اخفاق 5 كتل برلمانية بالتوافق على تقاسم المكتب الدائم


جراسا -

كتل"الشعب والوفاق والعمل " تحجز المقاعد القيادية و"التجمع والتيار" ترفضان التقسيم

المجالي: حملنا برنامج توافق للمجلس واذا فشل سنطرح مرشحا للنائب الاول


وليد حسني - يخطو الرئيس التاسع عشر لمجلس النواب اولى خطواته الى سدة رئاسة المجلس بعد ظهر اليوم ربما بالتزكية ليجمع في الوقت نفسه بين رقمه"التاسع عشر " في سلسلة رؤساء مجلس النواب منذ المجلس النيابي الاول عام ,1947 والرئيس السادس في سلسلة الرؤساء منذ عودة الحياة الديمقراطية الى الاردن عام .1989

واذا ما نجح النائب فيصل الفايز بالوصول الى سدة الرئاسة عن طريق التزكية او عن طريق الانتخاب اذا ما غامر احد النواب بمواجهته لكسر "حدة التزكية" التي قد تكون لها نتائج في قادمات الايام على صورة المجلس المنتخب, الذي يرضى اللجوء الى التزكية لاختيار رئيسه التاسع عشر, او رئيسه السادس.

وايا تكن رغبات النواب بالدخول الى دورتهم الاولى وهم يحملون توافقا شكليا على الرئاسة فان من الواضح ان سلسلة الخلافات التي عصفت في اجتماعات الكتل النيابية طيلة يوم امس سيكون لها ما بعدها, وقد تكون استحقاقاتها اسرع مما يتخيله موقعوها, وقد تتشطى تلك التوافقات التي قبل البعض بها على مضض في ساعة متاخرة من مساء امس, لتنفجر في انتخابات ملء مقاعد"ظل الرئيس" المتمثلة بمكاتب المكتب الدائم الاربعة وهي النائب الاول, والنائب الثاني, والمساعدان.

وحتى ساعات مساء امس كان المرشح لرئاسة المجلس فيصل الفايز يبحث في  اخر زياراته البروتوكولية الى نواب الاغوار فيما يمكن ان يقدمه في رئاسته الاولى بعد ان نجح تماما خلال الفترة الماضية في حمل النواب على تتويجه مبكرا رئيسا لهم, بالرغم من الخلافات البينية داخل الكتل, وبالرغم من تناقضات الطموحات فيما بينهم, الا ان الفايز نجح بابقاء الصراع داخل ظله, ولم يصل اليه, مما ابقاه ايضا خارج دائرة المنافسة والطموحات, وابقى كل تفاصيل الصراع بالقرب منه, وتحديدا على مقاعد المكتب الدائم.

وبالرغم من ان النائب محمود الخرابشه لم يصدر عنه رسميا ما ينبىء بترشيح نفسه في مواجهة الفايز, او ما ينبىء عن نفي ذلك ايضا, فان الاتصال به للتاكد من موقفه تعذر كثيرا, مما ابقى باب الاحتمالات مفتوحا الى حين جلسة اليوم التي سيتم فيها المناداة على الراغبين بالترشح لمقعد الرئيس.

ومن المؤكد ان سحرا ما قلب كل المعادلات التي قادت النواب لبناء كتلهم سريعا, ففي المجالس الماضية كان بناء الكتل يتم اصلا من اجل مقعد الرئيس, وفي باكورة المجلس الحالي كانت ثمة خيارات تتجه الى بناء موجة انتخابات على مقعد الرئيس بين ثلاثة مرشحين على الاقل هم الفايز وعبد الكريم الدغمي ومفلح الرحيمي, قبل ان تنقلب المعادلة بكاملها, بانسحاب الدغمي والرحيمي, ليبقى الفايز في مضماره منفردا تقوده ثقة بالوصول الى سدة الرئاسة رافقته مبكرا ومنذ شهر حزيران الماضي, في حالة من اغرب حالات الترشح في تاريخ االانتخابات النيابية, ثم في تاريخ انتخابات رئاسة مجلس النواب.

والاهم في الظاهرة كلها ان كتلا بكاملها تمت صياغتها لتكون بحجم طموحات الرئيس التاسع عشر او الرئيس السادس, كما ان العديد من الكتل اعلنت مبكرا وهي في مرحلة التاسيس بان خياراتها لمن يشغل كرسي الرئاسة السادسة تنحصر بالفايز فقط, مما ادى الى تسريع انسحاب المرشحين الاخرين, في حالة لا تزال تثير التساؤلات عن اسبابها, وكأن من يطرحها لا يزال غير مقتنع تماما بان سلة الاصوات التي تم حصرها في ظل الفايز حسمت المواجهة على "الرئاسة السادسة" مبكرا, ولم تمنح احدا من المتنافسين حرية التنافس او حتى الاختلاف معه امام صندوق الاقتراع الذي حمله عامل تنظيفات ونقله على ظهره ظهر الخميس الماضي وقطع به المسافة الفاصلة بين مكاتب النواب الى قبة المجلس ليكون ما بعد ظهر اليوم الاحد شاهدا على ما تخبئه المفاجآت في انتخابات النائب الاول والثاني والمساعدين, وربما الرئيس وهو احتمال لا يزال يخضع لرهان المفاجات في إخضاع الفايز الى انتخابات لا يرغب بها, ولا يريدها بقدر طموحه بالوصول الى سدة الرئاسة بالتزكية التي لم تتكرر كثيرا في انتخابات رئاسة المجلس منذ عام 1989 وحتى اليوم.

وفي تفاصيل الساعات الاخيرة, فان اجتماعات الكتل التي عقد معظمها في مكاتب مجلس النواب طيلة يوم امس ابقت الصراع على تقاسم مقاعد المكتب الدائم ساخنة الى حد ان تحولت بعض الاجتماعات الى ما يشبه الخلاف الجذري بين الاعضاء, وبين الطامحين, وبين الرافضين.

وفشلت الكتل الخمس في الاتفاق على صيغة تقاسم ارتضتها كتل اخرى الا ان تمسك ثلاث كتل رئيسية تعتبر نفسها في تحالف انتخابي قوي, وفي مركز يؤهلها لتقسيم مقاعد المجلس وهي كتل الشعب, والعمل الوطني, والوفاق, وفقا لطموحاتها ادت الى افشال التوصل الى اي اتفاق محتمل, وتقرر تاجيل البحث في اية صفقات اخرى الى اليوم.

وبالرغم من ان الشعار الذي ترفعه الكتل يؤكد على رغبتها بتجنب اي خلاف او انقسام بين اعضاء المجلس, وعدم الرغبة ايضا باقصاء اي كان, وعدم الرغبة بتكرار تجارب ماضية من المجلس الخامس عشر, فان هذه الرغبات مجتمعة اصطدمت تماما بمنطق القوة الصوتية التي تتمتع بها كتل مهيمنة عدديا" الشعب, العمل الوطني, والوفاق" التي يبلغ مجموع اعضائها 69 عضوا, فيما بقيت الكتل الاصغر "التجمع الديمقراطي والتيار الوطني" تحاول التوصل ما امكنها الى قضمة من كعكة الدورة العادية الاولى ونيل حصتها القيادية في المكتب الدائم او في اللجان الدائمة البالغ عدد مقاعدها 28 مقعدا تنقسم بالتساوي بين رئاسة اللجان ومقرريها, حتى لحظة الاعلان عن فشل الاجتماع.

وفي هذا السياق فقد حملت كتلة التيار الوطني مشروعا توافقيا للخروج بتوافق آمن على تنفيذ خطة التقاسم, وشارك في تطوير هذه الخطة نواب اخرون من كتلة التجمع الديمقراطي, الا ان "خطة الانقاذ" هذه لم تنجح.

وكشف رئيس حزب التيار الوطني رئيس مجلس النواب السابق العين المهندس عبد الهادي المجالي لـ"العرب اليوم" عن تفاصيل الاقتراح الذي قدمه حزبه من خلال كتلته النيابية"كتلة التيار الوطني " الى باقي الكتل الاخرى للتوافق على ادارة انتخابات مقاعد المكتب الدائم باستثناء مقعد رئيس المجلس الذي يبدو انه حسم للنائب فيصل الفايز ما لم يرغب احد من النواب بـ"كسر التزكية" لاضفاء شرعية انتخابية اوسع على هيبة مقعد رئاسة المجلس.

وقال المجالي ان المقترح يهدف الى تجنيب المجلس في دورته الاولى اية خلافات او انقسامات قد تؤثر على سوية عمله مستقبلا, خاصة لكونه مجلسا جديدا ويحتاج لمزيد من الوقت حتى يتعارف النواب على بعضهم البعض.

واضاف ان العادة جرت في الدورة العادية لكل مجالس النواب السابقة الاتفاق على شغل مقاعد المكتب الدائم واللجان بالتوافق والتفاهم بين الكتل النيابية جميعها, بما في ذلك النواب المستقلون.

وقال المجالي ان الاتفاق تضمن ان الكتلة التي ستحصل على مقعد النائب الاول ستحصل على رئاسة لجنة واحدة من لجان المجلس الدائمة الاربعة عشر الى جانب موقع مقرر للجنة واحدة ايضا, اما الكتلة التي ستحصل على مقعد النائب الثاني , فستكون حصتها من اللجان الدائمة رئاسة لجنتين ومقررين للجنتين, اما الكتل التي ستحصل على مقعد من مقاعد المساعدين فستحصل على رئاسة لجنتين, وموقع المقرر للجنتين اخريين.

وعبر المجالي عن اسفه لكون بعض النواب في بعض الكتل رفضوا هذه الفكرة التوافقية, وهو ما يجعل من المهم تدخل العقلاء في الكتل النيابية القائمة ليعيدوا النظر في مواقفهم.

واكد المجالي انه في حالة عدم التوصل الى اتفاق فان كتلة التيار الوطني ستضطر لطرح مرشح من اعضائها الى موقع النائب الاول لرئيس مجلس النواب.

وكانت ثلاث كتل نيابية التقت قبل ظهر امس السبت للبحث في المقترح الذي طرحه حزب التيار الوطني, ووافقت عليه كل من كتلتي التجمع الديمقراطي, والعمل الوطني, فيما وافقت عليه جزئيا كتلة الوفاق , مما ادى الى البحث عن اجتماع اخر عقد في الساعة الرابعة والنصف من مساء امس للبحث في الخيارات البديلة, او في الموافقة على مقترح" التيار الوطني" كحزمة واحدة.

واكد النائب جميل النمري لـ"العرب اليوم" على ما كشف عنه العين المجالي, مشيرا الى ان "البعض يبحثون عن تمرير صفقة للاستحواذ على جميع المناصب في المكتب الدائم واللجان الدائمة ــ حسب قوله ــ".

ولم يكشف النمري عن هوية من يبحث عن"صفقة الاستحواذ" الا انه اكد حرص كتلته على التوصل الى صيغة توافقية بين كتل المجلس مضيفا ان الاقتراح السابق يتضمن ايضا ان اي كتلة برلمانية كبرى لا تدخل في الاتفاق سيكون نصيبها 3 رؤساء لجان, و3 مقررين للجان اخرى, والكتلة الصغرى سيكون نصيبها رئاسة لجنة واحدة, ومقررا للجنة واحدة, بينما خصص للنواب المستقلين مقاعد 3 رؤساء لجان, و3 مقررين.

وعلق النمري على فشل الاجتماع بقوله"لقد فشلنا والموضوع ما زال مفتوحا حتى اليوم الاحد", مضيفا بالقول" التوافق مختل من وجهة نظرنا في التجمع الديمقراطي كما ان كتلة التيار الوطني رفضته هي الاخرى".

واشار النمري الى ان  الكتل الثلاث" الشعب والوفاق والعمل الوطني" تقاسمت منفردة مقاعد المكتب الدائم, وسمت النائب عاطف الطراونه من كتلة العمل الوطني لمقعد النائب الاول, وسمت كتلة الشعب النائب حميد البطاينه لمقعد النائب الثاني, واختارت كتلة الوفاق النائبين محمد الكوز ومحمد الشوابكه لمقعدي مساعدي الرئيس.

وعلمت "العرب اليوم" ان كتلة الشعب حجزت مقاعد الرئيس في ثلاث لجان هي الادارية والمالية والزراعية, ومقرري لجنتين هما الصحة والسياحة, بينما سحبت مرشحها للنائب الاول وهو النائب سميح المومني, مستعيضة عنه بترشيح حميد البطاينه لمقعد النائب الثاني.

وبحسب النمري لـ"العرب اليوم" فان كتلته"التجمع الديمقراطي" التي تضم 8 نواب لديها ملاحظات متعددة على تركيبة المكتب الدائم لكونها غير متوازنة ــ على حد تعبيره ــ, وليست صحيحة مهنيا, اضافة الى ملاحظات لها على تقاسم بعض اللجان الرئيسية التي لم تراع فيها الكفاءة والتخصص ــ على حد تعبيره ــ.

وكشف النمري عن عرض قدم لكتلته يقضي بحصولها على مقعدي رئيس لكل من لجنتي الطاقة والتوجيه الوطني, الا ان كتلته رفضت هذا العرض.

ومن المرجح ان تختل موازين التفاهمات في جلسة انتخاب اعضاء المكتب الدائم, اذا لم تتدارك الكتل اليوم الاحد  تفاهماتها التي فشلت مساء امس, ومن المتوقع وفقا للسيناريوهات ان تتعرض التفاهمات الثلاثية الى انتكاسة فد لا تسمح لهذه الكتل بالوفاء بتعهداتها الثلاثية بين بعضها البعض, لتتحول جلسات انتخاب اعضاء المكتب الدائم الى ما يشبه حلبة السباق لتحطيم تلك التفاهمات التي ستنعكس سلبا على بنية كل الكتل البرلمانية التي ستجد نفسها محاصرة في ورشة عمل جديدة لاعادة تفكيكها واعادة بنائها من جديد.

وفي تصريح للناطق الإعلامي باسم كتلة العمل الوطني النائب عبدالكريم ابو الهيجاء صدر عنه امس قال ابو الهيجاء ان كتلته عقدت اجتماعا تشاوريا لها ظهر امس  ناقشت فيه العديد من المواضيع المطروحة على طاولة البحث فيما يتعلق بانتخاب أعضاء المكتب الدائم للمجلس ومسارات العمل البرلماني في الفترة المقبلة.

وقال في تصريحه ان كتلته بادرت بتبني تعديل بعض من مواد  قانون المالكين والمستأجرين بإتباع الإجراءات القانونية سندا لأحكام المواد 131 و 132 من النظام الداخلي لمجلس النواب حيث ستعمل الكتلة على تقديم اقتراح برغبة لرئيس مجلس النواب القادم يقضي بالطلب بتعديل هذه المواد وإحالتها للجنة المختصة درءا للانعكاسات السلبية على المجتمع الأردني والتي من الممكن أن تنشأ في حال تطبيق هذه المواد حسب القانون النافذ.
(العرب اليوم)



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات