الإنجازات عظيمة والفوز ساحق


للمرة الثانية جاسيندا ارديرن رئيسة وزراء لنيوزلندا امرأة صدقت أهلها حافظت على الأمانة ولم تخنث بالقسم عملت بجد وإخلاص وتفان جعلت من التفكير الايجابي والمنصب العام محور ولايتها سبيل للعمل والانجاز لقبها محبوها " بقاهرة الأزمات " بعدما أصبحت أيقونة وطنية وعالمية بحنكتها ورفيع أخلاقها وإنسانيتها بما أظهرته من حكمة وشجاعة وحسن إدارة في كل المراحل التي مرت بها بلادها وبرؤيا سياسية عالية وقدرة رهيبة على احتواء المواقف وإخضاعها وبثقة متميزة بما قدمت من عمل وانجاز استطاعت في الانتخابات التشريعية الأخيرة ان تحصد أعلى الأصوات لحزبها ( حزب العمال يسار الوسط ) حيث فازت بأكبر أغلبية غير مسبوقة في تاريخ نيوزيلندا منذ عام ١٩٤٦ بنسبة 49,2% وسيشغل حزبها بذلك 64 من أصل 120 مقعداً في البرلمان وقد كانت ركيزة انطلاقتها السياسية الوعد بـ "التغيير" مع جيل جديد شاب مثقف ومنظم ما أعطى العماليين الفوز الساحق الذي كانوا يطمحون إليه منذ زمن بعيد.

جاء ذلك النجاح الباهر بعدما حافظت على شعبها موحدا بعد مذبحة المسجدين ورعت صحته وحياته وتعاملت بوعي وحرص مع أزمة الانفجار البركاني الذي كان الأكثر فتكاً فضلا عن إدارتها لأخطر حالة ركود اقتصادي منذ 30 عاماً وإعادة تنشيط الاقتصاد بالإضافة إلى التحدي التاريخي الأكبر والمتمثل بوباء كوفيد 19 المستجد الذي أدى إلى ( وفاة 25 شخصاً فقط في كل الأرخبيل البالغ عدد سكانه خمسة ملايين نسمة )

وهي ثالث رئيسة وزراء امرأة لنيوزلندا التي سمح فيها للمرأة بالتصويت قبل الولايات المتحدة بـ20 عاماً تولت رئاسة الوزراء في العام 2017
هذا التفويض الشعبي الكبير يعني عمليا إنه بإمكان أرديرن (40 عاما) تشكيل أول حكومة يترأسها حزب بمفرده في نيوزيلندا منذ عشرات السنين حيث لم يسبق أن حقق أي حزب نيوزيلندي الغالبية المطلقة منذ إصلاح النظام الانتخابي في 1996 وهو ما يعني أن كافة رؤساء الوزراء الذين ترأسوا الحكومة منذ ذلك الوقت حكموا بواسطة ائتلافات مشتركة

لقد اظهرت أرديرن كفاءة عالية واستجابة منفتحة وسلمية في آذار 2019 عقب الهجوم الإرهابي لمتطرف ابيض على مسجدين في كرايستشرش في جنوب البلاد اوديا بحياة 51 مصليا حيث كان لردها السياسي العاجل على المجزرة وقع إيجابي في الداخل والخارج بعدما فرضت قيوداً على حمل السلاح وحثت على ضرورة حظر مواقع التواصل الاجتماعي ذات المحتوى الداعي إلى التطرف وطالبت باحتواء خطاب الكراهية وقد كسبت قلوب كثيرين من خلال إظهار تعاطفها مع الضحايا والتضامن مع ذويهم ومشاركتهم ألمهم حيث كانت تظهر بالحجاب و تلقي عليهم التحية باللغة العربية وتؤبن الضحايا بحديث نبوي شريف عدا عن حضورها الحشد الكبير خلال صلاة الجمعة بنفس المسجد الذي ارتكب فيه الحادث الإرهابي وقد قامت بتغطية تكاليف الجنازات للضحايا على نفقة الدولة وناشدت الجميع عدم ذكر اسم منفذ الجريمة وذكر أسماء الضحايا بدلا منه وهي ثاني رئيسة وزراء في العالم بعد الباكستانية بنازير بوتو التي تنجب وهي في الحكم

في 6/11/ 2019 ظهرت رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن في لقاء متلفز وهي تحاول الفوز في تحدٍ مع رفاقها في الحكومة لتذكر في دقيقتين فقط كل إنجازات حكومتها خلال عامين حيث قالت ( تأمل يرعاك الله وقارن بحسرة وألم ما بين هنا وهنالك ما ذكرته هي في دقيقتين واكثر بقليل لا يستطيع جميع رؤساء حكوماتنا مجتمعين انجازه في قرنين من الزمن ) واليك بعض الانجازات الحقيقية والموثفة :

اوجدنا 93 الف وظيفة وبنينا 2300 وحدة سكنية شعبية ومنعنا المضاربة الخارجية وزرعنا 140 الف شجرة وبذلنا عناية أفضل بمرضى السرطان من حيث أجهزة الاشعة والأدوية ودعمنا توفير علاجات رخيصة لأكثر من نصف مليون مريض واهتممنا اكثر بالصحة النفسية مع تأمين معالجين وعيادات في كل مكان وزدنا الحد الداني للاجور 17,70 دولار ووظفنا اكثر من 2000 طبيب وممرضة وقمنا بتوسعة المدارس من اجل استقبال 100000 تلميذ جديد

انخفضت البطالة الى ادنى حد منذ 11 سنة ولدينا معدل اكثر لزيادة الاجور خلال 10 اعوام قاجمى ودفعنا فواتير كهرباء لمليون مواطن خلال فترة الشتاء وزدنا مدخول 384 الف عائلة وزدنا دعم المدارس كي لا يدفع الأهل أي مصاريف ودعمنا برامج العنف المنزلي وجندنا 1607 شرطي سير جديد لنجعل الطرق السريعة امنة ومنعنا أكياس البلاستيك وبدأنا عملية تنظيف الانهار والبحيرات وزرع الأشجار على ضفافها وتأمين التدريب المهني التقني للشباب وقدمنا وجبات طعام مجانية للمدارس وتامين الدعم المالي والاداري والعلاجي والتأهيلي لمراكز الإدمان وزدنا معاشات الأساتذة والممرضات ورجال الشرطة وقد أعلنت عند انتخابها عن عزمها تقديم مساعدات مادية لأسر الأطفال ليتمكنوا من دفع الإيجارات ورعاية صغارهم بالإضافة إلى تمديد إجازة الأبوة والأمومة المدفوعة الأجر من 18 إلى 26 أسبوعا

وأضافت اننا سنعطي الأولوية لإعادة تمويل النظام الصحي ليشمل الجميع مواطنين ووافدين وضمان عيش جميع المواطنين في منازل دافئة خالية من الرطوبة واتخاذ إجراءات بشأن فقر الأطفال والتشرد وتعزيز الجهود للتصدي للتغيير المناخي والانتقال إلى اقتصاد منخفض الكربون ,جعل اقتصاد نيوزيلندا خاليا من الانبعاثات الحرارية بحلول عام 2050 وهذا يعني استثمارات ضخمة في وسائل النقل البديلة مثل طرق خاصة للمشاة والدراجات الهوائية وغيرها كما تعهدت بإصلاح نظام الرعاية الاجتماعية والالتزام بحماية 3 آلاف صنف من النباتات المهددة بالانقراض في نيوزيلندا وتحدثت عن أهمية تقبل الآخر والمساواة في المجتمع وهذا فيض من غيض

وقد تحدثت بكل عفوية ومصداقية وتواضع لم تستورد الطاقة ولم تبيعها لشعبها وتربح فيها أكثر من المنتج والمصدر حتى اصبح سعر النفط بالأردن أغلى من أوروبا وأمريكا ولم ترفع الكهرباء 4 مرات بألسنة ولم تتحدث عن الدعم الحكومي والمنة وتحميل الجميل ولم توزع لمبات توفير ولم تفكر في فرض ضرائب في كل عام تتناسل وتتكرر بشكل تصاعدي بل عملت على تعزيز الصحة والتعليم ومكافحة الجريمة وعصابات الإجرام وتوفير الأمن والسلم المجتمعي ولم تتحدث بإحباط عن الصعوبات او عنق الزجاجة او ( القرارات المؤلمة ) تصريحا للحكومة الجديدة عندنا ولم تطالب بشد الأحزمة على البطون او انتظار الأسواء او ضرورة احتمال سطوة الضرائب وغلاء المعيشة وارتفاع الأسعار وازدياد معدل البطالة واستمرار أحجية حظر التجول الجزئي والشامل ولم تنشأ هيئه مستقله لكل ابن متنفذ بالوطن ولم تفرض ضرائب وجمارك ع المستلزمات الطبية والأدوات لذوي الاحتياجات الخاصة والاهم انه لا يتم أبدا في بلاد السيدة اردرن سجن الصحفيين الذين ينطقون بالحق من خلال قوانين عرفية قسرية وظالمة

انظر الأروع حين أعلنت رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن في وقت سابق عن تخفيض راتبها بنسبة 20% للأشهر الستة المقبلة وسط استمرار أزمة جائحة كورونا وقالت في مؤتمر صحافي معقد مؤخرا إن تخفيض الراتب سيطبق أيضا على وزراء الحكومة وكبار الموظفين التنفيذيين في الخدمة العامة وقالت إذا كان هناك وقت لمرة واحدة لسد الفجوة بين الوظائف المختلفة فهو الآن كما أكدت بأن تخفيض الرواتب لن ينطبق على موظفي الخدمة العامة ممن هم في الخط الأمامي مثل الشرطة وموظفي القطاع الصحي

أطيب الدعوات بالتوفيق والنجاح واصدق التهنئة والتبريك إلى رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن بمناسبة فوز حزبها بالأغلبية الساحقة في الانتخابات الأخيرة مع تمنياتنا لها بموفور الصحة والعافية ولشعب بلادها الوفي دوام الأمن والاستقرار والتقدم والازدهار

نيوزيلندا دولة تتكون من جزيرتين في "قاع العالم" حسب أوصاف جغرافية يقطنها نحو 5 ملايين شخص (تعداد 2018) وتعد من البلدان المتقدمة في مجالات التعليم والحرية الاقتصادية وانعدام الفساد، كما تُصنّف مدنها باستمرار بين الأكثر ملائمة للعيش في العالم
جاسيندا ادريرن امرأة مذهلة فريدة ورائعة عدلت وأنجزت ففازت تصوروا لو أصبحت ارديرن رئيسة وزرائنا ما ذا سيصبح حالنا لو أنها امتلكت الولاية العامة الحقيقية والكاملة ؟

إضاءة :
الخليفة عمر ابن عبد العزيز حكم سنتين وخمسة أشهر في خلافة امتدت من أطراف الصين شرقا حتى جنوب فرنسا غربا عمل خلالها ما لم يعمله حاكم عربي او غربي او شرقي منذ وفاته وحتى اليوم وتلخصت كل انجازاته بأنه اتق الله في رعيته فوصل الناس في ظل حكمه الى درجة ان المال فاض في بيت المسلمين حيث يجدوا مبيرة صعوبة في توزيع الصدقات لقلة الفقراء والمحتاجين الامر الذي دعاهم الى شراء القمح ونثره على رؤس الجبال لتأكل الطيور منه صباح مساء



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات