ماكرون راوغ ولم يعتذر


لا زالت فرنسا بلاد العطور والنور كما يسمونها تخرج منها الروائح الكريهة النتنة ويلف قلوب حكامها ظلام العنصرية والحقد ورئسها سيء الذكر المتفرعن إيمانويل ماكرون يتعامل بطَريقة أقرب إلى عقلية بلطجية الحواري وزعماء عِصابات المافيا ومحرضي الحروب الصليبية وهو يستهزئ بالمسلمين عامة ويجاهر بالعداوة لدينهم ويتطاول على نبيهم ويطالب بضرورة السيطرة على المساجد والمنظمات والمراكز والجمعيات الدينية الاسلامية وبناء عليه نقول لك يا ماكرون من أسرع الجواب لم يدرك الصواب

ليست هذه تصرفات رئيسِ دولة من المفترض أنّها حضاريّة وتتباهى بإرثِ الحرية والمساواة والديمقراطية والتنوير وعلى طريقة ( غواني المواخير المستخجلات ) ادعى في مقابلة سابقة مع قناة الجزيرة انه يتفهم مشاعر المسلمين إزاء الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للنبي محمد صل الله عليه التي نشرتها مجلة الفتنة شارل ابيدو وأضاف بكل وقاحة واستعباط أن هذه الرسوم ليست مشروعا حكوميا وهي صدرت من صحف حرة ومستقلة غير تابعة للحكومة وأن ردود الأفعال ( تجاه الإساءة الفرنسية للإسلام ) كان مردها أكاذيب وتحريف لكلامي حيث فهموا أنني مؤيد للرسوم الكاريكاتيرية قالها بعصبية شديدة وتوتر عكس كذبه عنجهيته وتكبره فلا عقل لمن يتجاوز حدّه وقدره ( انظر تناقضه الصارخ أدناه )

في 21 تشرين أول الماضي أعلن ماكرون صراحة وبصورة استفزازية مخزية تمسكه بالرسوم الكاريكاتيرية المسيئة وانه يرفض الاعتذار عنها وفي تغريدة له على صفحته بموقع تويتر قال ( ما من شيء يجعلنا نتراجع أبدا ) حيث ( رفض أن يدين الرسوم وأدان المقاطعة ) وكأنه بذلك يدعو المسلمين ضمنيا إلى ارتكاب الجرائم والانتقام وهو يؤجج النار في النفوس بدل إخمادها مما ضاعف موجة الغضب في العالم الإسلامي واضطرت بعض الدول العربية والإسلامية إلى تنظيم المسيرات والتظاهرات ورفع لواء المقاطعة الواسعة للمنتجات والبضائع الفرنسية من مواد غذائية وطبية وعطور ومستحضرات تجميل وغيرها حول العالم

ما وجه للاقتصاد الفرنسي ضربة قوية وموجعة خاصة بعد تضرره بقوة بسبب خسائر كورونا بالانهيار وهبوط الأسهم ليكون في ذلك رسالةً واضحةً المعالم ليس للرئيس ماكرون فقط وإنما لكل الزّعماء الغربيين الذين ولغوا في التآمر على العرب والمسلمين ( كثرة الضغط يولد الانفجار ) ما جعل وزارة الخارجية الفرنسية تصدر بيان تدعي فيه ان المقاطعة عبثية وأنها سلوك عدواني مرفوض ويجب أن تتوقف فورا وكذلك وقف كل الهجمات التي تتعرض لها فرنسا والتي تقف وراءها أقلية راديكالية متطرفة وإرهابية حسب زعمهم الباطل (80 % من ضحايا الإرهاب من المسلمين )

ماكرون يقف الآن مترنح بقلق وهو يتقهقر بين الإقدام والإحجام في مواجهة الرأي العام الغاضب في دول العالم الإسلامي اجمع على خلفية تصريحاته الأخيرة والتي تمثل امتدادا لأزمة الرسوم المسيئة للنبي وما أدلى به في مقابلته مع الجزيرة وهو يستغل تردد المحاور وضعفه في لجمه ومواجهته فزاد من إصراره وكبره عن الاعتذار للمسلمين عن إساءته يشَكل تراجعًا من قبله ومحاولة للنزول عن الشجرة وانتصارًا لحملة المقاطعة للبضائع الفرنسيّة التي سادت مُعظم أنحاء العالم الإسلامي

