التشدد الإيراني باتجاه المفاوضات الإسرائيلية


تتفق الدولتان إيران وسوريا على كون السلام واستعادة الحقوق العربية هو الجوهر الواجب المحافظة عليه. وإن تباينت الرؤية الخاصة بآليات المحافظة على هذا الجوهر واستعادته. فإيران تعارض عملية السلام وترفض الاعتراف بإسرائيل ونظرت إلى مؤتمر مدريد الذي ادار مفاوضات السلام كنظرة استسلامية من جانب العرب وكونه قضى على آخر ورقة في أيدي العرب وأنه حسم الصراع لصالح اليهود من هنا أن إيران عند تشخيصها لمرتكزات السياسة الخارجية الإيرانية قد ربط بين القضيتين اللبنانية والفلسطينية كمواجهة لمقاومة الاعتداءات الإسرائيلية ومن المعروف أن إيران تعاملت منذ اندلاع ثورتها الإسلامية مع الصراع العربي الإسرائيلي باعتباره صراعاً حضارياً بين الأمتين الإسلامية واليهودية وليس صراعاً سياسياً دائماً على اغتصاب حقوق بعض الأطراف في حين تتعامل سوريا مع المفاوضات كسبيل لاستعادة حقوقها وتحرير أرضها من جانب والتوافق مع المعطيات المتغيرة في المنطقة من جانب آخر ومن ثم كان التشدد الإيراني تجاه الأردن وفلسطين من زاوية المعارضة لعملية السلام كما أن تمايز المسلك الإيراني تجاه المسارات المختلفة يتجاوز في مضمونه فكرة التنسيق مع سوريا وإن ترافق التشدد الإيراني مع مواقف سوريا في بعض الأحيان مناظره تجاه المفاوضات على المسارات الأخرى.

والحقيقة أن استراتيجية إسرائيل التفاوضية القائمة على التلاعب بالمسارات التفاوضية والتركيز على التسويات الجزئية قد أعطى بدوره عاملاً إضافياً لظهور التماسك المباشر للعلاقات السورية الإيرانية وهو التماس الذي استند في ظاهره لعدد من المواقف التفاوضية على المسارين السوري واللبناني مع إسرائيل فالعلاقة الارتباطية بين المسارين قد دفعت لتجميع المسار اللبناني تلقائياً كما أن الاستراتيجية التفاوضية السورية القائمة على شمولية الحل وإعلان مبدأ الأرض مقابل السلام واستبعاد الاتفاقيات الجزئية وقد أعطت جميعها تميزاً للموقف السوري ولمساره عن باقي المسارات التي أخذت في الدوران في سلسلة من التعقيدات والفرق في التفاصيل التي أوجدتها المفاوضات المنقوصة التي شهدها المساران الفلسطيني والأردني.



تعليقات القراء

صديق
يا بو سير فكنا من أيران خلينا بالفساد اللي صاير بالخدمات الطبيه الملكيه من قبل لجنة الأدويه
15-12-2008 10:41 PM
طا طا طا طا
يقولون بان ايران و اسرائيل حبايب يا ابو سير
17-12-2008 11:23 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات