حرب الطرود المفتعلة


منذ اسبوع مضى توالت في الاجواء الاقليمية والدولية حرب الطرود الارهابية المستهدفة للشخصيات القيادية الاوروبية، المستشارة أنجيلا ميركل، الرئيس ساركوزي، وبرلسكوني..حتى بلغ عدد الطرود الحاملة للمواد المتفجرة ثلاثة عشر طردا. ومازالت الحرب الجديدة للارهاب المنظم تتفاقم، ويتم اكتشاف طرود جديدة في الايام المقبلة.

بغض النظر عن الجهة التي تقف وراءها، فانها جهة ارهابية تستهدف زعزعة الاستقرار في العالم. ولا يمكن لعاقل أياً كانت جنسيته أو خلفيته الفكرية أو اتجاهه السياسي الصمت على الحملة الارهابية الجديدة المنفلتة من عقالها، او غض النظر عنها وتجاهلها، لاسيما وأنها تمس أمن واستقرار دول وشعوب والحريات فيها.

لكن المدقق في حرب الطرود الارهابية الجديدة، لا يسعه التعاطي الساذج والقراءة السطحية لابعاد وتداعيات وخلفيات الحملة الجديدة، التي انفجرت وكأنها بركان أخذت شظايا نيرانه تقذف حممها. الحملة الارهابية الجديدة وأياً كان اسم الجهة التي تقف وراءها، أو التي يروج اسمها الاعلام الدولي والمؤسسات الامنية الرسمية، فانها حرب من نوع آخر، تتجاوز حدود المنظمات الارهابية المعروفة لتطال دولاً بعينها لها مصلحة في اشاعة أجواء الارهاب لتحقيق أكثر من غرض. ولعل عودة للتاريخ عشية وبعد اقامة دولة الابرتهايد الاسرائيلية في نهاية الاربعينيات وفي مطلع الخمسينيات يمكن المراقب الموضوعي من المقاربة بين العمليات الارهابية التي نفذتها المنظمات الصهيونية وأجهزة أمن دولة الارهاب المنظم العبرية وحرب الطرود الحالية. حيث استهدفت آنذاك الحركة الصهيونية فرض الهجرة على اليهود من دول العالم عموما والدول العربية خصوصا. والشيء بالشيء يذكر، فان الادعاءات الاميركية بوجود أسلحة دمار شامل في العراق، وتضليل الرأي العام الاميركي والاوروبي والعالمي، كانت تستهدف التمهيد لشن الحرب على الشعب العربي العراقي، ونفس الشيء ما يجري الان في السودان ودول الشرق الاوسط عموما.
حرب الطرود الارهابية ليست وليدة الصدفة، ولا هي معزولة عن بعضها البعض، بل انها جزء من مخطط مدروس وهادف لتحقيق أكثر من هدف، منها:
اولا، تسعير الحملة على الشعوب والدول العربية والاسلامية من خلال الاعلان عن مصدر الطرد الاول، اليمن، وتوجيه الاتهام للمنظمات الارهابية، التي تتلفع بالثوب الاسلامي، مع أن القاصي والداني يعلم من وقف ويقف وراء هذه المنظمات المفتعلة والمأجورة.
ثانيا، تعميق عمليات التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية والاسلامية، للاسهام في تفتيتها وتقسيمها الى دويلات طائفية ومذهبية واثنية وعرقية.
ثالثا، خلق هوة بين الشعوب الاوروبية والمهاجرين من الدول العربية والاسلامية بتعميق عملية التحريض ضدهم بافتعال حرب الطرود القائمة.
رابعا، الضغط على القيادات الاوروبية واخضاعها لمنطق خنق الحريات، وتشديد الاجراءات البوليسية ضد الابرياء من المواطنين بحجة مواجهة الارهاب.
خامسا، والاهم اخضاع القيادات الاوروبية للاجندة الاميركية - الصهيونية الهادفة لاشعال الحروب في المنطقة وعلى أكثر من مستوى وصعيد وجبهة، بهدف اشراكها في الحروب لاحقا او على أقل تقدير عدم اعتراضها عليها بحجة مواجهة الارهاب.
سادسا، زيادة موازنات وزارات الحرب والمؤسسات الامنية، لانعاش وترويج تجارة الاسلحة لزيادة أرباح كارتلات واحتكارات الاسلحة.
سابعا، وهدف اساسي للحرب الارهابية الجديدة رفع العزلة الدولية عن دولة الابرتهايد العنصرية الاسرائيلية، والتغطية على جرائمها وانتهاكاتها ضد أبناء الشعب العربي الفلسطيني. وفي الوقت نفسه، تمرير مخططها العدواني على الاراضي الفلسطينية.
حرب الطرود الجديدة مقدمة وتمهيد لتغييرات نوعية في المنطقة العربية خصوصا والشرق الاوسط عموما، فضلا عن التحولات التي ستشهدها اوروبا باتجاه تشديد الاجراءات والممارسات البوليسية ضد الاقليات العربية والاسلامية. الامر الذي يفرض على القوى الديمقراطية والمحبة للسلام التصدي للابعاد الخطيرة التي تستهدفها حرب الطرود. وقطع الطريق على حكومة نتنياهو وجماعات اليمين الجمهوري المتصهين ومن يدور في فلكهم، لحماية السلم في المنطقة والعالم برمته
pressziad@yahoo.com
.



تعليقات القراء

مسلم العابد

جراسا اجمل عباره واصدق عبارة نعم

اخضاع القيادات الاوروبية للاجندة الاميركية - الصهيونية الهادفة لاشعال الحروب في المنطقة وعلى أكثر من مستوى وصعيد وجبهة، بهدف اشراكها في الحروب لاحقا او على أقل تقدير عدم اعتراضها عليها بحجة مواجهة الارهاب.
والعمل على زيادة موازنات وزارات الحرب والمؤسسات الامنية، لانعاش وترويج تجارة الاسلحة لزيادة أرباح كارتلات واحتكارات الاسلحة.
من هون بدها تفجر وتفرقع وتخسف وتتامر وتعمل بس الله اكبر
07-11-2010 03:23 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات