حين تتحدث حنان عشراوي


التحذير الذي اطلقته امس الدكتورة حنان عشراوي عضو الوفد المفاوض مع اسرائيل "سابقا" حول السيناريو الذي تعمل عليه اسرائيل بربط غزة بمصر ومحاولة اعادة ربط الضفة الغربية اداريا بالاردن "السكان دون الارض" هو السيناريو الاخطر في المنطقة الذي يجب الالتفات اليه.

فاسرائيل بطبيعة الحال تسعى الى التهرب من مسؤولياتها والتزاماتها بالانسحاب من الاراضي الفلسطينية المحثلة واقامة دولة فلسطينية ، لذلك فهي وجدت ان اقصر الطرق لتذويب الحلم الفلسطيني باقامة الدولة الفلسطينية المنشودة هو من خلال دفع مصر لتولي مسؤولية قطاع غزة المزعج لاسرائيل ، وبذلك ينتهي مسلسل الرعب الذي يقض مضاجع الاسرائيليين جراء الصواريخ التي تنهال على مستوطناتهم من حركة حماس وحركة الجهاد وبذلك يأمن جانبه الشرقي ويحمل مسؤولية اي شغب في القطاع لمصر الملتزمة عبر مواثيق دولية مع اسرائيل باتفاقية سلام.

في المقابل فان اسرائيل التي تتهرب من كافة القرارات الدولية الصادرة عن مجلس الامن بضرورة الانسحاب من الاراضي التي احتلتها بعد عام 1967 وجدت في فكرة منح الاردن حق ادارة الضف الغربية سكانيا باستثناء الارض حلا كي يجد الاردن نفسه ملزما بعد ذلك باحتضان هؤلاء المواطنين وتوطينهم بارضه ، وهو ما يرفضه الاردن جملة وتفصيلا ويرفضه الفلسطينيون انفسهم ، سواء اولئك المتواجدون حاليا على الارض الاردنيه ويطالبون بحق العوده او فلسطينيو الداخل الذين يستشعرون المؤامرة الاسرائيلية من اجل ترحيلهم من اراضيهم باتجاه الاردن ، لان حلم اسرائيل يتمثل في سيطرتها على اراضي الضفة الغربية خالية من اي سكان.

الاخطر في القضية ما حذرت منه عشراوي ايضا خلال المقابلة الخاصه التي نشرتها وكالة انباء سرايا من تنامي خطر المستوطنين الذين يدفعون هم ايضا باتجاه تحقيق مؤامرة الوطن البديل للفلسطينيين في الاردن ، فهؤلاء يمتلكون السلاح والايديولوجية والاستعداد لخرق اي قانون واللجوء للعنف ولديهم برنامج واضح ومحدد للاستيلاء على الارض الفلسطينية وطرد الفلسطينيين منها ويعتقدون ان الفلسطينيين المتواجدين عقبة امام تحقيق اهدافهم ، وهؤلاء تحولوا الى قنبلة موقوتة بدأت تنفجر من خلال ازدياد حالات العنف ومسميات تلك العصابات الدموية ، فهؤلاء المستوطنون يحلمون بدولة يطلقون عليها اسم "يشع" وهذه الاخيره تتحدى القانون والنظام السياسي في اسرائيل "عيني عينك" ولا تجد من يردعها بحكم ان النظام السياسي الاسرائيلي يجد في "يشع" بانها وسيلة لتحقيق حلمه الاكبر في تفريغ الارض من السكان الاصليين.

حنان عشراوي صورت ملامح المؤامرة الاسرائيلية على الشعب الاردني والشعب الفلسطيني اللذين يرفض كلاهما مبدأ التوطين انطلاقا من مبدأ التمسك بحق العودة واعلان الدولة الفلسطينية التي ربما يكون بعد اعلانها اتفاقيات مثل الكونفدرالية او الفدرالية... المهم ان يجري ذلك انطلاقا من مبدأ اتفاقية دولة مقابل دولة ، وليس دولة مقابل "كانتونات" متفرقة وعدو متربص.. وشعب اعزل.

Hashem2007@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات