عز الدين التل، أحد أبرز إعلاميي الأردن


خلال إحدى المقابلات التي أجريت قبل سنوات قليلة مع الدكتور عبد السلام المجالي، رئيس الوزراء السابق، وكانت بمناسبة مرور أربعة عقود ونصف العقد على استشهاد دولة وصفي التل، وكان المجالي يتحدث عن العلاقة التي ربطته بالشهيد التل، حيث أكد إنه كان تلميذاً في مدرسة السلط الثانوية، وكان الشهيد يدرسه مع أقرانه مادة الفيزياء، وبالرغم من أن مادة العلوم أو الفيزياء كانت غير محببة لدى الكثير من طلاب العلم، إلا أن الأستاذ وصفي التل جعل من المادة؛ بأسلوبه الراقي، والممتع، والجميل من المواد المحببة لدى طلاب مدرسة السلط الثانوية.

كان دولة وصفي التل مدرساً لمادة الفيزياء أو العلوم الطبيعية في مدرسة السلط، ومن بين تلاميذه في تلك الفترة، الطلاب التالية أسماؤهم:

- الطالب عبد السلام عطا الله المجالي، وجاء وزيراً للصحة في حكومة الشهيد وصفي التل، عام (1970)، وشكل أول حكومة عام (1993 – 1995)، وثاني حكومة عام (1997 – 1998).

- عبد الوهاب عطا الله المجالي، شقيق عبد السلام، جاء وزيراً للتربية والتعليم في أول حكومات الرئيس وصفي التل عام (1962 - 1963).

- صلاح أبو زيد، جاء مديراً للإذاعة الأردنية، عام (1962)، وفيما بعد وزيراً في أكثر من حكومة وعلى النحو التالي:
- (1964 – 1967) وزيراً للاعلام.
- (1967 – 1970) وزيراً للثقافة والاعلام، والسياحة والاثار.
- (1972 - 1973) وزيراً للخارجية.
- (1974 - 1976) وزيراً للثقافة، والاعلام.

- ومن طلبته أيضاً عز الدين عبد الله التل، وقد عمل مساعداً لمدير الإذاعة، مديراً لإذاعة القدس في ذات المرحلة، وشغل العديد من المناصب سنتحدث عنها تباعاً في هذا التقرير.

ولد الضابط، والمعلم، والإعلامي عز الدين عبد الله محمد التل في إربد، عام (1925)، لوالد يُعد من أبرز زعامات، وأثرياء عشيرة التل، والدته، خديجة الخطيب، مصرية من عائلة تُعد من أشهر عائلات محافظة الدقهلية، وله من الشقيقات والأخوة والأخوات؛ سبع من الإناث، وثلاثة من الذكور، أما شقيقاته وأخواته، فهن على النحو التالي:
شقيقاته؛ صواري (أم خالد)، نايفة والدة مُعد هذا التقرير (أم عادل)، عزيزة (أم باسل)، أخواته؛ هيا (أم فراس)، إيمان (أم عمرو)، روضة (أم بيدر)، سلوى (أم ثامر)، وأخوته الذكور: الكابتن رياض (أبا عبد الله)، محمد (أبا رامز)، الكابتن راضي (أبا سيف).

زوجته، هي ابنة عمه المرحومة أنعام خلف محمد التل، والدها اللواء خلف التل وزير الداخلية السابق في عهد الملك عبد الله الأول ابن الحسين.

أما أولاده وبناته، فهم الأفاضل والفاضلات:
- منى.
- ثريا.
- وداد وكانت من أبرز موظفات مؤسسة الإذاعة والتلفزيون.
- دينا.

- معالي السفير السابق الدكتور مازن عز الدين التل، وكان سفيراً في عدة دول، وأحيل الى التقاعد بعد أن خدم سفيراً للمملكة الأردنية الهاشمية في ألمانيا.

- أكثم عز الدين التل، مترجم، ولديه شركة خاصة تعمل في مجال عقد المؤتمرات الدولية.

تنقسم حياة (الضابط، والمعلم، والإعلامي) عز الدين التل العملية الى ثلاث مراحل.

المرحلة الأولى، وكانت في المجال العسكري.

درس الضابط عز الدين التل في مدرسة السلط الثانوية، عام (1942)، وبعد أن حصل على شهادة الثانوية العامة، درس في الكلية العسكرية، وتخرج فيها برتبة ضابط، وتم تعيينه ضمن القوات الأردنية في فلسطين مقاتلاً في صفوف القوات المسلحة؛ مثله كمثل بقية أفراد العشيرة الذين ضحوا في سبيل فلسطين، وكان قائداً لإحدى السرايا التي قاتلت العدو الصهيوني في منطقة صفد الفلسطينية.

بعد أن انتهت الحرب بهزيمة الجيوش العربية، وقيام الدولة اليهودية (المسخ)، عاد الى الأردن.

المرحلة الثانية في التربية والتعليم (المعارف).

عمل الأستاذ عز الدين في وزارة المعارف عام (1949)، معلمآ لعدة سنوات، وترقى ليصبح مديرآ لعدة مدارس، منها: مدرسة الكرك في الجنوب، والزرقاء، وسحاب في الوسط، وكفر يوبا، كفر عوان، الطيبة، دير ابي سعيد، وجرش في منطقة الشمال.

المرحلة الثالثة والأخيرة، كانت في المجال الإعلامي والإذاعي.

عمل الإعلامي عز الدين التل في مؤسسة الإذاعة الأردنية منذ عام (1963)، وقدم الكثير من البرامج السياسية، واللقاءات الإذاعية، ونشرات الأخبار اليومية، وقد تقلد الوظائف التالية: مديرآ للأخبار، ومديراً للبرامج، وبعد عدة سنوات، نُقل مديراً لإذاعة القدس؛ وبقي فيها الى أن سقطت الضفة الغربية بالكامل عام (1967)، لكن قبل أن يدخل اليهود الى المبنى، وقعت مناوشات بين الجيش الإسرائيلي وبين موظفي الإذاعة، إذ رفض عز الدين التل التسليم لليهود دون مقاومة، فقام بتوزيع السلاح على الموظفين، وبدؤوا بالمقاومة التي استمرت فترة طويلة إلى أن نفذت ذخيرتهم، واستولى اليهود على الإذاعة، بعدها عاد الى عمان، وتم تعيينه مديراً عاماً للإذاعة الأردنية بالوكاله لغاية شهر (4 - 1977)، ثم أحيل الى التقاعد في العام نفسه.

التقى الإعلامي عز الدين التل بالقائد عبد الله اليوسف التل قبل ذهابه الى سوريا، وبعدها الى مصر، وكان يسكن في العمارة التي يسكنها القائد التل، واقترح عليه أن لا يترك البلاد، ويدافع عن نفسه، فقال له عبد الله التل؛ هناك مؤامرة يحيكها الضباط الإنجليز وعلى رأسهم كلوب باشا تستهدفه شخصياً، لمحاكمته والتخلص منه، وقال لعز الدين؛ سأدافع عن نفسي وأنا حر طليق، ولن أعود والإنجليز في الأردن.

لكن عندما علم القائد كلوب بهروب عبد الله التل، عام (1950)، أصدر أمراً الى متصرف إربد باعتقال أقارب (أبو المنتصر) وزجهم في سجن إربد، وكانوا مجموعة من أبناء العشيرة، ذكرهم عز الدين التل، وكان هو من بين المعتقلين، الشيخ عبد القادر أحمد التل، وولديه يوسف، وهاني، وضيف الله مصطفى التل، وشقيقه عبده مصطفى التل، ونجيب الحسن التل، وسلطي صالح المصطفى التل، وشحاده التل، وخلف الأحمد التل، وكان رئيساً لبلدية إربد في ذلك الوقت.

عندما اشتد ظلم الإنجليز على أبناء العشيرة؛ قام وفد كبير من شيوخ إربد، بمقابلة الملك المؤسِّـس عبد الله الأول ابن الحسين وطالبوه بوقف تدخل الضباط الأجانب بالشؤون الداخلية للدولة، فأمر الملك عبد الله بتغيير المتصرف، وقائد المنطقة، وحل مكانهما الحاكم الإداري نعيم عبد الهادي، وقائد الأمن العقيد نديم لطفي السمَّـان، ولم يلبث المتصرف أن اتخذ قراراً بتشجيع من الملك المؤسِّـس بإطلاق سراح جميع المعتقلين من أبناء عشيرة التل.

طبعاً المؤامرات لم تنتهي عند هذا الحد، فقد استغل كلوب باشا حادثة اغتيال الملك الشهيد، عام (1951)، وزج إسم القائد عبد الله التل وهو في مصر ضمن قائمة المتهمين، وبأنه المدبر الرئيسي لعملية الإغتيال، لكن القائد عبد الله التل نفى في مقابلة إذاعية من القاهرة أي علاقة له بالجريمة، مؤكـِّـدا أنه لو كان المقتول هو الجنرال كلوب لكان يُشرِّفه أن يكون هو قاتله.

يقول عز الدين التل، إن القائد عبد الله اليوسف كان يفتخر بقيادة الملك عبد الله الأول، وأنه كان الداعم الأكبر في جميع المعارك التي خاضتها الكتيبة السادسة بقيادته، وأنه لولا الملك المؤسس، وإصراره على دعم الكتيبة السادسة، وتموينها في الحرب، لما بقيت القدس تسعة عشر عاماً بيد العرب.

رحم الله عز الدين التل الذي كانت حياته العملية والوظيفية مجموعة من المتناقضات الجميلة التي صبت في خدمة الوطن، إن كان في القوات المسلحة، أو في حقل التربية والتعليم، أو في مجال الإعلام الإذاعي والتلفزيوني.

عاش المرحوم عز الدين عبد الله التل في القدس وعمان، وعندما توفي دفن في مسقط رأسه مدينة إربد، بتاريخ (30- 1- 2014)، عن عمر ناهز تسعة وثمانين عاماً.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات