قادة إسرائيل من الإفلاس الأيديولوجي إلى الهمبكة السياسية


على الرغم من الإفلاس التام للأيديولوجية الصهيونية واندثار أوهام غلاة الصهاينة بتحقيق حلم إسرائيل من الفرات إلى النيل أو مقولة إسرائيل الكبرى من البحر إلى النهر، فإنه لا يزال هناك بعض من قادة إسرائيل يعيشون في الخيال أو أنهم يعتقدون أنهم يمكن أن يحققوا من خلال الهمبكه السياسية والابتزاز ما لم يتمكنوا من تحقيقه من خلال الأيديولوجيا المتهالكة.
إن اندثار أوهام وأحلام غلاة الصهيونية لم يأت من تلقاء نفسه أو لأن غلاة الصهيونية العالمية قد أدركوا خطاً توجهاتهم أو أنهم أصبحوا أكثر تعقلاً ، وإنما تم ذلك نتيجة لقوى المقاومة والممانعة التي انبثقت من رحم هذه الأمة والتي قدمت مئات الآلاف من الشهداء لاحتواء هذا المخطط خلال قرن من الصراع ، لابطال هذه الكذبة التي كانت تروجها الصهيونية العالمية والتي كانت تتلخص بأرض بدون شعب لشعب بدون أرض ، ليكتشف العالم أن هذا الشعب الذي لم يكن موجوداً في عرف الصهيونية هو شعب أسطوري استطاع أن يصمد أمام أكبر هجمة استعمارية مدعومة بإمكانات الغرب كله ، وأن يفرض وجوده على أرض فلسطين وحولها حتى وصل تعداده حالياً لأكثر من احد عشر مليونا .
إن قيام الدولة الفلسطينية على ارض فلسطين التاريخية كنقيض للمشروع الصهيوني عليها هو مطلب فلسطيني وعربي ودولي، وإن عودة فلسطين الدولة على الخارطة السياسية والجغرافيه ليست إلا مسألة وقت وكلما اقترب هذا الاستحقاق ازدادت الطروحات الإسرائيلية المشبوهة للتملص من هذا الاستحقاق الذي لا مفر منه ، وفي محاولة يائسة للالتفاف على القضية الفلسطينية فإننا بدأنا نسمع طروحات مثل الاعتراف بيهودية دولة اسرائيل بعد ان اعترفت منظمة التحرير الفلسطينيه عام 1994 بحق اسرائيل في الوجود او بالطروحات المكشوفة والمعروفة للشعبين الأردني والفلسطيني ومنها موضوع الخيار الأردني والذي يعني تصفية القضية الفلسطينية وإلحاق كافة استحقاقاتها وتداعياتها للأردن وإعفاء إسرائيل التي تحتل الوطن الفلسطيني من هذه الاستحقاقات، في محاولة منها لابتزاز القيادة الفلسطينية وأحداث شرخ ما بين الأردن وفلسطين، أو الطرح الآخر وهو الوطن البديل، والذي يعني حل القضية الفلسطينية على حساب الأردن في محاولة منها للضغط سياسياً على الأردن ومحاولة خلق فتنه ما بين الشعب الاردني والفلسطيني .

وقد خفي عليها أن هذه الطروحات القديمة الجديدة معروفة جيداً للأردنيين الذي سيدافعون عن بلدهم بكل قوة ولن يكون مصفاة للقضية الفلسطينية، كما أن عمليات التحرش السياسي بالأردن لن تمنع الأردنيين من الوقوف بكل عزم واصرار مع إخوانهم الفلسطينيين وحتى يصلوا إلى حقهم كاملاً في إقامة دولتهم الحرة المستقلة على تراب وطنهم فلسطين.وهذا العمل الدؤوب الذي يقوم به جلالة الملك وعلى كافة الصعد الدوليه بكل كفاءه واقتدار .
إن فشل الأيديولوجيا الصهيونية لا يمكن معالجته أو تعويضه من خلال الهمبكة السياسية والابتزاز على الرغم من براعة قادة إسرائيل في الانتهازية السياسية والابتزاز، فعندما تخفق إسرائيل في فرض شروطها على القيادة الفلسطينية ، تبدأ بطرح موضوع القيادة الفلسطينيه البديلة التي يمكن أن تقبل بشروطها كمحاولة مكشوفة لابتزاز القيادة عباس وقبله عرفات ، وعندما ترى ذلك التلاحم العجيب ما بين الأردنيين والفلسطينين تبدأ باللعب على الخيار الأردني تارة وعلى الوطن البديل تارة أخرى، وكما يبدو أن نزعة الابتزاز السياسي قد طالت العراب الأول لإسرائيل وهو أمريكا، فعندما يجتمع مسؤول اسرائيلي مع الرئيس الأمريكي او نائبه او وزيرة الخارجيه في غرفة مغلقة ويبوح كل منهما بمكنوناته السرية للآخر يخرج المسؤول الاسرائيلي أمام محطات التلفزة الأمريكية والعالمية ويكشف ما دار في الدوائر المغلقة في محاولة منه لابتزاز القيادة الأمريكية، فإذا لم تعلق القيادة الأمريكية على أقواله ، فهذا يعني التزاماً علنياً بما تم بحثه سرياً، وإذا نفت ذلك فإنها تضع نفسها في موضع الكذب والإزدواجية .

suleiman.nusairat@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات