إحالة حقوق الانسان على التقاعد


بدخوله عامه الستين بات الاعلان العالمي لحقوق الانسان مستحقا للتقاعد الوجوبي حسب قانون الضمان الاجتماعي ، ونطالب الصديق عمر الرزاز بصرف راتبه التقاعدي واحالته رسميا على التقاعد ، ليقضي شيخوخة صالحة وكريمة رغم انه قضى طوال عمره عاطلا عن العمل .

حقوق الانسان لم تتعرض الى نكسة مثما تعرضت لها في اعوام بوش السوداء التي تنوف عن الثمانين قياسا بحجم الضرر الواقع على الكون كله وعلى الاقطار العربية خصوصا حيث شهدت سنواته الثماني على المقياس السنوي سقوط عاصمة الرشيد ودخول السودان على خط الاحتلال وتكريس ضياع فلسطين بفعل غياب الحقوق وانعدام العدالة وما نتج عن ذلك من فرقة داخلية .

ستون عاما على اكذوبة كونية جرى خلالها اعتداءات على كل الحقوق ولا ادري ان كان من باب المصادفة ان يكون عمر هذا البيان الكاذب هو من عمر حقيقة موجعة اسمها نكبة فلسطين وتشريد شعبها واعلان قيام الكيان الغاصب والعنصري الذي مارس كل صنوف الاساءة والقتل والدمار للانسانية ، دون ان تتجرأ المنظومة الدولية على اتخاذ قرار واحد ملزم ضد هذا الكيان.

حقوق الانسان وبيانها مفردات تخلو من اي طعم ومنزوعة الصدقية وهي اختراع كوني من الدول الراعية لذبح الانسان واغتصاب اراضيه ، وهي نكتة سمجة يتسلى بها وعليها اصحاب الحقوق الضائعة وقليلو الحيلة ، لتصبح ملاذا وحائطا للاتكاء وتبرير الوهن .

حقوق الانسان لم تذبح في اقطارنا العربية بيد اجنبية بل ساهمت اياد عربية كثيرة في ذبحها ايضا تارة على مذبح تحرير الوطن السليب الذي جر ويلات كثيرة على حقوق الانسان العربي تحت شعارات التحرير واعلاء صوت المقاومة وتضخيم هدير الاذاعات ثم ذبح من جديد بعد انهيار مفاهيم المقاومة والدخول في لعبة العملية السلمية على مذبح التنمية وتقديم سؤال الخبز على سؤال الحرية .

بالمناسبة ونحن في غمرة الانشغال الكوني في ذكرى ميلاد الاعلان العالمي لحقوق الانسان ورقيا وذكرى وفاة هذه الحقوق فعليا مرت ذكرى اخرى كانت تقوم لها الحالة الفلسطينية قبيل اوسلو وغزة واريحا وهي ذكرى انطلاقة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي تؤكد حالة امينها العام بان حقوق الانسان مصانة فقط بالدبابة وبالقوة العسكرية وان المنحنى الاخلاقي الكوني وصل الى ارذل الدرجات ، وان اعضاء مجلس تشريعي منتخب تحت حراب الاحتلال تم نقلهم الى سجون الاحتلال .

"حقوق الانسان" وذكراه بات ذكرى للتندر وذكرى للفقراء والمشردين واللاجئين كي يتذكروا كمية الظلم الكونية التي يتعرضون لها وكمية القمع المخبأة داخل الاعلان العالمي لحقوق الانسان .

نؤكد على صديقنا الطيب عمر الرزاز ضرورة ان يمنح الاعلان راتبا مجزيا في تقاعده لانه قضى كل العمر دون عمل وهو لا يجيد اية مهارة سوى مهارة الضحك على اللاجئين والمعذبين



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات