جراسا -

لا احد يدري كيف اندلعت حقيقة شرارة العنف التي اعقبت مباراة الوحدات والفيصلي مساء أمس، ولا احد سيدين مشجعي النادي الفيصلي او نادي الوحدات على حصيلة الاصابات التي تمخضت عن المواجهة بينهما، لكن غياب الموقف الرسمي عن المشهد تماما ورمي كرته في ملعب الاخر  لا يعد سوى تهربا مرفوضا من الجسم الرسمي، والذي اتكئ بشكل سافر وضعيف على جهة قوات الدرك المدانة والمتهمة الاولى فيما حدث !!

الاحداث المؤسفة التي أعادت صورة الاردن الى الوراء تضعنا أمام حقائق موجعة لكن لا سبيل للتهرب منها ويتوجب أن يلتفت اليها الجميع دون استثناء

1- الحقيقة الاولى أثبتت أن أفراد قوات الدرك باتوا خارج السيطرة، وانهم بحاجة الى اعادة تأهيل وتدريب لإنخراطهم في الشارع الاردني في مهامهم الرسمية والتعامل مع المواطنين.

2-  تبين ان قوات الدرك بحاجة الى قادة ميدانيين أكفاء أصحاب حنكة وروية وتعقّل للتعامل بشكل ايجابي مع اي ظرف وأي طارئ، حيث تبث وبشكل صريح بعد احداث أمس ان قوات الدرك تفتقر لقادة الميدان .

3- بات واضحا ومؤكدا ان يقوم قائد الدرك وفورا بالتنحي عن منصبه، وكان جديرا به ان يبادر لتقديم استقالته صباح اليوم لحين الانتهاء من التحقيقات التي ستكشف حجم تورط افراد الدرك من عدمها، لا ان يتعامل مع المشهد عن بعد متشبثاً بذات الوقت بمنصبه !

4- يجب اعادة النظر بتبعية جهاز قوات الدرك واعادة قيادته الى جهاز الامن العام، حيث ان تجربة فصله كجهاز مستقل تتطلب منه ان يكون اكثر مرونة وقيادة وقوة وتلك عوامل الاستقلال والتي لا تتوافر به للاسف.

5- المواجهات السابقة لافراد جهاز قوات الدرك مع احداث العنف التي شهدها الاردن طيلة الفترة الماضية لا ترفع من رصيد استقلاله او تبييض صفحته .
فالمجزرة الدموية التي كان افراد الدرك طرفا فيها بحق مواطنين أبرياء لا ذنب لهم الا انهم احتفلوا بفوز فريقهم ليست هي الثمن الذي انتظروه واستحال الى ذكرى مؤلمة ووصمة سوداء في التاريخ الرياضي الاردني، وما تبع ذلك من احراج للاردن رسميا وشعبيا امام العالم الذي تسارعت فضاءياته واعلامه لرصد الصورة السوداء التي حدثت والتي بالمطلق لا تشبه الاردن والاردنيين باية حال .

فالصورة التي سجلت بحق الاردن جراء ذلك تتطلب محاسبة كل مسؤول كان سببا من قريب او بعيد بالاساءة الى الاردن بناء على ما حدث، فالمسؤولية الرسمية تحتّم على اصحابها ان يكونوا متيقظين وحريصين على اداء مهامهم لا ان يفاجئوا بالكارثة شأنهم شأن غيرهم .

ولأن الضربة لا زالت ساخنة وموجعة للجسم الاردني جراء اداء غير مسؤول لافراد قوات الدرك بالضرورة يجب ان لا يعلّق على حجة وتبرير التصرف الفردي كحجة للهروب من المسؤولية، فلسان حال المواطنين يتساءل هل قوات الدرك هي قوات اردنية من رحم الشعب ام لا؟؟ وهل هم رجال آليون مثلا يتصرفون بردود فعل غير مسؤولة مثلا ؟؟ ولماذا يتم تغييب الروابط الانسانية في التعامل مع العنف والشغب من قبلهم ولماذا يتم التعامل مع المواطنين وكأن لقوات الدرك ثأر قديم مع الشارع الاردني ؟؟

مدير عام قوات الدرك اللواء الركن توفيق الطوالبة  .. فلتقدم استقالتك فورا !!