أبو السكر : لقد كشفت الأيام عدم جدية الحكومة في إصلاح الواقع السياسي


جراسا -

خاص- قرر مجلس شورى حزب جبهة العمل الإسلامي إرجاء مناقشة التعديلات على نظام الحزب الأساسي والمدرجة على جدول أعمال جلسته العادية الثالثة إلى موعد لاحق.

وكلف المجلس المكتب التنفيذي بإعداد تعديلات تطويرية وافية تتناول كل الثغرات في النظام تعرض على المجلس في جلسة لاحقة تخصص لهذا الشأن.

وقرر المجلس تكليف المكتب التنفيذي بإعداد رؤية مكتملة حول المشاركة في الانتخابات البلدية المقبلة بحيث تطرح على المجلس في جلسته المقبلة.

واقر المجلس التقريرين الإداري والسياسي اللذين عرضا عليه واللذين تناولا النصف الاخير من هذا العام.

واجل المجلس مناقشة خطة المكتب التنفيذي للأربع سنوات المقبلة الى السبت بعد المقبل 8 كانون ثاني 2011م.

واستمع المجلس في مستهل جلسته إلى كلمة رئيسه علي ابو السكر والتي اشار فيها الى قرار مقاطعة الانتخابات،لافتاً إلى ان الحزب قدم الإصلاح السياسي الوطني على المصلحة الذاتية.

وقال "لقد كشفت الأيام حجم الانحراف،وعدم جدية الحكومة في إصلاح هذا الواقع السياسي المتردي الذي استلب من المواطن حقوقه، ووضع الوطن في أزمات سياسية، و اقتصادية واجتماعية".
ونوه ابو السكر الى عدم إغلاق الباب أمام التواصل بل وإتاحة الفرص أمام أي بارقة أمل في الإصلاح .

وبحسب رئيس المجلس فقد "اعادت العديد من الاحزاب والشخصيات التي شاركت في الانتخابات موقفها من المشاركة بعد أن خاب فألها وظنها بالحكومة وما أدارته من عملية انتخابية وما أفرزته هذه الانتخابات من مجلس نيابي لا يرقى أن يمثل طموح الوطن ومواطنيه".

وبشأن علماء الشريعة الاسلامية في الحزب بتحريم القتال الى جانب قوات "الناتو" اكد ابو السكر ان "الضجة" و "الصخب" التي افتعلتها هذه الحكومة في مواجهة الحزب وفتواه الشرعية التي لا يختلف عليها اثنان من المسلمين وتحريف الأمور عن نصابها ليست أكثر من جعجعة تكشف عن أزمة تعيشها هذه الحكومة وتريد أن تنفس من خلالها عن بعض أزماتها" .

واستهجن أن "ينشغل مجلس النواب عن دوره الحقيقي في الرقابة والتشريع ليشتغل في تكميم الأفواه وخنق الحق في النقد والتعبير , وأن يحول كل طاقته النيابية من مناقشة الثقة في الحكومة الى الهجوم على شخص رئيس اللجنة السياسية في الحزب الأخ زكي بني ارشيد"،معتبراً ان ذلك "محاولة مكشوفة للاستفراد به وبما يشكل استقواءً على الفرد وخروجا عن المألوف" .

وأكد رئيس مجلس شورى "العمل الإسلامي" أن حزبه اليوم هو "أقوى مما يظنه بعض أولئك المأزومين وأنه لن يضعف أو يتوانى عن القيام بدوره رغم محاولات الضغط عليه أو إرهابه".
وتابع "أننا نشكل معا داخل هذا الحزب جسما واحدا متعاضدا متكافلا .. نقف الى جانب هذا الوطن وهذه الأرض المباركة , لا نتخلى عنه حتى لو خذله كل المتملقين والمتسلقين , نتصدى لكل المتآّمرين عليه المتكسبين من خيراته , ونقف إلى جانب شعبنا الأردني الطيب ندافع عن حقوقه ونداوي جراحه".

وأكد ان الأردنيين "جزء لا يتجزأ من أمة الإسلام لا يفرق بيننا عرق أو لون أو لغة"،وتابع "مهما أشغلتنا همومنا الوطنية والذاتية فلن يغيب عن ناظرنا هدفنا الأسمى في دولة الوحدة الإسلامية" .

وقال "لن نغلق الأبواب أمام أي بارقة أمل في الحوار والتعاون أو أي مسعى جاد للإصلاح السياسي والاجتماعي والاقتصادي".

والقى امين عام الحزب حمزة منصور كلمة لفت فيها الى اثر تقهقر الاوضاع الاقتصادية على حياة المواطنين فقراً وبطالة، وارتفاع أسعار، وتوسعاً في الضرائب، وتآكلاً في الدخول .

اما فيما يتعلق بالاوضاع السياسية فقال"أوضاعنا السياسية، وهي أصل الداء، تراوح في مكانها، إن لم تكن تشهد تراجعاً، فالسلطة التنفيذية تتفرد بالقرار، والحكومات تتشكل على غير أسس ديموقراطية، والأجهزة الأمنية تحكم قبضتها على مفاصل الحياة، والسلطة التشريعية مغيبة، على الرغم من وجود مظاهر ديموقراطية لأغراض الاعلام الخارجي، والفساد يتمدد، والأجهزة الرقابية غائبة أو عاجزة، والحريات العامة محكومة بتشريعات وسياسات عرفية، والعلاقات مع الكيان الصهيوني والادارة الأمريكية – على الرغم من التهديد الوقح الذي يمارسه العدو الصهيوني للدولة الأردنية – تتنامى على حساب العلاقات العربية والإسلامية، بل على حساب الوحدة الوطنية والأمن الوطني، والمصالح الوطنية، وعلى حساب المبادئ التي تحكمنا ازاء فلسطين الأرض والمقدسات والانسان والقضية".
وبخصوص الاوضاع الاجتماعية اشار منصور الى انها حصيلة أوضاعنا السياسية والاقتصادية، مشيراً الى انها "مقلقة للغاية وتنذر بشر مستطير إن لم يتداركه الله برحمته"وتابع"نسيجنا الاجتماعي يتآكل لصالح ولاءات ضيقة"، وهي "ثمرة لسياستنا التربوية والثقافية والمسجدية، ما يهيء الفرصة لتحقيق أطماع عدونا، القائمة على تقسيم المقسم، وتجزئة المجزء، فظاهرة العنف غير المسبوقة، وصراعات طلبة الجامعات، والصراعات بين التجمعات والأجهزة الأمنية،وانتشار المخدرات، وازدياد حالات الانتحار،كلها ظواهر خطيرة تؤرق الغيور،وتسلب النوم من العيون".

وفي الشأن الفلسطيني اشار امين عام "العمل الاسلامي" الى ان الأردن "الأكثر تأثراً به، وتضرراً من تداعياته"، منوهاً الى ان الوضع في الساحة الفلسطينية "يتدهور باضطراد، فسراب السلام تبدد، وأعلن الكثيرون عن موته، والاستيطان جار على قدم وساق، وتهديد القدس بما في ذلك المسجد الأقصى المبارك لا يعوقه عائق، والتهجير ولاسيما من بيت المقدس يتواصل، والاستعدادات لعدوان كبير على غزة يتصاعد، والمشهد يجري إعداده بدعوى

حصول حماس على أسلحة حديثة، والسلطة التي تدعي تمثيل الفلسطينيين ممعنة في تحالفها مع العدو، ففي سجونها قرابة ألف من خيرة أبناء وبنات فلسطين، تمارس بحقهم أبشع صنوف التعذيب، والمجال لا يتسع لاستعراض أوضاع العالم العربي والإسلامي، التي باتت أشبه بممالك الطوائف" .

وشدد منصور على ان النظام الرسمي العربي "أعجز من أن يواجه هذه التحديات، والتيارات الفكرية التي سادت عالمنا العربي، وحكمت بعض أجزائه، بان عوارها، ولم يعد سبيل للنجاة بعد عون الله إلا مشروع اسلامي ريادي، تنخرط فيه كل القوى المؤمنة بالإصلاح وتستند إلى عقيدة الأمة وإرثها الحضاري، وتجند له كل طاقات الأمة المادية والمعنوية، وطليعته الحركة الإسلامية، ومنها حزبكم حزب جبهة العمل الإسلامي".

وفيما يتعلق بالفتوى قال "بدلاً من أن تتصدى الحكومات للتحديات التي تواجه الوطن، والمشكلات التي باتت تؤرق المواطنين، عمدت إلى تصدير أزمتها، فاستغلت فتوى شرعية صدرت عن علماء الشريعة الإسلامية في حزب جبهة العمل الاسلامي، حول المشاركة في القتال في أفغانستان ضمن التحالف الأمريكي أبشع استغلال، ودون مراعاة لأدب الخصومة، حيث تم توظيف مؤسسات الدولة للهجوم على حزبنا، والتحريض عليه".

وتابع "هو أسلوب دأبت الحكومات المتعاقبة عليه، لصرف الأنظار عن فشلها واخفاق سياساتها" .

وقال منصور "إن هذه الأساليب لن تنال من عزيمتنا، ولن تفت في عضدنا، ولكن واقع بلدنا، والتحديات التي تواجهنا، تتطلب منا تعظيم قدراتنا، وتفعيل طاقاتنا، لتحقيق الإصلاح المنشود، الذي يحمي بلدنا، ويحقق التنمية المنشودة، ويمكننا من القيام بواجبنا إزاء أمتنا وقضاياها الرئيسية".

واوصى منصور باسم المكتب التنفيذي بالارتقاء بمستوى الحزب من حيث تزكية النفس، وتعميق التربية، وتمتين الصف، تحقيقاً لشرائط النصر والتمكين وحث على تبني برنامج الإصلاح بقوة، والتفاعل مع الأنشطة والفعاليات التي يحددها برنامج الإصلاح . منوهاً الى أن أصحاب القرار لا يمتلكون ارادة الإصلاح، وتابع "ما لم يتم تبني برامج فاعلة للإصلاح، تشكل عوامل ضغط على أصحاب القرار، فستبقى مناشداتنا ومطالباتنا صيحة في واد ونفخة في رماد".

ودعا تعزيز التواصل مع كل شرائح المجتمع، وقال " لا سبيل لتنوير الرأي العام، وحمل المواطنين على الانخراط في مشروع الإصلاح، الا بتعزيز التواصل معهم، وكسب قلوبهم، وإقناعهم بنبل غايتنا، وسلامة نهجنا، فرؤية الحركة الإسلامية للإصلاح ووثيقة الإصلاح الوطني وبيانات الحزب وأدبياته ينبغي أن تصل كل انسان فضلاً عن التواصل الاجتماعي والدور الدعوي".

كما اوصى بتطوير وسائل الاعلام والاتصال الجماهيري، والاستفادة من الفرص المتاحة، القليلة الكلفة كالمواقع الالكترونية، والانترنت، والقنوات الفضائية.

ودعا الى الاهتمام بقضايا الناس الحياتية، والتعبير عنها بوضوح، ووضع البرامج والمبادرات التي تسهم في معالجة مختلف القضايا كالفقر والبطالة والعنف الاجتماعي .
واوصى بدعم مطالب المعلمين باستعادة نقابتهم، والطلبة بانشاء اتحاد عام لهم، والعمل على رفع القبضة الأمنية عن أنشطتهم .

وحث على تفعيل الجهود عبر كل مؤسسات الحزب، كل من موقعه، وقال "الحزب ليس مكتباً تنفيذياً فحسب، أو مجلس شورى يجتمع مرة كل ستة أشهر ولكنه إلى جانب ذلك فروع ولجان، ولكل دوره في الخطة، الذي ينبغي النهوض به على الوجه الأكمل" .

كما دعا الى العمل على دعم صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته ، باعتباره يمثل "خط الدفاع الأول عن العواصم العربية، ولتمكينه من التصدي لسياسات تهويد الأرض، وتدنيس المقدسات، ومحاولات التهجير القسري "وتابع "خذلان المقاومة يعني ضياع فلسطين، وفتح الطريق أمام هجرات جديدة، ومشاريع خطيرة فنصرة القدس، واسناد المقاومة، والإسهام في كسر الحصار عن قطاع غزة، وتبني قضية الأسرى والمعتقلين، واجبات شرعية ووطنية وتحتل أولوية قصوى".

وحث على مساندة القضايا العادلة لأمتنا العربية والإسلامية وفي المهجر، ولاسيما بعد الحملة الشرسة في أكثر من بلد ضد الاسلام والمسلمين والرموز الإسلامية، وتنسيق الجهود مع القوى المخلصة، المدافعة عن قضايا الأمة .

وفيما يلي كلمتي الامين العام ورئيس مجلس الشورى:
كلمة رئيس مجلس الشورى السادس
اجتماع رقم 3 /1032
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله الحمد لله الذي ألف بين قلوبنا فأصبحنا بنعمته إخوانا (( لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بين قلوبهم )) .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....
أحيي هذا الجمع الطيب الذي ما اجتمع إلا على محبة الله وما التقى إلا على طاعة الله وما توحد إلا على الدعوة إلى الله وما تعاهد إلا على نصرة شريعة الله
اللهم إني أسألك أن توثق رابطتنا و تؤلف بين قلوبنا و أن تجمعنا في الجنة إخوانا على سرر متقابلين إخواني أحبتي في الله
ونحن نجتمع اليوم اجتماعنا الثالث لمجلس الشورى السادس حيث كان اجتماعنا قبل أربعة أشهر اجتماعاً استثنائياً مباركاً والذي وفقتم فيه الى قراركم بمقاطعة الانتخابات النيابية وقدمتم فيه الإصلاح السياسي الوطني على المصلحة الذاتية بمقاعد محدودة للحزب , والتي كشفت الأيام حجم الانحراف فيها، وعدم جدية الحكومة في إصلاح هذا الواقع السياسي المتردي الذي استلب من المواطن حقوقه، ووضع الوطن في أزمات سياسية، و اقتصادية واجتماعية، على الرغم من سعينا للحوار، وعدم إغلاق الباب أمام التواصل بل وإتاحة الفرص أمام أي بارقة أمل في الإصلاح . ولقد
اعادت العديد من الأحزاب والمؤسسات والشخصيات التي شاركت في هذه الانتخابات النظر في موقفها بعد أن خاب فألها وظنها بالحكومة وما أدارته من عملية انتخابية وما أفرزته هذه الانتخابات من مجلس نيابي لا يرقى أن يمثل
طموح الوطن ومواطنيه.
وإن الضجة و الصخب التي افتعلتها هذه الحكومة في مواجهة الحزب وفتواه الشرعية التي لا يختلف عليها اثنان من المسلمين وتحريف الأمور عن نصابها ليست أكثر من جعجعة تكشف عن أزمة تعيشها هذه الحكومة وتريد أن تنفس من خلالها عن بعض أزماتها .
وإنني أستهجن أن ينشغل مجلس النواب عن دوره الحقيقي في الرقابة والتشريع ليشتغل في تكميم الأفواه وخنق الحق في النقد والتعبير , وأن يحول كل طاقته النيابية من مناقشة الثقة في الحكومة الى الهجوم على شخص
رئيس اللجنة السياسية في الحزب الأخ زكي بني ارشيد وفي محاولة مكشوفة للاستفراد به وبما يشكل استقواءا على الفرد وخروجا عن المألوف .
مؤكدا أن حزبنا اليوم هو أقوى مما يظنه بعض أولئك المأزومين وأنه لن يضعف أو يتوانى عن القيام بدوره رغم محاولات الضغط عليه أو إرهابه، وأننا نشكل معا داخل هذا الحزب جسما واحدا متعاضدا متكافلا لقوله صلى الله عليه وسلم
(( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى )) . نقف الى جانب هذا الوطن وهذه الأرض المباركة , لا نتخلى عنه حتى لو خذله كل المتملقين والمتسلقين , نتصدى لكل المتآّمرين عليه المتكسبين من خيراته , ونقف الى جانب شعبنا الأردني الطيب ندافع
عن حقوقه ونداوي جراحه, مؤكدين أننا في هذا البلد الطيب وعلى هذه الأرض المباركة جزء لا يتجزأ من أمة الإسلام
لا يفرق بيننا عرق أو لون أو لغة , وأننا مهما أشغلتنا همومنا الوطنية والذاتية فلن يغيب عن ناظرنا هدفنا الأسمى في دولة الوحدة الإسلامية .
مؤكدين أننا لن نغلق الأبواب أمام أي بارقة أمل في الحوار والتعاون أو أي مسعى جاد للإصلاح السياسي والاجتماعي والاقتصادي.
الإخوة الكرام
لقد سعى مكتب مجلس شوراكم وخلال الأشهر الماضية لبذل كل جهد للم الًصف وتحفيز الطاقات , فوضعنا نصب
أعيننا أن نرتقي بالحزب والمجلس , متطلعين الى أن يمارس مجلس الشورى بل كل فرد فيه دوره الحقيقي، وأن
يكون له أثر بل بصمة مميزة في مسيره عمل الحزب , فسعينا ومن خلال ثلاثة عشرة اجتماعاً لمكتب المجلس
الى تشكيل اللجان الخاصة والضرورية ( السياسية، والقانونية، ومتابعة أداء الحزب ) كما تم التواصل واللقاء مع عدد
من أعضاء المجلس لمناقشة آليات تطوير عمله وكلنا أمل أن نستمع إلى آراء الجميع بما يخدم هذا الهدف.
الأخوة الأفاضل
لقد آن الأوان لهذا الحزب الذي نشأ من رحم الحركة الإسلامية بتشكيلاتها المختلفة وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين والتجمعات والشخصيات الإسلامية الأخرى أن ينطلق ليكون أكثر تجذرا في أوساط الجماهير وأن يحقق ما كان يصبو إليه المؤسسون في أن يصبح جبهة إسلامية على الساحة الأردنية تسع الجميع .
إن هذا الحزب بفكره الإسلامي وانتمائه الوطني ونظافة وجرأة العاملين فيه لهو أمل الكثيرين من أبناء الأردن الذين يتطلعون أن يكونوا جزءاً فاعلا معه .
ومن هنا فإنني أدعو إخواني في المكتب التنفيذي لشحذ الهمم ووضع الخطط للانتشار بين صفوف الشعب الأردني , كما أدعوكم جميعا أن لا تبخلوا على حزبكم بالجهد والنصح, داعيا لاجتماع استثنائي لهذا المجلس الكريم لوضع الخطط ومناقشة الآليات والمقترحات لتطوير عمل الحزب، وعمل هذا المجلس ليقوم بدوره في القيادة والتخطيط والتوجيه
وختاما فإنني أسال الله عز وجل أن يحفظ علينا أخوّتنا وأن يهدنا سبلنا انه نعم المولى ونعم النصير واخر دعوانا أن
الحمد لله رب العالمين .
أخوكم رئيس مجلس الشورى
م. علي أبو سكر.
كلمة الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي الأستاذ حمزة منصور
في الاجتماع الثالث للمجلس الشورى السادس يوم السبت 19 محرم 1432هـ الموافق 25/12/2010
الحمد لله رب العالمين، حمداً يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه .
والصلاة والسلام على عبده ونبيه وخيرته من خلقه سيدنا وقائدنا وقدوتنا محمد، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى
بهديه .
وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته أيها الاخوة والأخوات .
وشكر الله لكم تلبيتكم هذه الدعوة، لحضور الاجتماع الثالث لمجلس الشورى السادس، وأسأله سبحانه أن يهدينا جميعاً سواء السبيل، وأن يجعلنا من المهتدين المتقين ( والذين اهتدوا زادهم هدى ولآتاهم تقواهم ) .
أيها الإخوة والأخوات : يأتي اجتماعنا اليوم في أعقاب ستة أشهر مرت على انتخاب المكتب التنفيذي، ولا أبالغ اذا
قلت إن هذه الفترة من أصعب الفترات التي مرت بوطننا وأمتنا، وأسأل الله سبحانه أن يجعل يومنا خيراً من أمسنا، وغدنا خيراً من يومنا، إنه أهل ذلك والقادر عليه، فنحن في هذا الوطن – وربما في معظم أرجاء عالمنا العربي والإسلامي – نعيش في ضنك ( ومن أعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكاً ) فأوضاعنا الاقتصادية، على الرغم من خضوع بلدنا لبرنامج التصحيح الاقتصادي، الذي فرضه علينا البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، حيث بيعت مؤسساتنا الاقتصادية بما في ذلك الميناء، وفرضت ضرائب لا قبل لنا بها، لا تسر صديقاً، ولا تغيظ عدوا، فالمديونية قاربت اثني عشر مليار دينار، والحبل على الجرار، حيث انطوت الموازنة على مليار دينار عجز، ولا سبيل للتعامل مع العجز إلا
باللجوء إلى الاقتراض الداخلي والخارجي، ولا يلوح في الأفق مشاريع استثمارية مولدة لفرص عمل، وقد انعكس
ذلك على حياة المواطنين فقراً وبطالة، وارتفاع أسعار، وتوسعاً في الضرائب، وتآكلاً في الدخول .
وأوضاعنا السياسية، وهي أصل الداء، تراوح في مكانها، إن لم تكن تشهد تراجعاً، فالسلطة التنفيذية تتفرد بالقرار، والحكومات تتشكل على غير أسس ديموقراطية، والأجهزة الأمنية تحكم قبضتها على مفاصل الحياة، والسلطة التشريعية مغيبة، على الرغم من وجود مظاهر ديموقراطية لأغراض الاعلام الخارجي، والفساد يتمدد، والأجهزة
الرقابية غائبة أو عاجزة، والحريات العامة محكومة بتشريعات وسياسات عرفية، والعلاقات مع الكيان الصهيوني والادارة الأمريكية – على الرغم من التهديد الوقح الذي يمارسه العدو الصهيوني للدولة الأردنية – تتنامى على حساب العلاقات العربية والإسلامية، بل على حساب الوحدة الوطنية والأمن الوطني، والمصالح الوطنية، وعلى حساب المبادئ التي تحكمنا ازاء فلسطين الأرض والمقدسات والانسان والقضية .
وأوضاعنا الاجتماعية وهي حصيلة أوضاعنا السياسية والاقتصادية، مقلقة للغاية وتنذر بشر مستطير إن لم يتداركه الله برحمته، فنسيجنا الاجتماعي يتآكل لصالح ولاءات ضيقة، وهي ثمرة لسياستنا التربوية والثقافية والمسجدية، ما يهيء الفرصة لتحقيق أطماع عدونا، القائمة على تقسيم المقسم، وتجزئة المجزء، فظاهرة العنف غير المسبوقة، وصراعات طلبة الجامعات، والصراعات بين التجمعات والأجهزة الأمنية،وانتشار المخدرات، وازدياد حالات الانتحار،كلها ظواهر خطيرة تؤرق الغيور،وتسلب النوم من العيون
والوضع الفلسطيني – ونحن في الأردن الأكثر تأثراً به، وتضرراً من تداعياته، يتدهور باضطراد، فسراب السلام تبدد، وأعلن الكثيرون عن موته، والاستيطان جار على قدم وساق، وتهديد القدس بما في ذلك المسجد الأقصى المبارك
لا يعوقه عائق، والتهجير ولاسيما من بيت المقدس يتواصل، والاستعدادات لعدوان كبير على غزة يتصاعد، والمشهد يجري إعداده بدعوى حصول حماس على أسلحة حديثة، والسلطة التي تدعي تمثيل الفلسطينيين ممعنة في
تحالفها مع العدو، ففي سجونها قرابة ألف من خيرة أبناء وبنات فلسطين، تمارس بحقهم أبشع صنوف التعذيب، والمجال لا يتسع لاستعراض أوضاع العالم العربي والإسلامي، التي باتت أشبه بممالك الطوائف .
أيها الاخوة والأخوات : أسوق هذه الشواهد للتأكيد على خطورة المرحلة، وثقل المسؤولية، وعظم الأمانة، فالنظام الرسمي في عالمنا العربي أعجز من أن يواجه هذه التحديات، والتيارات الفكرية التي سادت عالمنا العربي، وحكمت بعض أجزائه، بان عوارها، ولم يعد سبيل للنجاة بعد عون الله إلا مشروع اسلامي ريادي، تنخرط فيه كل القوى المؤمنة بالاصلاح وتستند إلى عقيدة الأمة وإرثها الحضاري، وتجند له كل طاقات الأمة المادية والمعنوية، وطليعته الحركة الإسلامية، ومنها حزبكم حزب جبهة العمل الاسلامي .
لقد استحضر اخوانكم في المكتب التنفيذي هذه التحديات والمسؤوليات، فأخذوا الأمر بقوة منذ اليوم الأول لتسلمهم مسؤولياتهم، وعملوا فريقاً واحداً وبهمة عالية، فالتزموا باجتماعين مطولين أسبوعياً، وبتصريح بعد كل اجتماع، وبفتح
كل الملفات الوطنية والفلسطينية والعربية والإسلامية والعالمية، وتعاملوا معها بالوسائل المناسبة، وعملوا على
اعادة بناء اللجان المركزية، معتمدين مبدأ الكفاية، وحرصوا على مشاركة كل راغب في العمل، وأعدوا خطتهم المعروضة عليكم اليوم، وعملوا على تفعيل صيغ العمل المشترك مع الأحزاب والقوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني، ولاسيما خلال الفترة التي تسلموا رئاستها .
الإخوة والأخوات : لقد كان في مقدمة التحديات التي واجهتنا خلال الأشهر الماضية الانتخابات النيابية، والتي حظيت بدراسة واسعة على مختلف المستويات، وقد احترم المكتب التنفيذي قراركم، الذي جاء متسقاً مع توجهات الهيئة العامة والهيئات الإدارية، ونهضوا بمسؤولية تنفيذ القرار، بتنسيق وتكامل تامين مع الحركة الإسلامية، وأداروا مرحلة المقاطعة بكفاءة، سواء على مستوى الحوارات مع الحكومة، أو مع الوسطاء، وأنشأوا بالتعاون مع حزب الوحدة الشعبية
، والشخصيات الوطنية، الهيئة الوطنية للإصلاح ( تحت التأسيس )، التي عقدت العديد من الملتقيات، وأصدرت رؤية للإصلاح، وأصدرت عدداً من التصريحات والبيانات، وتسعى جاهدة لتوسيع قاعدة الهيئة .
كما حرص المكتب التنفيذي على التعامل بجدية مع كل خروج على القرار، بالتعاون مع الجهاز القضائي في الحزب والفروع . وعلى الرغم من قرار المقاطعة، فقد تابع المكتب التنفيذي باهتمام كبير العملية الانتخابية، من خلال غرفة عمليات، تواصلت على مدار الساعة مع الفروع، ومع وسائل الاعلام، وعبر الحزب عن موقفه ازاء التجاوزات والاختلالات التي شابت العمليةالانتخابية، بالتصريحات والمؤتمر الصحفية والملتقى الوطني، بالكشف عن زيف الادعاءات بنزاهة الانتخابات، وقد شهد حزبكم خلال هذه الفترة، ولاسيما فترة المقاطعة وما بعدها حضوراً مميزاً لوسائل الاعلام العربية والعالمية، ومراكز البحث والدراسات، وقد تعامل المكتب معها بكفاءة عالية . أيها الاخوة والأخوات :
بدلاً من أن تتصدى الحكومات للتحديات التي تواجه الوطن، والمشكلات التي باتت تؤرق المواطنين، عمدت إلى تصدير أزمتها، فاستغلت فتوى شرعية صدرت عن علماء الشريعة الإسلامية في حزب جبهة العمل الاسلامي، حول المشاركة في القتال في أفغانستان ضمن التحالف الأمريكي أبشع استغلال، ودون مراعاة لأدب الخصومة، حيث تم توظيف مؤسسات الدولة للهجوم على حزبنا، والتحريض عليه .
وهو أسلوب دأبت الحكومات المتعاقبة عليه، لصرف الأنظار عن فشلها واخفاق سياساتها .
أيها الاخوة والأخوات : إن هذه الأساليب لن تنال من عزيمتنا، ولن تفت في عضدنا، ولكن واقع بلدنا، والتحديات التي تواجهنا، تتطلب منا تعظيم قدراتنا، وتفعيل طاقاتنا، لتحقيق الإصلاح المنشود، الذي يحمي بلدنا، ويحقق التنمية المنشودة، ويمكننا من القيام بواجبنا إزاء أمتنا وقضاياها الرئيسية . ومن أجل تحقيق ذلك فانني أوصي بما يلي :

1. الارتقاء بمستوى الحزب من حيث تزكية النفس، وتعميق التربية، وتمتين الصف، تحقيقاً لشرائط النصر والتمكين ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )، ( إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص )، وهذه مهمة كل أخ أو أخت على حدة، ومهمة اللجنة المركزية لعلماء الشريعة الإسلامية، وقد ركزت خطة الحزب على هذا الهدف .

2. تبني برنامج الإصلاح بقوة، والتفاعل مع الأنشطة والفعاليات التي يحددها برنامج الإصلاح . لقد بات واضحاً أن أصحاب القرار لا يمتلكون ارادة الإصلاح، وما لم يتم تبني برامج فاعلة للإصلاح، تشكل عوامل ضغط على أصحاب القرار، فستبقى مناشداتنا ومطالباتنا صيحة في واد ونفخة في رماد . إن إصلاح التشريعات والسياسات والمؤسسات ضرورة وطنية وحق مشروع، وواجب شرعي ومقدمة ذلك قانون انتخاب عادل .

3. تعزيز التواصل مع كل شرائح المجتمع، فالحكومة بما تملك من سيطرة على وسائل الاعلام، والقدرة على توظيف موارد الدولة وأجهزتها للترغيب والترهيب، تستطيع إقامة حواجز بيننا وبين مواطنينا، ولا سبيل لتنوير الرأي العام، وحمل المواطنين على الانخراط في مشروع الإصلاح، الا بتعزيز التواصل معهم، وكسب قلوبهم، وإقناعهم بنبل غايتنا، وسلامة نهجنا، فرؤية الحركة الإسلامية للإصلاح ووثيقة الإصلاح الوطني وبيانات الحزب وأدبياته ينبغي أن تصل كل انسان فضلاً عن التواصل الاجتماعي والدور الدعوي .

4. تطوير وسائل الاعلام والاتصال الجماهيري، والاستفادة من الفرص المتاحة، القليلة الكلفة كالمواقع الالكترونية، والانترنت، والقنوات الفضائية، وهذا يتطلب خطاباً دعوياً راشداً، يجمع بين قوة الطرح وأدب الخطاب، ومراعاة أولويات المواطنين .

5. الاهتمام بقضايا الناس الحياتية، والتعبير عنها بوضوح، ووضع البرامج والمبادرات التي تسهم في معالجة مختلف القضايا كالفقر والبطالة والعنف الاجتماعي .

6. دعم مطالب المعلمين باستعادة نقابتهم، والطلبة بانشاء اتحاد عام لهم، والعمل على رفع القبضة الأمنية
عن أنشطتهم .

7. تفعيل الجهود عبر كل مؤسسات الحزب، كل من موقعه، فالحزب ليس مكتباً تنفيذياً فحسب، أو مجلس شورى يجتمع مرة كل ستة أشهر ولكنه إلى جانب ذلك فروع ولجان، ولكل دوره في الخطة، الذي ينبغي النهوض به على الوجه الأكمل .

8. الاسهام في توفير متطلبات الحزب المالية، إذ لا يخفى عليكم أن المال عصب الحياة وأن الاشتراكات الرمزية
لا تمثل شيئاً يذكر بجانب النفقات الضرورية للأمانة العامة والفروع والأنشطة . كما أن اسهامات الخزينة في دعم
الحزب محدودة الأثر، وتفتقر إلى الأسس الموضوعية .

9. العمل على انجاح الفعاليات المشتركة، التي ينفذها الحزب بالتعاون مع أحزاب المعارضة، ومؤسسات المجتمع المدني، فمهمة الإصلاح، والتصدي للمشاريع المعادية، ونصرة قضايا الأمة، تتطلب حشد كل الجهود والطاقات . إن
انجاح برامج الإصلاح وتعزيز الحريات العامة ومواجهة الفساد ومجابهة التطبيع، والتصدي للوطن البديل، ونصرة
فلسطين والقضايا العربية والإسلامية تتطلب فعلاً جماهيرياً مؤثراً .

10. العمل على دعم صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، باعتباره يمثل خط الدفاع الأول عن العواصم العربية، ولتمكينه من التصدي لسياسات تهويد الأرض، وتدنيس المقدسات، ومحاولات التهجير القسري . فخذلان المقاومة يعني ضياع فلسطين، وفتح الطريق أمام هجرات جديدة، ومشاريع خطيرة فنصرة القدس، واسناد المقاومة، والإسهام في كسر الحصار عن قطاع غزة، وتبني قضية الأسرى والمعتقلين، واجبات شرعية ووطنية وتحتل أولوية قصوى .

11. مساندة القضايا العادلة لأمتنا العربية والإسلامية وفي المهجر، ولاسيما بعد الحملة الشرسة في أكثر من بلد
ضد الاسلام والمسلمين والرموز الإسلامية، وتنسيق الجهود مع القوى المخلصة، المدافعة عن قضايا الأمة .

12. والله نسأل أن يهدينا سبيلنا، وأن يشحذ عزائمنا، وأن يمدنا بمدد من عنده، إنه نعم المولى ونعم النصير .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


 



تعليقات القراء

المومني
والله انك عسل يا سكر يا ريت فيه بالبلد مثلك مليون
26-12-2010 03:39 PM
الماجـــدي
"تبني برنامج الإصلاح بقوة، والتفاعل مع الأنشطة والفعاليات التي يحددها برنامج الإصلاح . لقد بات واضحاً أن أصحاب القرار لا يمتلكون ارادة الإصلاح، وما لم يتم تبني برامج فاعلة للإصلاح، تشكل عوامل ضغط على أصحاب القرار، فستبقى مناشداتنا ومطالباتنا صيحة في واد ونفخة في رماد . إن إصلاح التشريعات والسياسات والمؤسسات ضرورة وطنية وحق مشروع، وواجب شرعي ومقدمة ذلك قانون انتخاب عادل ."
يا حبذا لو تفضلتم ونشرتم ما هي تلك البرامج الاصلاحية !؟ وليس فقط كلمة "عموميات " الاصلاح!؟
وكمواطن اردني من حقي ان اتسائل هل برامجكم الاصلاحية والتي اليها تنشدون هي استمراراً لما تبقى!!؟ بالمفهوم الاشمل والاوسع !؟
26-12-2010 06:32 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات