الحكومة العراقية تحاكم الزيدي بظروف غامضة دون محاميه


جراسا -

بغداد- قال عدي الزيدي شقيق الصحفي منتظر الزيدي الذي قذف الرئيس الأميركي جورج بوش بحذاءيه في بغداد قبل أيام، إن شقيقه مثل أمام محكمة غير معروفة في بغداد صباح اليوم.

وأوضح عدي في اتصال هاتفي مع الجزيرة أن أقوال شقيقه صدقت أمام القاضي بحضور محام انتدبته الحكومة للزيدي، بناء على المادة 223، التي تصل العقوبة فيها إلى السجن سبع سنوات، رغم أنه كان يجب محاسبته بناء على المادة 227، التي تصل عقوبتها القصوى إلى سنتين فقط.

وقال عدي إن شقيقه منتظر اتصل أمس بالعائلة، وأبلغهم أنه سيمثل للمحاكمة غدا (اليوم) الساعة السابعة صباحا وطلب منهم إحضار محامين للدفاع عنه.

ووفقا لعدي فإنه ذهب إلى المحكمة قبل الساعة السادسة صباح اليوم، ووجد نحو 150 محاميا عراقيا ينتظرون أمام أبوابها للدفاع عن منتظر، وظلوا ينتظرونه حتى الساعة العاشرة دون أن يصل، وعند سؤالهم بعض موظفي المحكمة، علموا أن منتظر اقتيد إلى مكان مجهول ليحاكمه هناك قاض مجهول.


ووفقا لتصريحات عراقية رسمية أمس فإنه كان من المفترض أن يمثل منتظر اليوم أمام قاضي التحقيق بالمحكمة الجنائية المركزية، لينظر الأخير إلى الأدلة المتعلقة بقضيته لتقرير ما إذا كان سيقدم للمحاكمة أم لا.
واعتبر عدي أن الإعلان عن محاكمة شقيقه مجرد خدعة من الحكومة لتهدئة الرأي العام، وناشد الشعب العراقي التحرك للمطالبة بالإفراج عن منتظر وتأمين محاكمة عادلة له، مؤكدا أنه لا يعرف أين يوجد شقيقه الآن.

وقد أعلن البيت الأبيض أنه لا توجد مشاعر سلبية حيال الحادث وأن الأمر متروك للحكومة العراقية لتحديد ما إذا كان الزيدي يجب أن يعاقب أم لا.

آلاف المحامين
وكانت قناة البغدادية التي يعمل بها الزيدي مراسلا صحفيا قد أعلنت أن هيئة الدفاع التي سترافع عنه يترأسها رئيس نقابة المحامين العراقيين ضياء سعدي، وكان من المفترض أن تلتقي الهيئة الزيدي اليوم، لأخذ التوكيل الرسمي منه تمهيدا للدفاع عنه.


كما أعلن رئيس نقابة المحامين الأردنيين صلاح العرموطي أن عددا من المحامين العرب تطوعوا للدفاع عن الزيدي، وشكل اتحاد المحامين العرب لجنة تضم الكثير من المحامين لنفس الغاية، كما أعلن مئات المحامين من مختلف أنحاء العالم تطوعهم للدفاع عن هذا الشاب الذي تحول إلى بطل في نظر الكثيرين.

تضامن واسع
وتجاوزت حالة التضامن الشعبي الواسع مع منتظر العراق، لتصل إلى معظم الدول العربية، ففي فلسطين نظم الصحافيون هناك اعتصاما أمس طالبو فيه بالإفراج الفوري عن زميلهم، ودعوا لاعتبار واقعة رمي الحذاء بتاريخ 14/12 يوما (للحذاء العالمي) تضامنا مع منتظر.

وحمل الصحفيون الفلسطينيون حكومة نوري المالكي مسؤولية حماية حياة الزيدي، وطالبوا المحامين "الشرفاء" في العالم بالسعي لإجراء محاكمة دولية لبوش بسبب "الجرائم" التي ارتكبها في حقوق الكثير من شعوب الأرض.

كما أصدرت منظمة "صحفيون بلا حدود" بيانا طالبت فيه بالإفراج فورا عن الصحفي منتظر، وحملت الأجهزة الأمنية مسؤولية الحفاظ على سلامته.


دعوات إلى اعتبار تاريخ الحادثة يوما للحذاء العالمي (الفرنسية-أرشيف)
وكانت مدن عديدة في العراق قد شهدت مظاهرات تأييد للصحفي الزيدي، وطالبت بالإفراج عنه، كما دعا المتظاهرون إلى انسحاب القوات الأميركية من بلادهم، وفي سوريا حيا مجلس الشعب ما قام به الصحفي العراقي ورأى فيه ردا مثاليا على ما وصفه بسياسات إدارة بوش الإجرامية.

وفي لبنان قدمت محطة فضائية عرض عمل لمنتظر، كما حرصت معظم القنوات التلفزيونية العربية على إعادة بث اللقطة التي يقذف فيها منتظر حذاءه في اتجاه رأس بوش.

وظهر التأييد والرضا العربي الواسع عما فعله منتظر، من خلال الإقبال غير المسبوق على مواقع الإنترنت، حيث حيا مئات الألوف منتظر، وتسابق الكثير منهم في التعبير عن إعجابه شعرا ونثرا، كما شهد موقع الجزيرة نت حدا غير مسبوق من التعليقات التي أرسلها متصفحو الموقع على قضية منتظر.
 
 
 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات