جراسا -

وأخيراً حسمت القيادة العسكرية الاسرائيلية أمرها و قررت وضع حد لنقاشاتها الاستراتيجية السرية المستمره منذ سنوات بالجزم بأن النووي الايراني خط أحمر و بأن تل ابيب لن تسمح لطهران بالحصول على القنبلة النووية واعلنت جهاراً قبل اسبوع ان الخطة العسكرية لتدمير المفاعلات النووية الايرانية باتت جاهزة و على أهبة الاستعداد للانطلاق نحو ايران حال تبلغ القرار السياسي.

وقد وصل الامر بالقيادة الاسرائيلية الى درجة فتح قاعدة رامون الجوية امام وسائل الاعلام حيث ترابط مقاتلات إف 15 وإف 16 جاهزة للانطلاق و مزودة بقنابل اختراق لتحصينات و الانفاق من طراز جي – بي – يو 28 التي حصلت عليها مؤخراً من أمريكيا لضرب المفاعلات النووية الايرانية وذلك سواء بمشاركة الامريكيين ام بدونهم , وسواء بضوء اخضر امريكي ام بدونه ! !

وحسب مراقبون ان هذه ليست المرة الاولى التي تهدد بها اسرائيل بشن حرب ضد ايران حيث سبق لها ان روجت وسوقت لسيناريوهات عديدة في هذا المجال , لكن ما لفت انظار الخبراء هذه المرة ليس الحرص على منح جدية للتهديدات الاسرائيلية بقدر ما هو التوقيت و الحملة الاعلامية المرافقة والحرص على نقل المعركة من المستوى السياسي الى المستوى العسكري و التلويح الاسرائيلي هذه المرة و المتمثل بأن اسرائيل ليست مستعدة للتعايش مع قنبلة نووية ايرانية و قبول منطق توازن الرعب الذي يميل لصالح تل ابيب التي تملك ما لا يقل عن اربعمائة قنبلة حسب التقارير و اكثر من ذلك كشف الاسرائيليون ان خطهم الاحمر هو ايران دولة نووية و انهم لن يسمحوا لملالي طهران بامتلاك قنبلة نووية .

وحسب مصادر استخبارية عسكرية ان عرض العضلات غير المسبوق الذي مارسته اسرائيل فجأة قبل أيام لم يكن رسالة الى طهران وانما رسالة الى واشنطن و انها اعطت مهله مدتها 6 اشهر الى الرئيس الجديد اوباما وحسب خبير بريطاني ان الرسالة العسكرية الاسرائيلية حملت عدة وسائل الى الادارة الامريكية اهمها انها ترغب بالقضاء نهائياً على التهديدات الايرانية لاسرائيل و العمل على فرض ادارة جديدة امريكية مؤيدة للحرب ضد ايران .

فهل تكون التهديدات العسكرية الاسرائيلية الاخيرة بالون اختبار لوعد بوش بضرب ايران قبل مغادرة البيت الابيض ؟ ام انها اختبار في أطار حرب نفسية للضغط على اوباما لتعيين ادارة مستعدة للحوار مع ايران و جاهزة للحرب قبل منتصف 2009 ؟