البتراء: نفطُ الأردنِ الوردي


إنها معجزةٌ أو تكاد !
هذا أقلُ ما يُقالُ عن " البتراءِ" التي تتوسدُ احضانَ الصحراءِ الأُردنيةِ جنوباً، وهي وإن حظيت أخيراً باعترافٍ عالمي بقيمتها التاريخية وشهادتها -التي لا تقبل الرد- على عبقريّة العرب الأنباط الذين بنوها فأبدعوا تحفةً معماريةً نادرةً في الوجود، إلا انها ما زالت تحتاجُ إلى مزيدٍ من الجديّة والذكاءِ في تسويقها وتهيئتها لاستقبالِ الراغبين بالتمتع بسحرها أو دراسة ما فيها من معالم أو استكشاف ما في بواطنها من كنوز – ربما- ما زالت غيرَ معروفةٍ حتى اليوم.

لا تُنكر الجهود التي تقومُ بها الجهاتُ ذات العلاقةِ في سبيل تطوير "البتراء" وإبرازها على خارطةِ العالم السياحية ، غيرَ ان الأمرَ لا يخلو من اقتراحاتٍ قد تُساهم في جعلِ "البتراء" الوجهة السياحية الأولى في العالم وبما يجعل منها مورداً اقتصادياً هامّاً للأردن، فضلاً عن إساهمها في التعريف بالأردن وتاريخه وحضاراته وموروثه الثقافي الغني. فالبتراء أو كما يحلو لي أن أسميّها هي "نفطُ الأردنِ الورديّ" ولربما نضب النفط خلال قرنٍ من الزمانِ -وفق أكثرِ التقديراتِ تفاؤلاً- ولكنَ "البتراءَ" التي صمدت آلاف السنين وعاشت، بوسعها أن تصمدَ وتعيشَ آلافاًَ أخرى من السنين، فهل ندركُ القيمةَ الاقتصاديةَ للبتراء في زمانٍ أصحبت فيه السياحةُ صناعةًً لها سوقها ومردودها الوفير؟

لعلَ إبرزَ ما يُثير الزائرَ للبتراءِ تلك الطريقةُ "البدائيةُ" التي ُتدار بها المدينةُ من الداخل، فمع أن الإنسانَ اخترعَ العجلة منذ قرون خلت، واكتشفَ قوانينَ الحركةِ والكهرباء، إلا اننا ما زلنا نُصرُ على الإستعانة بالحيوانات كوسيلةِ نقلٍ داخل المدينة الورديّة، مع ما يعنيه ذلك من آثارٍ بيئيّة وجماليّة سلبيةٍ تؤثر حتماً على ألقِ المدينة وعظمةِ تفاصيلها. وربما يكون الوقت قد حان للتفكير بوسيلةِ نقلِ حديثةٍ تُناسب طبيعةَ "البتراءِ" وتراعي خصوصيّة التضاريسِ والمعالم وتصونُ بيئتها المتفردة.

كما أن الزائرَ الذي يرغبُ في المسيرِ داخل "البتراء" يجدُ صعوبةً بالغةً في التحرك والمسيرِ بسبب طبيعة التضاريس هناك وعدم وجود رصيفٍ جميلٍ مخصصٍ لذلك، فضلاً عن عدمِ وجود إشاراتٍ تُحددُ الإتجاهاتِ والمعالم الموجودة في كل إتجاه ، الأمرُ الذي يجعلُ الكثيرَ من الزوّار يعتقدون أن "البتراءَ" تنتهي بنهاية "السيق" ومشاهدة "الخزنة"، رغم أن كنوزاً أثريّة ساحرةً تمتدُ بعيداً داخل حدود المدينة الورديّة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات