ميقاتي المدعوم من حزب الله يستعد لتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة


جراسا -

يستعد رئيس وزراء لبنان الأسبق قطب الاتصالات نجيب ميقاتي المدعوم من ائتلاف يقوده حزب الله لتشكيل حكومة جديدة مما أثار غضب أنصار رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري الذين اعتبروا إقصاء زعيمهم انقلابا لوضع لبنان تحت السيطرة الايرانية.

وحظي ميقاتي بأعلى نسبة من أصوات النواب في اليوم الاول للاستشارات النيابية لاختيار رئيس جديد للحكومة والتي ستستكمل يوم الثلاثاء.

لكن رئيس وزراء حكومة تصريف الاعمال الحريري الذي انهارت حكومته في وقت سابق هذا الشهر قال انه وحزبه في تيار المستقبل لن يشاركوا في حكومة يكون لحزب الله الشيعي اليد الطولى في تشكيلها. ودعا أنصار الحريري الى اعتبار يوم الثلاثاء يوم غضب في شمال لبنان.

وجاء في بيان تلاه المسؤول في تيار المستقبل مصطفى علوش "ان الانقلاب الذي يقوم به الحزب هو محاولة لوضع رئاسة الوزراء تحت وصاية ولاية الفقية" الايرانية.

وحسب نظام تقاسم السلطة الطائفي في لبنان فان منصب رئاسة الوزراء يتولاه مسلم سني. واعتبر أنصار الحريري ان "قبول أي شخصية بتكليف من حزب الله لرئاسة الحكومة هو خيانة لابناء طرابلس وسيضع هذه الشخصية خارج التاريخ."

وتظاهر العديد من أنصار الحريري في عدد من المدن اللبنانية يوم الاثنين حيث أغلقت الشوارع في طرابلس وتم إحراق الإطارات لقطع الطرق الرئيسية في الشمال بالاضافة الى قطع الطريق السريع المؤدي الى صيدا في جنوب لبنان والطريق الدولي المؤدي الى سوريا في البقاع الغربي. كما تظاهر العديد في شوارع بيروت قبل ان تفرقهم قوى الأمن.

ودخل لبنان في أزمة سياسية بعد استقالة وزراء حزب الله وحلفائه من حكومة الوحدة الوطنية برئاسة الحريري في وقت سابق من هذا الشهر بسبب مسودة لائحة اتهام من قبل محكمة تدعمها الامم المتحدة فيما يتعلق باغتيال رئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق الحريري عام 2005 والد سعد الحريري.

ومن المتوقع ان تتهم اللائحة أعضاء من حزب الله بالتورط في اغتيال الحريري. وينفي حزب الله ان تكون له أي علاقة باغتيال الحريري ويقول ان المحكمة تخدم المصالح الأمريكية والاسرائيلية.

ولم يكن هناك ما يشير الى ان ميقاتي الملياردير ورئيس الوزراء الاسبق الذي سعى الى تقديم نفسه على انه مرشح توافقي قد ينصاع لضغوط الشارع وتلبية مطالب المتظاهرين بسحب ترشيحه.

وميقاتي من مواليد عام 1955 وهو ملياردير عين مؤقتا في منصب رئيس الوزراء في ابريل نيسان 2005 بعد اغتيال الحريري وسحب القوات السورية من لبنان. وتولى هذا المنصب لمدة ثلاثة أشهر لحين إجراء انتخابات فاز فيها تحالف الحريري السني وحلفاؤه الدروز والمسيحيون.

وقال ميقاتي بعد اجتماعه مع الرئيس ميشال سليمان في اطار المشاوارت "اجتمعت حسب الاصول بفخامة رئيس الجمهورية واطلعت فخامته على اسباب ترشحي لمنصب رئيس مجلس الوزراء في هذا الوقت المأزوم وهذه التجاذبات التي تحصل على الارض وجدت من الضروري لان يكون هناك مشروع انقاذي للبلد. حان الوقت لان نكون جميعا يدا واحدة."

واعتبر ميقاتي نفسه مرشحا توافقيا قائلا "امد يدي للجميع انا لمصلحة لبنان مع كل اللبنانيين دون استثناء احد ودون اقصاء احد لا حقد ولا انتقام من احد."

ودعا ميقاتي الحريري الى العمل معا يدا واحدة في سبيل لبنان مؤكدا حرصه على الطائفة السنية التي ينتمي اليها وعلى "انجازات المقاومة الوطنية وحرصي دائما على الحوار. اي قضية خلافية لا تحل الا بالحوار وبالتالي نحن سنسعى الى ان نتحاور بعيدين عن اي سجال ...نحن مع الجميع الرد سيكون بالاعمال اذا كلفت واختم كلامي والله ولي التوفيق."

وقال سياسيون متحالفون مع حزب الله ان المهمة الاولى للحكومة الجديدة ستكون وقف التعاون مع المحكمة. وادى انهيار حكومة الحريري الى تعميق الانقسامات الطائفية في لبنان.

وفشلت دول المنطقة مثل السعودية وسوريا وقطر وتركيا في اقناع الزعماء اللبنانيين بالتوصل الى حل وسط في حين يقول حزب الله وحلفاؤه انهم لن يرضخوا للضغوط الدولية لاجبارهم على القبول بالحريري مجددا.

وفي واشنطن قال بي.جيه.كراولي المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية ان الولايات المتحدة تراقب عن كثب الشكل النهائي الذي ستؤول اليه حكومة لبنان لكن إعطاء جماعة حزب الله دورا أكبر من شأنه ان يعقد العلاقات بين البلدين وايضا المعونات الامريكية للبنان.

ودفعت الأزمة السياسية مؤسسة ستاندرد آند بورز للتصنيف الائتماني الى تخفيض توقعها للتصنيف الائتماني للبنان وقالت ان فرص النمو المستقر في الاجل المتوسط "ضعفت للغاية" غير أنها لا تتوقع أن تتحول الازمة السياسية الى عنف.

وقال البنك المركزي الذي لديه احتياطات أجنبية بأكثر من 30 مليار دولار انه ما زال ملتزما بالحفاظ على استقرار الليرة اللبنانية.

وتمتع لبنان بنمو قوي في السنوات الاخيرة لكن حكومة "الوحدة الوطنية" عانت من الشلل لاشهر قبل ان تسقط وفشلت في الحصول على موافقة البرلمان على ميزانية عام 2010 او اطلاق اصلاحات كبيرة.

(رويترز - من ليلى بسام)



تعليقات القراء

علماني انساني
بالطبع لبنان سوف يضيع بيبب مصالح شخصية واحزاب مذهبية وبالاخص حزب الله التابع لايران بمعنى الكلمة ورهن الامر لدولة بعيدة عن لبنان لخرافة ولاية الفقيه . اقول كشخص علماني مطلع على شؤون الدين كيف تبني والدين يهدم . ضاعت لبنان بسبب تيارات مسيحين ومسلمين وعشاق عاشورا حزب الله
25-01-2011 12:14 AM
طير حوران
نجيب ميقاتي شخص معتدل ومخلص خريج جامعة هارفارد ورجل إقتصاد و سياسي بارز ومحنك أما الحريري فهو ليس أكثر من شاب ورث مليارات والده وليته ورث منه الأخلاق والحكمة والإخلاص للبلد ... أنا صراحة لا أعرف كيف يقف سنة لبنان وراء رجل لا يملك سوى المال والعمالة لأمريكا ومن خلفها إسرائيل؟؟؟؟؟ هل قيمة الرجل فقط بما يملك من مال؟؟؟؟؟؟
25-01-2011 08:36 AM
أعرابي
بالاصالة عن نفسي ابارك لدولة الرئيس نجيب متمنيا له النجاح والتوفيق واعانه الله على تلك المسؤولية , وهو افضل من يرئس مجلس الوزراء اللبناني في الوقت الحاضر
25-01-2011 09:29 AM
لولو
الف مبارك لدولة الرئيس نجيب ميقاتي
25-01-2011 12:52 PM
لبنان
سوفا يخرج لبنان من هذا النفق المظلم لأننا نحن شعب قوي
لن نركع للتحالف الايراني السوري في لبنان
نعم لجيش قوي يحمي سيادة واستقلال لبنان ,,,لا لقوة اخرى غير شرعيه في لبنان
نعم للعيش المشترك وتأخي بين اللبنانين,,,,,,لا للفتنه وسيطرت طائفه على اخرى
نعم للمحكمه الدوليه وكشف المجرمين الذين وقفو على اغتيالات اعظم الشخصيات لبنانيه ,,,لا للظلم والطغيان والقوي ياكل الضعيف.
نعم لسيادة واستقرار لبنان ,,,,لا لحل مشاكل البلدان الاخرى على اكتاف لبنان.
نعم لعمار لبنان وازدهار لبنان ,,,لا للحرب والدمار
25-01-2011 03:59 PM
لبنانيه جبليه
نعم لي لبنان الحر المستقل انه شعب حي يسطيع الوقوف واستعادة الحياة لانه لم يعد يريد العنف ولا المشاكل وسيبقى شعب صامد رغم كل الضغوط ان كان من الدخل او الخارج
26-01-2011 08:53 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات