بين البي بي سي والجزيره .. فقدنا مصداقيتنا


أتذكر حين أُختبرت عمّان بالتفجيرات ,سمعنا الخبر على شاشة العربيه في حينه وتلفزيوننا يغطُّ في نوم عميق, وراعني ان الناطق الاعلامي للحكومه قد صرّح للبي بي سي والعربيه قبل أن يصرح لفضائيتنا,لا أعرف أهو استهتار بالتلفزيون الوطني أم استخفاف بالمواطنين ووعيهم,فبالأمس بعد احداث الشغب والتنكيل بفتيه بعمر الورد لربما بعضهم حاول من باب الزعرنه الخروج عن ادبيات وثقافة مجتمعنا الاردني حتى ترك المجال للفضائحيات من امثال الجزيره تأويل اعمال الشغب,, والتي تم التعاطي معها بالحد الادنى من المسؤوليه من قبل رجال الدرك,حتى تم التقول على انها بدأت شرارتها الأولى لبث روح الفرقى بين مكونات الوطن الواحد,وتأزيم العلاقه بين الاردنيين على اختلاف مشاربهم لاشعال نار الفتنه واذكاء حقد الماضي الذي طالما نسيناه ووأدناه,فليس من المعقول ان نضع مستقبل شعب بين اقدام فتيه ككره يتقاذفوها ,وجمهور بسبب الفقر والبطاله لا يجد مكانا لتفريغ طاقاته الا في ساحات الملاعب,بعيدا عن الاستفاده من قدراتهم في بناء الوطن الذي هو بحاجة الى جهد كل منهم لتعزيز بناء الوطن,اما الفئه من القله القليله اللذين حاولوا التطاول على مقدرات الوطن من اصحاب الاجندات الذاتيه,من الناعقين وحاملي الابواق التي تتستر بأقاويل المواطنه والانتماء والتباكي على حقوق الشعب الفلسطيني فهم من الباحثين عن جاهٍ او من باب رد الجميل لتلك الاصوات التي ارخت جدائلها ابان الانتخابات البرلمانيه في صناديق الاقتراع,لكن لقد دُق جرس النُذر لفتنه قد تكون آتيه,فليس من العقل أن تُدس الرؤوس في الرمل كما النعامه,هذه الظاهره بدأت بالتنامي مؤخراً وأخذت منحاً آخر لا أشك في خطورته ,فالمنطقه اجمالاً تمر في مخاضٍ سياسيٍ صعب,قد تُفضي ان لم نقول لتغيير في احدثيات المنطقه,فلربما تُسفر عن تغيير ديمغرافي مفروض تكون تبعاته المزيد من التشاحن والتوتير للعلاقه الاساس الاردنيه الفلسطينيه,لكن برأيي الشخصي هنالك الكثير من خطوط التقاطع والتلاقي بين الشعبين اللذين عانا سوية من تبعات الوجود السرطاني الاسرائيلي وما أسفر عن حروب من تهجير وتقتيل ونزوح,مما عمّق اواصر القربى من خلال التزاوج ونشوء اجيال جديده هجينه ينتمون للاردن وفلسطين معاً,اضافة الى تشابك المصالح لا نقول الاجتماعيه فحسب بل ايضاً اقتصاديه وسياسيه,لكن يبقى هنالك نافخي الكير اللذين لا يألون جهداً في تفتيق جروح الماضي,ووضع الملح على تلك الجروح اذكاءاً للفتنه وفتح صفحات الماضي,اما ما يعتري هذه المرحلة بالذات من فوضى الانتماء, وسياسات الاحلال,واقصاء الآخر ولّد في النفوس ضغينه,وجعل شبح الماضي يطلُّ علينا من أوسع الابواب حتى لم يترك نافذةً ولا شقٌ الا ودخل منه, فالحكومة مطالبة اليوم بوضع النقط على الحروف وتأصيل الهوية الوطنيه وتعظيم الانتماء,والابتعاد عن كل ما يؤزم أو يُصغرمن كينونة وجودنا, من خلال الاعتزاز بالنفس وقدرة انساننا في الدفاع عن وجود الوطن الاردني ووجوده..فلا أخال ان هنالك اردنياً شرب من ماء الوطن ان يرمي في بئره حجر,,نحن نحترم الآخر ولا نقبل الاصطفاف في غير خندق الوطن, كلنا اردنيون متى ما وهبنا الوطن دمنا في الدفاع عن ثراه الطهور. والوطن الاردني لا يقبل القسمه ولا ازدواجية الولاء ...اما وعوده على عنوان المقال فالتلفزيون الوطني مطالبٌ ان يخرج من شرنقة الخوف والتوجس والمرجعيات الى افاق الاعلام الوطني الحر الذي يكسب سبق نقل الخبر وتحليله لا نقول الخبر العالمي بل على اقل تقدير الخبر الوطني..ادارة التلفزيون مطالبه ان ترتقي الى مسؤولية السلطه الرابعه لا ان تكون تبعه للسلطة التنفيذيه فحسب..وشكر



تعليقات القراء

احمد العبادي
شكرا يا دكتور على ما جاد به يراعك ولكن اسمج لي ان اقول انه وبالرغم من الانصهار بالنسب والقربى والتواصل والجيرة بين مكوناتنا وبالرغم بان مؤسسة الحكم في الاردن حرصت على ان الوحدة الوطنية خط احمر كما نوه لذلك جلالة الملك وكان الملك حسين رحمه الله قال بان عدو الوحدة الوطنية هو عدوي الى يوم الدين الا ان ذلك لا يمنعنا ان نقول بموضوعية مطلقة ان هذا الامر وبما يشكله من الاهمية البالغة لا يمكن ان ينفصل عن العامل التربوي والتثقيفي والبيئي ، فإننا نعلم تماما ان الشاب الذي ولد في الاردن مواطنا كامل المواطنه يدرس مع اترابه في المدارس وينمو ثم يعمل في اي دائرة توفر له العمل بها تراه يعبر عن الاصول والحقوق مغترفا من بيئة البيت والحارة والاخ الاكبر .
وما عدنا نستغرب ذلك حين نرى رجالات تبوؤا اعلى المناصب وتربعوا على قمة المجد في هذا البلد وقد اتيح لهم ما لم يتح للاخرينثم تشدقوا بموضوع الحقوق المنقوصة جهارا نهارا كأن بقولهم بعض من حقيقة.
اما الفتية الذين اصيبوا فقد فمن المخجل ان يسبقهما رجل كان في مجلس النواب يشرع ويمثل صوت المواطن (طارق خوري ) نراه على محطة البي بي سي يتقول بالتحرش ( المبرمج ) لقوات الدرك بجمهور الوحدات.....
ورئيس مركز القدس للابحاث عريب الرنتاوي وعلى الفضائيات ، يعلل ما حصل ب (تهميش ) الاردنيين من اصل فلسطيني في المناصب العامة والوظائف الحكومية وكأن في كلامه بعض من صدق .
لذا يا سيدي الموضوع تتم معالجته وبالوقوف على اصل المشكله وتفعيلا للنظام والقانون ، واما الرعاع الذين يستثمرون هذه الامور بل ولعلهم يؤججونها فاننا لا نخجل ان قلنا انهم خائبون ومخيبون . لا يستحقون احترامنا ونتمى لهم ان يتلاشوا على موائد الشيطان.
13-12-2010 09:56 AM
الى .......مع الشكر
لقد تطرقت لامثال رئيس النادي وقل( اما الفئه من القله القليله اللذين حاولوا التطاول على مقدرات الوطن من اصحاب الاجندات الذاتيه,من ......... كما انني طالبت في مقالتي من الحكومه بتصويب الاوضاع وقلت( ,فالحكومة مطالبة اليوم بوضع النقاط على الحروف وتأصيل الهوية الوطنيه وتعظيم الانتماء,والابتعاد عن كل ما يؤزم أو يُصغرمن كينونة وجودنا, من خلال الاعتزاز بالنفس وقدرة انساننا في الدفاع عن وجود الوطن الاردني ووجوده..) الا انني احترم من ينتمي لهذا الوطن حتى لو كان أذرياً وقلت(فلا أخال ان هنالك اردنياً شرب من ماء الوطن ان يرمي في بئره حجر,,نحن نحترم الآخر ولا نقبل الاصطفاف في غير خندق الوطن, كلنا اردنيون متى ما وهبنا الوطن دمنا في الدفاع عن ثراه الطهور) وانهيت مقالي بأن الوطن لكل الاردنيين ولن يكون لغيرهم ولا يقبل ازدواجية الانتماء . (والوطن الاردني لا يقبل القسمه ولا ازدواجية الولاء )بمعنى اللي ما بده يعتز بهويته الاردنيه فليس لنا به حاجه.
13-12-2010 04:05 PM
صلاح العواملة
مع الاحترام للاخوين ....هنالك موضوعين متشابكين الاول و هي ماحدث بالقويسمة و الثاني تهميش نصف المجتمع
اما بالنسبة للاول فهناك 250 مصاب و يجب معاقبة المتسبيين لان هذا العدد الكبير من الاصابات خلال اقل من ساعة جريمة لايمكن تجاهلها
و بما ان هذا العدد الكبير الجرحى من نصف المجتمع المهمش و المغلوب على امره يتم التساؤل ان كان السبب بالاعتداء على هؤلاء الناس هو بسبب انهم مهمشين و غير ممثلين في مؤسسات الدوله المختلفة بما يتناسب مع حجمهم في المجتمع و يجب ان لا نقارن بين شخص او شخصين اصيبوا بمداهمه في منطقة ما وا ستهداف فئه من ابناء هذا الوطن لا شيء سوى ...... وانتم تعرفون الاجابة
اننا كدولة رائدة يجب ان تكون لجميع ابنائها الجميع متساوين بالحقوق والواجبات اما الوحدة الوطنية فلايمكن ان تكون بالشعارات والمجاملات بدون عدالة على كل المستويات
14-12-2010 02:14 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات