إن النظرة العقلانية الأردنية والتي تتشكل ضمن النظام التطويري والتحديثي القائم على الدراسة الاستشرافية وإبداعها يتمثل في قدرة النظام الأردني ليس في استخلاص خبرة الماضي وعظمته أو في إدراك حقائق الحاضر واسقاطاته على المستقبل الأردني والتعرف على ما يمكن أن يحمله من تحديات وآفاق ومستقبل للأجيال القادمة.

إن مبدأ النظام الأردني هي نقطة الانطلاق في الدراسة العميقة للأردن وتحديد المعطيات الدولية والإقليمية والتي تتمثل في شكل الإطار العالمي الذي سوف يتم في إطاره الأردني وذلك من النواحي السياسية والاستراتيجية والتكنولوجية والمعلوماتية والاقتصادية والعسكرية الأمنية أما المعطيات الإقليمية فتتمثل في واقع الأردن وقدراته من ناحية وبشكل علاقاته المتميزة التي تستشرف المستقبل المشرق التي حددتها صفة النظام الأردني الفكري والتي تتضمن تحديد أنماط التفاعل بين الأردن والعالم وأن المستقبل يستطيع أن يفاجئنا بأحداث وتطورات فقد أدخلتها الدولة الأردنية ضمن الحسبان حيث أن الانطلاق من مفهوم الأردن والذي يقوم بالتطوير والتحديث للمتغيرات تكنولوجياً واقتصادياً وسياسياً وعسكرياً ومدى التفاعل الأردني السياسي مع كافة الأنظمة العالمية وتطور القوة الذاتية الأردنية في كافة المجالات العلمية واحتواء ثورة المعلومات والتفاعل النوعي معها حيث تنطلق الرؤية الاستراتيجية لمبدأ الدولة الأردنية في تحديد العلاقات النوعية بين الأردن والعالم من خلال اعتبارات المصالح المشتركة والصداقة والاعتماد المتبادل بنظرة توليفية لتطور العلاقات التي تشير بدلالاتها لتفاعلات الدولة الأردنية مع الأنظمة العالمية وتعميق تلك العلاقات وتجسيد المصالح المشتركة.

فالميزان الاستراتيجي الأردني يتجه تدريجياً إلى نقطة الالتقاء وهذا سيؤدي إلى تداخلات علمية وثقافية وإيضاح الفكر السياسي الأردني المعاصر علماً بأن الأردن يدرك تماماً التطورات التي تدور على الساحة الدولية وتأثيراتها على المنطقة لذلك فإن الديناميكية السياسية الأردنية والتحرك الواعي لوضع أقدام الأردن في قلب العالم بالإضافة إلى مساهمته في التشكيل السياسي والمعلوماتي والاقتصادي للنظام العالمي.

إنها نظرة منطقية واقعية للنظام الأردني بإعادة تعريف النظام العالمي والاقتصادي والسياسي والمعلوماتية والقيم العليا ومعادلة الحرية والعدل مع مراعاة التجديد والاستفادة من التاريخ وتأكيد العلاقة بين أبناء المجتمع الأردني.