هل نحرق أنفسنا من أجل جامعات البزنس .. !!؟؟



يا نار كوني برداٌ وسلاماً على طالب الهندسة احمد الشخانبة ، يا نار كوني برداُ وسلاماُ على الطلبة الفقراء الرابضين على جمر رسوم الجامعات الخاصة الفلكية ، نعم يا سادة أبنائنا ضحايا جامعات البزنس وضحايا للحكومات الفاشلة التي حولت العلم والصحة الى استثمار جائر ومتجبر ..!!
لا أعلم ولكن هل يجب أن يحرق أبنائنا أنفسهم حتى يعيشوا في هذا الوطن ؟ وهل ينتحروا ويحرقوا أنفسهم حتى يسمن المتكرشة بطونهم ؟ ... لا للظلم ولا للقهر ولا للتهميش ، قصة الطالب الشخانبة أدمت قلوبنا قبل عقولنا ، وربما الشخانبه حرك مياه جامعات البزنس الراكدة منذ زمن .
قبل اسابيع إشتكى الى صحيفتنا عشرات الطلبة من تعنت جامعة خاصة عندما فرضت غرامات على الطلبة المتأخرين عن التسجيل حتى تاريخ 30/8/2020 بمقدار 30 دينار رسم تاخير رغم وجود قرارات الدفاع ورغم تصريحات وزير التعليم العالي بان الدوام في الجامعات الخاصة سيكون في 18/10/ 2020
نقلت مظلمة وشكاوي الطلبة الى الناطق الاعلامي لوزير التعليم العالي الذي نفظ يديه من الموضوع وقال لي اتصلوا برئيس الجامعه وكأن هذه الجامعة الخاصة لا تتبع للدولة الاردنية بل تتبع الى جيبوتي .
مازالت حادثة احراق الطالب في جامعة الاسراء الخاصة أحمد الشخانبة نفسه يوم الاثنين الماضي، تستحوذ على اهتمام الأردنيين ومنشوراتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فيما اجتاح وسم اقالة رئيس جامعةالاسراء منصات مواقع التواصل الاجتماعي .
وشهدت منصات مواقع التواصل سرد العديد من طلبة الجامعات الخاصة وجامعة الإسراء حوادث ومشكلات شخصية واجهتهم أو واجهت أصدقاءهم، مستهجنين في ذات السياق استمرار النظر إلى الطالب على أنه "صرّاف آلي" ومنجم نقود
لا يجوز بأي حال من الأحوال، ومهما كانت الظروف، أن تمر حادثة إحراق الطالب أحمد الشخانبة نفسه، مرور الكرام ودون محاسبة ومساءلة، فهذه الحادثة المؤسفة يجب أن تدق ناقوس الخطر، للوقوف على ما يحدث من ممارسات في بعض الجامعات الخاصة، بذريعة أنها بالاصل شركات خاصة وغايتها الربح فقط، وأن من حكم بماله ما ظلم .
أن ما جرى هو عارٌ على منظومة التعليم العالي، ويستوجب من الجهات المعنية اعادة النظر بالنهج العام الذي تتبعه العديد من الجامعات، ابتداء باعادة النظر بالرسوم الفلكية لرسوم التسجيل ورسوم الساعات ووقف ملاحقة الطلبة على منشورات الفيسبوك وليس انتهاء بتعديل الرسوم الجامعية .
يا سامعين الصوت الجامعات الخاصة ارباحها السنوية خيالية فإحدى الجامعات حسب التقرير المالي والاداري للعام الماضي ارباحها كانت 2 مليون دينار .
أن التعليم يا سادة حقّ للجميع، والأصل أن يكون مجانيا، ورغم ذلك فإن الابناء والاباء في بلدنا يدفعون دماءهم ثمنا للكرتونة الجامعية التي اصبحت في الاونة الاخيرة لا تسمن ولا تغني من جوع حيث تعلق على جداريات المنازل للفرجة والذكرى .
نعم اصبح لدينا جامعات تجارية بحتة لا ترحم وتتجبر، معظم الجامعات الخاصة نفس المبدأ، ولا يمكن باي حال من الاحوال تسجيل الطالب للفصل الدراسي وعليه ذمم للجامعه ولو كانت دينارا واحدا .
وكما قال احد المعلقين من اقارب الطالب الشخانبه "بعد اليوم، لا ينبغي لأردني أن يتغنى بالتسامح، فقد أسقط رأس المال القيم والرحمة وهو يتعالى على طالب يلملم أوراق تخرّجه من الجامعة، إنها لكبيرة لا تُغتفر وإنها لتضع أخلاقنا وإنسانيتنا في رمال الجشع .
وكما قالت حملة ذبحتونا في بيانها أن ما حدث نتيجة طبيعية للسياسات الحكومية تجاه الجامعات الخاصة، حيث تحولت هذه الجامعات إلى شركات ربحية تتعاطى مع الطالب من قاعدة مالية صرفة .
وأشارت "ذبحتونا" إلى أن قيام طالب في إحدى الجامعات الخاصة على حرق نفسه أمر متوقع في ظل الضوء الأخضر للجامعات الخاصة للاستفراد بالطلبة وعدم تدخل وزارة التعليم العالي وتخليها عن دورها بالكامل، مما جعل الطلاب فريسة للجامعات الخاصة يشعرون بالظلم والقهر .
ونوّهت "ذبحتونا إلى أن أحد أهم الأسباب فيما حصل هو قانون الجامعات الذي تم تعديله بما يخدم رأس المال على حساب العملية التعليمية وقد سبق ووضعت ذبحتونا عشرات الملاحظات ومنها أن القانون السابق كان يمنع أصحاب الجامعات من وجود مكتب لهم داخل الجامعة، وهذا تم إلغاؤه، مما سمح لأصحاب الجامعات بفتح مكاتب لهم داخل الحرم الجامعي، وأصبح هو الأمر الناهي في الشؤون المادية بل والتدخل في الشؤون الأكاديمية ووصل الأمر ببعضهم في التدخل بالنجاح والرسوب وأصبح رئيس الجامعة مجرد ديكور نتيجة هذه السياسات
كما لفتت "ذبحتونا" إلى أن بعض الجامعات الخاصة قامت في الآونة الأخيرة بكسر قرارات الدفاع فيما يخص السماح للطلاب بالدخول للامتحانات في الفصل الصيفي، الأمر الذي أوصلنا للمزيد من التعنت من قبلها وساهم بحصول هذه المأساة .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات