كلمة لا بد أن تقال عن التعليم الخاص في الاردن



قبل ايام ، اضطر طالب الهندسة في احدى جامعات عمان ، أحمد الشخانبة لاحراق نفسه ، لسوء معاملته من المعنيين في جامعته . فاجعة مؤلمة مستفزة ، من فواجع اللامبالاة غير المبررة ، والتي تشي والكثير من امثالها ، بالكثير من المسكوت عنه في قطاع الاتجار في التعليم ( مدرسيا وجامعيا ) .
في مكان ما وراء الصواب والخطأ ، بهذه الفاجعة غير المسبوقة ، لا بد من جرس يُقرَع : إنْ ضاعت المبادئ الأساسية والأخلاق العامة في ما نخدم به الوطن والمواطن ، علينا أن نخجل من وصف ما نعمل على أنه إنجازا . فالغايات النبيلة لا تتحقق بوسائل قذرة .
من يكتفي بلوم الطالب على ما فعل ، يضع نفسه على حواف أحراش المشكلة ، فالمتسببون المباشرون وغير المباشرين ، في هذه الفجيعة كثر ، منهم من هو في جامعته ، ومنهم من هو خارجها . التبصر الموضوعي فيما حصل ، يوصلنا الى :
- تغول وجشع الاتجار بمنظومات الحاجات الاساسية العليا للمواطن ، في مقدمتها العلم والصحة .
- ويوصلنا الى رئيس الجامعة ، عميد الطلبة ، النظام المالي للجامعة وآليات التحصيل فيها ، وإلى مسؤولياتهم المفترضة ، التي لا بد أن ترتقي الى العمل أولا ، على سلامة طلابهم وإيصالهم إلى بر الأمان تربويا وعلميا وتنظيم احتياجاتهم ، قبل السهر على تأمين ربح وفق قوانين التجارة وضوابط معدلات العائد على راس المال فقط .
لا يجوز ترك الفجيعة المؤلمة للصمت اللامبالي ، فحكاية احمد الشخانبه مع الفقر والتحدي العصامي ، يواجهها كثيرون من أمثاله بصمت وألم وقهر .
تقتضي العدالة الاجتماعية ، استعادة التعليم بشقيه المدرسي والجامعي حتى الشهادة الجامعية الاولى ، الى حضن الدولة حصريا . وترك التعليم المدرسي شديد التخصص والدراسات الجامعية العليا فقط ، للقطاع الخاص . فالتعليم حاجة اساسية من مسؤوليات الدولة وحدها ، لا يجوز للتجارة لأي سبب ، التسلل الى اي من مفاصلها .
ونحن نؤكد أن من أبجديات الرياسة ، الكياسة الانسانية والفطنة المسؤولة، نلعن المحسوبيات ، ونتمنى لابننا المقهور الشفاء العاجل .




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات