على الأرض التي أنجبت عباقرة الرجال وإليها جاءت الثورة العربية الكبرى حاملة رؤية قيادية ملهمة امتزج فكرها ورسالتها عبر السنين وقدمت للبشرية مدرسة تحمل المضامين النهضوية وبقدر عمق الثورة الفكرية التي أحدثتها بقدر عمق الإيمان الذي ترسب في فكر القائد بحرية العقل والتعبير والقيم الفكرية وعلى أرض الواقع يتعلم أبناء الوطن الصادقين من مهاجرين وأنصار من شتى الأصول والمنابت في مدرسة القائد أنشودة الكفاح ومعنى الحرية والكرامة والتاريخ التي ظهرت وتجسدت فيه ملامح القائد والتي ما انتصرت إلا وانتصر به أبناء الوطن المخلصين وأن صفحات التاريخ المقرؤ وغير المقرؤ ما زالت تسجل بأحرف من نور نبع عطاء القائد الذي لا ينضب والإبداع النهضوي الذي أضاء الكثير من جوانب الطريق لذلك كان تحرك القائد في الماضي والحاضر والمستقبل نحو إبعاد القضية الفلسطينية تحركاً من واقع المسؤولية النابعة من جذور التاريخ ونبراساً مضيئاً في تاريخ القضية ونصرة الأهل والعمل على حماية المقدسات الإسلامية وهذا ما يؤكد ثوابت ومصداقية القائد في معالجة القضايا الصعبة والشائكة ولأننا في الأردن جزأً لا يتجزأ من هذه المنطقة الوليدة بحكم الجغرافيا والتاريخ والسياسة كان توجه القائد يعمد إلى الدفاع عن الأمن حريصاً على حرية وكرامة الحركة الفلسطينية بما في ذلك حرية صياغة سياسية أمنية مستقلة لنجاح الأداء الفلسطيني وملامح المصداقية هي من ملامح القائد الذي لم يفقد إيمانه بحقيقة الحق الفلسطيني ليعزز دوراً إيجابياً مميزاً في التأثير على السلك السياسي في المنطقة برؤية إبداعية راسخة الملامح رغم كل المصاعب والظروف الراهنة المليئة بالأحداث الساخنة والأفكار المتصارعة وهذا الدور القيادي لإزالة القهر الذي يمارس ضد المقدسات والحقوق ودعم الاهتمام العملي بالمفاوضات والدراسات الجادة لتطوير الفهم التحليلي والعملي للرقي بعملية بناء السلام لتحقيق نتائج أفضل وإنقاذها من المتطرفين والمشككين وهذا التحرك لعمق الأحداث جاءت تلبية لحاجات تاريخية ووطنية وقومية وما لديها من الإصرار والعزيمة في مواجهة المتغيرات السريعة التي تدور من حولنا تلك هي شمس القائد التي تملئ الأرض شعاعاً لإرساء قواعد السلام الدافئ وسياسة جذوره الفكرية والتاريخية القائمة على العدل والحرية والحقوق.

talal_gerasa@yahoo.com