ولكنه تَراجع خجول لا يكفي ولا يعتبر اعتذار صريح ولا هو اعتراف مباشر بالخطأ ويجب على الرئيس الفرنسي أن يقدم اعتذار ملطف بوضوحٍ وصراحة لحوالي مِلياري مسلم على الضرر المعنوي الكبير الذي ألحقه بهم ويجب عليه ان يفهم ان في الاعتِذار مصلحة فرنسيّة قبل أن تكون مصلحة إسلامية خاصة وان الجرح والألم ما زال عميقا فالمسلمون لم ولن يقبلوا المس بمقدسات الإسلامية والدينية والمقاطعة للبضائع الفرنسية التي أزعجتك ( المقصود ما كرون ) كانت نقطة قوة تحسب للمسلمين أرغمتك أيها الصبي الدعي المتغطرس على التراجع عن موقفك السفيه والتافه وفي المقابل ان دعمك لليهود واحترامهم ومناصرتك لقانون معاداة السامية كان يوجب عليك ان تتعامل مع المسلمين وشعائر دينهم بالمثل بقانون خاص يمنع سب أديانهم ولأنبيائهم لا أن تجتهد في تشريع قوانين وأنظمة ظالمة تحاصرهم بها وتضيق سبل حياتهم

كما على الرئيس ماكرون وبشكل أحرى أن يتعظ من إدارة التعليم في جارته الأقرب بلجيكا التي طردت مدرسا عرض أحد الصور المسيئة للرسول التي نشرتها مجلة الفِتنة شارلي إيبدو على تلاميذه الصغار ( أعمارهم من 10 إلى 11 عام ) أو من رئيس وزراء كندا جاستين ترودو الذي سارع بالرد على ماكرون وأكد أن حرية التعبير ليست بلا حدود ومن واجِبنا كغربيين أن نتصرف باحترامٍ تجاه الآخرين وأن نسعى إلى عدم جرح مشاعرهم ولكنّ الرئيس ماكرون الذي أعماه جشعه إلى السلطة وبغطرسة استعمارية سترتد دمارا عليه وعلى اقتِصاد بلاده ومكانتها الدولية وفضح سياساتها البغيضة وإننا ندعو كعرب ومسلمين إلى الإبقاء على حملة المقاطعة الناجحة لتزداد أوجاعهم الاقتصادية حتى يوقفوا هذه المهزلة المعيبة

وفي مقابل حديث ماكرون عن احترام حرية التعبير وما يخص الصور المسيئة للإسلام يستعد البرلمان الفرنسي ألان لمناقشة مقترح قانون يجرم تداول صور مسيئة للشرطة بوسائل التواصل الاجتماعي ويسمح بصور مسيئة للإسلام ونبيه

ماكرون يعي انه ارتكب خطيئةً كبرى بحق الإسلام والُمسلمين وأحدث بعنصريته المقيتة وقصر نظر سِياساته وسوء تقديره شرخا واسعا في العلاقات بين بِلاده والعالم العربي و الإسلامي وسيحتاج الأمر إلى سنوات عديدة لردم الفجوة وتجسيرها والخطوة الأولى والأهم في هذا الإطار هي اعتِذارك العاجل والصريح ودون مواربة عن بذاءاتك ضد الإسلام وسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام والإساءة لأعظم نبي في التاريخ البشري

نقول لماكرون ختاما عليك التوقف عن أسلوب المراوغة ( كثعلب فرنسي غر ) لأنك لن تخدعنا مهما حاولت أن تصول وتجول في العقول وتنسج الأكاذيب والخداع بمكر ودهاء وعليك إدانة تلك الصور المسيئة لنبينا وديننا وان توقف غيرها من الممارسات اللااخلاقية التي تمارس باسم الحريات المنفلتة قبل أن تقع في شر أعمالك وتسقط في الهاوية السحيقة وتنهي مستقبلك السياسي مبكرا



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات