كيف يمكن الاستفادة مع وعي اوباما على قضايانا ؟


عرفت المزيد من المعلومات الخاصة عن شخصية الرئيس الامريكي الجديد ورؤيته وتوجهاته المتعلقة بالصراع العربي - الاسرائيلي ونظرته للعرب من رجل الاعمال العربي نظمي اوجي وقد رأيت صوراً تجمع عائلتيهما الصغيرتين على عشاء جرى فيه تبادل كلمات كنت ارغب ان يعمم ذلك لما فيه من اضاءات موضوعية مختلفة على شخص باراك حسين اوباما الذي اصبح رئيساً للولايات المتحدة الامريكية وبالتالي العالم لولا تحفظ السيد اوجي ورغبته في عدم الافصاح عن شيء لأسباب وجيهة تفهمتها تماماً ..

ادرك انه يمكن للعرب ان يتحركوا الان بشكل افضل لمزيد من كسب الموقف الامريكي لصالح قضاياهم العديدة بما في ذلك قضية الصراع مع اسرائيل وايضاً لصالح وقف الصورة السلبية التي عملت ادارة المحافظين الجمهوريين على رسمها للعرب لتركب عليها صورة الارهاب الذي ارادت تلك الادارة من الحرب عليه مصادرة حقوق كثير من الشعوب ..

الصور التي رأيتها وقد عكست نفسية اوباما وتطلعاته ورغبته الحقيقية في الانفتاح والفهم والتغيير تشكل فرصة لكل الفعاليات العربية السياسية والاجتماعية والاقتصادية المتطلعة ايضاً الى التغيير لواقع العلاقة مع الولايات المتحدة وادارتها للعمل الجاد بواقعية ومصداقية ليتكون موقف عربي واضح يقطع الطريق على استمرار التشتت والخلافات ويزرع وجهة نظر عربية متماسكة للتعاطي مع القضايا العربية بشكل متكامل حتى لا تظل الطروحات المختلفة على المستوى القطري يلغي بعضها بعضاً ..

لدى العرب الان المبادرة العربية التي لم تشتريها ادارة بوش المنتهية رغم توصياتها لاصدارها فبقيت هذه المبادرة في وضع الجمود وبرسم ان تدخل الملفات كصفحة تاريخية رغم ان الرئيس اوباما وفي مجالس عدة وحتى لدى زيارته للاردن قبل انتخابه وحين كان سيناتوراً قد عبر عن دهشته لعدم قبول اسرائيل هكذا مبادرة بعد اطلاعه عليها وقد يكون لهذا الموقف دوافع في عرض المبادرة العربية بلغات عديدة في وسائل الاعلام وحتى الاسرائيلية وان على شكل اعلانات ليتاح الاطلاع عليها ..

قد يكون الوقت مناسباً لصناعة لوبي عربي من المثقفين والمفكرين والسياسيين العرب المستقلين للعمل على كسب موقف امريكي جديد قد يساعد الدعوة الى التغيير التي طرحها اوباما على تبلوره وقيامه وان هذا اللوبي ليس هدفه احراج الرئيس الجديد او القفز امامه بمقدار الامساك بفرصة الفهم التي عبّر عنها اوباما كمثقف واكاديمي وقارىء مطلع لوضع المنطقة وتعقيداتها وللموقف العربي واستعداد العرب للعمل معه شريطة فهم افضل لقضاياهم..

ثمة فرصة متاحة امام انحسار اليمين المحافظ الامريكي وهزيمته في الانتخابات ورغبة الولايات المتحدة التي عكستها نتائج الانتخابات في التغيير لضرورات امريكية في الدرجة الاولى وبالتالي ضرورات عالمية بدأت مطلوبة ..

وحتى يبدأ اوباما سنته الاولى في ادارته فان هذه السنة ستكون حاسمة ولا يجوز المزيد من الانتظار اذ لا بد من تحميلها استحقاقات انجاز نتائج لعملية السلام التي جرى ترحيلها من الادارة السابقة ومن عام 2008 الذي شارف على الانتهاء دون حلول الى عام 2009 والذي سيشهد في اعتقادي حلاً واقامة دولة فلسطينية اذا ما أحسن الفلسطينيون والعرب التقاط الاشارات والعمل بسرعة للاستفادة من التغير التحدي الاكبر هو في الانقسام الفلسطيني ؟الفلسطيني وعلى القيادات الفلسطينية على مختلف مواقعها ان تخفي انقساماتها وتصفيتها وتنهيها بسرعة وان توقف الاستقطابات الخارجية والاقليمية في القضية الفلسطينية وان تضع مصلحة الشعب الفلسطيني وظروفه الصعبة في الاعتبارات الاولى .وهذا يستلزم المزيد من وعي الشارع الفلسطيني لمخاطر الحالة الفلسطينية والتصدي لنهج التفتيت والانقسام ووضع حد له بسحب الشرعية من الاطراف التي تريد البناء على الانقسام وتريد توظيفه وتعميقه



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات