بطل المقر


من خلال رصدي للعملية الانتخابيه ككل في محافظتي المفرق ، وجدت قاسم مشترك بين معظم المقرات الانتخابي ، ومشهد ان لم يكن مكرر بها كلها سيكون مكرر بالغالبية منها ، فبجوار سكون منتصف الليل ، يجلس المرشح وعجوز ثمانيني يرتدي عبائه ومجموعة شباب عيونهم ترقب بفرح مرشحهم .

ليبدأ حوارهم بسلسلة اقتراحات عن سير العملية الانتخابيه ككل ، بدءا من يافطات الدعم والمؤازره المعلقة في جميع ارجاء المقر الانتخابي ، التي حضرت وغاب اصحابها مدعي الدعم ، وصولاً للتحليل اليومي للوضع الانتخابي و شحن همم الشباب بالعزم ، استعداداً ليوم الاقتراع .

وفي ليلة ساقتني اقدامي نحو المقر الانتخابي ، حتى اجد نفسي اجلس لاكمل دائرة لمجموعة اشخاص تباينت اعمارهم ، يتبادلون فيما بينهم حديث الانتخاب ، واكثر ما جذبني حديث شاب يتحدث دون كلل او ملل ، مطلع على كل شيئ ، فنان وخبير بالوضع الانتخابي وملم باعداد الناخبين الاحياء منهم والاموات ، و بأسماء كل مرشحي ومرشحات الدائرة ، واسماء اشقائهم وارقام هواتفهم حتى انواع سياراتهم ....ومطلع حتى على اللجان والتجمعات الشبابية الوهمية التي تعمل بالخفاء لمصلحة ترجيح كفة على اخرى ومن توسط لديهم من المترشحين لينال الرضى دون غيره ....

وكلما حاول احد الحضور التحدث ليثري النقاش ، قاطعه ذات الشاب بصوت مرتفع ليثبت للجميع مرة اخرى بانه بطل حلقة اليوم ، من سلسلة الاجتماعات الانتخابية ليستشهد بتحليلاته في الانتخابات السابقة ، وكيف زكى نجاح من , وخروج من , مستشهداً بصديق له الذي اومى براسه دلاله على صحة القول .

تجده ظلاً للمرشح يتحرك بسرعه ويقف يرقب الجميع ، يخرج من المقر مسرعاً حاملاً هاتفه الخلوي ليشعرنا باهمية المتصل معه ، وما ان يفتقده الحضور للحظة لنتنفس الصعداء حتى يعود ليكسر هدوء حوارنا......تحدثنا عن الشعارات فتحدث ......تحدثنا عن الوطن ......تحدثنا عن الحب والشعر ......عن المطر .... عن ضيق الوقت ......عن الحروب ............... سكتنا جميعاً واصل الحديث ....فتحدث عن النتائج ومن سيفوز بارقام صحيحة دقيقة ....حتى انه مطلع على رقم قطعة الارض المقام عليها مجلس الامة.....وتحدث عن تدخل الحكومة والتزوير وحكومة الظل ودورها .....بلغة الواثق .......يا الله كم هو جرئ ومسنود ومطلع .......وضليع ............حتى غفوت ...واستذكرت حديث جدتي (حلو لسان قليل احسان) .

قد تجد ذات الشخص في جميع زوايا المقر في الوقت نفسه ، فقد تسأل سؤال وسرعان ما يجيب ، وما ان قدمت استفسار فما اسرع الرد ، وما قد يقوله الجميع هو خطأ في نظره ، فهو فقط المحترف في هذه المواقف وصاحب التجربة العميقة التي تؤهله ليكون الرجل الثاني بعد النائب ، وما تبقى من المؤازرين هم عبارة عن عداد اصوات فقط. حتى استذكرت قول الشاعر

لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم و لا ســـراة اذا جهـالـهـم ســــادوا
تهدي الامور بأهل الرأي ما صلحـت وان تـوالــت فـبــا لا شـــرار تـنـقـاد
اذا تـولـى ســراة الـنــاس امـرهــم نمـا علـى ذاك امـر القـوم فــازدادوا
فيـنـا معـاشـر لــم يبـنـوا لقـومـهـم وان بنـى قومهـم مـا فسـدوا عـادوا


ان الوقت وقته فالكل يسترضيه ، حتى المرشح المسكين يسترضيه ، واخاف ان يأتي يوم تكون حكومتنا تسترضيه ...ومجلس النواب يسترضيه .....ويطوف بي الخوف بان يأتي يوم ويكون اعضاء مجلس النواب كلهم من ابطال المقرات السابقين .

maenalfarhan@yahoo.com



تعليقات القراء

بلقاوي
هههههههههه والله كلامك مزبوط في عندنا واحد بالسلط متل ما حكيت بس المشكله بعد كل هالتنظير يروح يصوت لمرشح غير المرشح الي كان ينظر عنده هههههههههه
05-11-2010 05:25 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات