فى مجتمعاتنا العربية حيث تسود المفاهيم المغلوطة نجد خلطا واضحا بين مفهوم الحرية ومفهوم الديمقراطية حيث نجد الكثير من الانظمة العربية تتشدق بانها انظمة ديمقراطية بينما هى ابعد ما تكون عن ذلك حيث تعطى هذه الانظمة امثلة على ديمقراطيتها بما تسمح به من حرية الرأى حيث يستطيع كل فرد ان يتناول بالرأى كل ما يراه من السياسات القائمة فى النظام الحاكم وبغض النظر عن ناتج هذه الحرية فى ابدء الرأى أو القدرة على تغيير هذه السياسات أو توجيهها. بينما الديمقراطية فى معناها الحقيقى لا تعنى على الاطلاق هذه الرؤية المغلوطة عن قصد فالديمقراطية هى قدرة كل فرد على التأثير فى مجريات السياسة القائمة فى كافة المجالات من خلال قنوات شرعية تسمح ليس فقط بحرية التعبير ولكن أيضا بالقدرة على التغيير بما يجعل السياسات السارية تعبيرا عن توجه المجموع أو الاغلبية وليس الاقلية الحاكمة. يجب ان ننتبه جميعا الى ان المتاح فى أغلب وربما كل الانظمة الحاكمة فى دولنا العربية البائسة هو قدر من الحرية وليس الديمقراطية حيث نجد لسان حال اغلب هذه الانظمة يقول: دعهم ينبحون ودع القافلة تسير.