداء وردود متباينة للشارعين البريطاني والامريكي اعتبرت انتقادات الجنرال جاكسون من أكثر الانتقادات صراحة يوجهها ضابط عسكري بريطاني رفيع للسياسة الأمريكية العسكرية في العراق.

فيما رأى محللون سياسيون من جانبهم بأن هذا الانتقاد للسياسة الأمريكية في العراق من قبل مصادر بريطانية يعكس التوتر الشديد الذي شاب العلاقة بين القيادة العسكرية البريطانية ووزارة الدفاع الأمريكية خلال التحضيرات العسكرية لغزو العراق، ثم في مرحلة ما بعد انتهاء العمليات العسكرية الكبرى.

الاردن دعا لأمن العراق وحذر من حل الجيش

الاردن عبر قيادته وعبر توصيات وتصريحات قال بها جلالة الملك عبد الله الثاني كان قد دعا لضرورة استعادة العراق لامنه واستقراره، معتبرا أمن العراق ضرورة لاستقرار المنطقة بأسرها، كما كان جلالته قد حذر مسبقا وابان سقوط النظام العراقي من تداعيات حل الجيش العراقي، وذلك بقصد تفادي العنف والارهاب.

وقد كان لتصريحات وتوصيات جلالته وقعا لاقى تأييد من المجتمع الدولي إزاء ما تمخض عنه واقع مستقبل القوات الامريكية في العراق بعد غزو العراق بقيادة الولايات المتحدة عام 2003 من حساسية الى جانب أعمال العنف الطائفي التي اندلعت بعد ذلك.

وفي السياق ذاته، وفي دلالة مباشرة لتشخيص جلالة الملك فإن تصريحات "نارية" قال بها علي الدباغ المتحدث باسم الحكومة العراقية بوزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) توافقت وتحذيرات الاردن السابقة من حل الجيش، حيث صرح الدباغ الى حاجة القوات العراقية الى عشر سنوات لبناء جيشه الذي أكد الباغ بشأنه بأنه ليس بالامكان أن يبنى في غضون ثلاث سنوات، الامر الذي استنكرته الحكومة العراقية ودعا رئيس وزراءها نور المالكي الى اصدار بيان يتنصل فيه من تصريحات الدباغ معتبرا اياها رأيا شخصي ولا تمثل الحكومة العراقية.

يذكر بأن التقارير العسكرية الصادرة عن البيت الابيض والحكومة العراقية والقاضية بتراجع وتيرة العنف في العراق لم تلق اقتناعا من قبل المجتمع والرأي العام الدولي، وذلك تبعا لاعتبار أن المكاسب الامنية هشة وقد تتراجع مع استعداد العراق للانتخابات وانسحاب القوات الامريكية من مدن عراقية العام المقبل قبل الانسحاب الامريكي الكامل بنهاية عام 2011 وفقا للاتفاقية الامنية التي توصل إليها العراق والولايات المتحدة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات