«ذات جمعة»


منذ عملت في "الدستور" وأنا أحرص على التواجد المبكر. سواء كان لي عمل لمجرد"السنكحة"التي تسبق ذهابي الى"سقف السيل" وممارسة"التصعلك"على اصوله. وقبلها ، ايام الدراسة الثانوية والجامعية كنتُ اذهب مع الصديقين"زهير ابو شايب ومعن البياري" الى منزل صديقنا الشاعر الراحل محمد القيسي. وكان من عادته حين نسأله متى نلتقي؟ كان يرد: "ذات جمعة".

كنا نثرثر في كل شيء من الثقافة الى الصحافة الى الامور الخاصة والانسانية.

ثم كان لقائي الاسبوعي مع الصديق زهير ابو شايب والصديق زهير زقطان مرة في منزل الاخير ومرات في منزل ابو شايب ومن قبل كنا نلتقي عند الصديق معن البياري. واحيانا كانت تجمعنا لقاءات مع الناقد والشاعر عبد الله رضوان ـ ما غيره ـ مدير الدائرة الثقافية في امانة عمان حين كان يعمل مدرسا في"الرصيفة ".

كل اللقاءات كانت"ذات جمعة ".

وبعد ان تفرقنا ، اصبحت"الدستور"ملاذي التقي فيها بعض الذين لا اراهم في الايام العادية مثل الاخوين العامري"محمد وجهاد". نشرب القهوة ونمضي الى"المرسم" او الى"وسط البلد".

زوجتي لا يعجبها"سلوكي"وتقول : انت الوحيد اللي ما بتوخذ اجازة ، حتى يوم الجمعة بتروح ع الجريدة. طبعا ادرك ذلك لكنني"أتحجج"بكتابة مقالة"السبت" التي لا تستغرق مني سوى خمس دقائق. والباقي ثرثرة واستغابة واستحضار .

لكن الميزة في يوم الجمعة ، ان المكاتب تكون فراغة من الكائنات . وبالتالي لا مزاحمات ولا مجاملات ولا رنين تلفونات ولا مناسبات ولا اوامر مسؤولين ولا اوراق من"رئاسة التحرير".

اشرب القهوة لوحدي حيث احضر مبكرا. وكنت اسمع"قرقعة" حذاء خليل قنديل من اول"الممر" فأعرف انه قادم واستعد لممارسة النميمة معه. وهو كائن قصصي لا يحب الايجاز بل التفاصيل والتفاصيل المملة.

امس حضرت وانتظرت ، ولم اسمع"قرقعة"حذاء خليل" فهو الان في"المستشفى"القريب يعالج من شيء اصابه. انا حزين لانني لن اجد شخصا يحتمل"ثرثرتي" الصباحية. لو كان"خليل"هنا لكنت مارست معه"اقصى"درجات النميمة ". ولاختلفنا واعطيته"حبة ملبس" واختفيت الى"سقف السيل ".

سأعود "الجمعة" المقبلة ومن الضروري ان اراك يا "خليل ".. فاهم .. يالله شد حيلك في طوابق بدنا نحكي فيها،

talatshanaah@ yahoo.com

(الدستور)



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات