شهداء هبّة القدس والأقصى .. 20 عاما من الغياب المفعم بالحضور


جراسا -

ذكر أهال من ذوي شهداء هبّة القدس والأقصى، أن الذكرى العشرين للهبّة تحلّ في ظل الظروف سياسية صعبة بسبب "المؤسسة (الإسرائيلية) العنصرية وبعض القصور الذاتي المتعلق فينا كقوى سياسية"، متسائلين عن دور القائمة المشتركة في كل ما يتعلّق بتبعات الهبة، ومعتبرين أنها رغم تمكّنها من توحيد الأحزاب العربية إلا أن وحدتها "لم تعكس فعلا حقيقيا".

وقال حلمي بشناق شقيق الشهيد رامز بشناق من كفر مندا، في حديثه مع "عرب 48": "من حيث الوجع والجرح كذوي شهداء، لا شيء يتغير بالنسبة لنا، فالشهداء حاضرون كل ساعة وعلى الدوام في حياتنا اليومية وفي ذاكرتنا، وهذا الغياب يبقى مفعما بالحضور بقوة وهي ذكرى خالدة".

وأضاف بشناق: "نحن كأهل وفي الظروف التي لم نمر بها من قبل (يقصد جائحة فيروس كورونا) لا تختلف هذه الذكرى عن سابقاتها كجرح مفتوح ونازف أما على المستوى العام، فنحن في ظل الظروف السياسية التي نمر بها من قِبل المؤسسة العنصرية وبعض القصور الذاتي المتعلق فينا كقوى سياسية".

وقال بشناق إن هبّة تشرين الأول/ أكتوبر 2000، تُعدّ "من أكثر القضايا التي حظيت بتضامن والتفاف شعبي"، مردفًا: "وأنا كناشط، واكبت المسيرة منذ اليوم الأول بأحداثها وبالتواصل الدائم مع مختلف القوى الفاعلة، ومؤسسات شعبنا كالأحزاب والجمعيات (...) والمؤتمرات، وشهدت تضامنا ربما غير مسبوق".

وتساءل بشناق عن دور القيادة في ما وصفه باستخلاص العبر، قائلا: "لماذا تم التراجع مؤخرا؟ لا أعرف إذا غابت عن القيادات، لكنني أقول إن خللا كبيرا يكمن في عدم استخلاص العبر من الحدث (الهبة وشهداؤها) وأقول إن الضحية لم تستخلص العبر والاستنتاجات في حين استخلص المجرم العبر، ووضع إستراتيجيات لمواصلة مواجهة الضحية".

وأضاف بشناق: "وهنا أتحدث عن القضية الوطنية العامة وليس عن القضية الشخصية (كذوي شهداء) بكل أهميتها. وبسبب عدم استخلاصنا لعِبر أكتوبر جاءت النتائج عكسية، ولذلك ما نزال نعيش آثار ومخلفات الحدث سياسيا واجتماعيا واقتصاديا".

وتابع: "وبدلا من أن يعود العرب إلى قضيتهم الأساسية ويخوضوا نضالا موحدا، نجد أن اليوم وبعد عشرين سنة أن أعدادا كبيرة جدا من الشباب العرب هم أقرب إلى الأسرلة".

وقال بشناق: "هذا ليس تقصيرَ قيادتنا فقط، بل أيضا لحنكة المؤسسة في استثمار الحدث من حصار اقتصادي بطرق مبطنة وخبيثة إلى جانب الملاحقات السياسية للقيادات والنشطاء وسياسة الترهيب والعقاب وتجريم العمل السياسي إلى جانب فتح مجال للعنف الداخلي والجريمة المتفشية في المجتمع العربي، ومواصلة التحريض العنصري من قمة الهرم حتّى أسفله".

وأضاف: "هكذا تم اختراق مجتمعنا في مختلف المجالات السياسية الاجتماعية والاقتصادية ووُضعنا في خانة العدو الأول، وهذه أسباب كان من شأنها أن تؤدي للفتور الجماهيري مؤخرا والعزوف عن المشاركة في الفعاليات الوطنية".

وأردف: "كنا نأمل أن يكون تشكيل القائمة المشتركة رافعة لكن لا أفضّل الخوض بهذه المسألة الآن مع كل التحفظات".

رمزيّة الذكرى العشرين

بدوره، قال وليد شقيق الشهيد عماد غنايم من سخنين في حديث لـ"عرب 48": "رقم عشرين يحمل لنا دلالات ومعانٍ كثيرة لأن الشهداء بغالبيتهم كانوا في العشرينات من العمر وهذا يعني أننا كعائلة ننظر إلى عشرين عامًا من الحسرة والألم وهذا النوع من الجروح لا يلتئم بسبب استشهاد أخي الشهيد عماد غنايم".

وأضاف متحدثًا عن شقيقه الشهيد: "كانت لديه أحلام وطموحات مثل أبنائي الذين تخرجوا من الجامعات، وكان يريد أن يلتحق بجامعةٍ وأن يبني مستقبله مثل كل أقرانه".

وتابع: "نعم 20 سنة من الألم والمجرمون طلقاء ودون محاسبة (...) ودون محاكمة القتلة"، مشيرا إلى أنه "في السنوات الأخيرة بدا التراجع كبيرا لعدد من الأسباب من تراجع الأحزاب والقائمة المشتركة التي وحدت الأحزاب بالكنيست ولم تعكس هذه الوحدة فعلا حقيقيا في البلدات العربية وفي الميدان بالإضافة إلى غياب التوعية والعمل المنهجي لخلق جيل مهتم إلى جانب سياسة المؤسسة الرسمية التي عملت على مختلف الجبهات لقتل روح الانتماء وتفكيك المجتمع العربي وخاصة ملف العنف والجريمة المبرمجة والممنهجة".

وشهداء هبة أكتوبر هم: رامي غرّة (جت المثلث)، أحمد صيام جبارين (معاوية)، محمد جبارين ومصلح أبو جراد (أم الفحم)، وسام يزبك، وإياد لوابنة، وعمر عكاوي (الناصرة)، محمد خمايسي (كفركنا)، رامز بشناق (كفر مندا)، عماد غنايم ووليد أبو صالح (سخنين)، علاء نصار وأسيل عاصلة (عرابة).



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات