ما سر كلمة "وبعدين"!.


جراسا -

خاص- كلمةٌ من خمسةِ أحرفٍ عربيةٍ بسيطةٍ، لكن عمق المعنى فيها يختلف عن الظاهر الرقيق الشفاف، فما في أسرارها ومضمونها تعجز عن وصفه الألسنة بكافة أساليب التعبير المنمقة التي يختلقها القائل في أكثر من موقفٍ حياتي أو حديث عابرٍ أو جلسة نقاشية تخللها بعض الغموض الذي تعمد بثه أحد الأشخاص في جمله.

"وبعدين"، أم تخاطب طفلتها الصغيرة: لسا بكير يا ماما بعدين رح تفهمي لحالك شو قصدي، بنت بتنصح صاحبيتها الي مقبلة على زواج: بعدين رح تعرفي لحالك شو هو الحب.

ليست هذه المواقف فحسب ما تقال فيها كلمة "وبعدين"، فكم من وضعٍ صبرنا على آلامه وأوجاعه أملاً بغدٍ مشرقٍ نخر كل صباح منه كلمة "بعدين"!، وما أكثر الأشخاص الذين قطعوا على أنفسهم وعوداً بأيمانٍ مغلوطة على شاكلة "بعدين رح تعرف اني بعمل لمصحلتك"!، وللأسف كان الغدر حليفهم، وبقينا نحن في جدران الغرفة نعد المرات التي أسمعونا فيها كلمة "بعدين"، ونلم شتات حسراتنا لنقف مجدداً على أقدامنا.!!!.

كلمة "بعدين"، ربما ليست سيئة لهذه الدرجة فقد روى البعض قصصاً طريفة معها، ففي جمعة الأصدقاء لا بد من ظهور طفرة فيها يبقى يزنّ كالدبور ويقول "وبعدين" وين الاكل يا جماعة؟، أو وحدة وعدت أختها بلبسة واجى عيد ميلادها وهي بتستنى وهديك بتقلها "بعدين بس لانو جد ما معي"، والمسكينة بتصبر بحالها ولهالحظة يمكن لسا ما شافتها هالهدية الخرافية!!.

لا نستطيع أن نجزم أن هذه الحياة صعبة، أو أن ما يفيض عنها إما أبيض أو أسود، فهناك دائماً ما يقع في منتصف كل شيء ويعيد لنا الروح ويبث فينا دماً جديداً كنا ظنناه قد تعفّن واندثر، فكلمة "بعدين" ربما كانت في كثير من الأحيان صائبة وقرار اتخذناه ليفاجآنا في مستقبلنا بما كنا لم نتمنى يوماً الحصول عليه.

لكن، السؤال لكم أنتم، هل لمستم أثراً لكلمة "بعدين" في حياتكم؟، ما الذي جعلكم تكررون "وبعدين"؟، أيا ترى ستبقون تعيشون في عالم تنتشر في زواياه هذه الكلمة والكثير من مفرادتها؟!، فيما القرار قراركم وأيضاً خياركم لتستخدموها كيفما تشاؤون، فهذه مجرد هواجس عابرة، تلقي الضوء على العديد من الكلمات أو الجمل التي لازمت روتين حياتنا حتى أصبحت جزءً لا يتجزأ منه فما وكأنها رفيقاً أو عدواً لا نعلم نحتفظ به أو نتركه للزمن.



تعليقات القراء

وبعدين مع الحظر الشامل والله تعبنا
هذه الكلمة تضاعفت عندي لما جربت الحظر الشامل بجد وبعدين مع ام هالحظر الشامل
31-10-2020 12:26 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات