عودة كورونا ليس تقصيراً من الدولة



في الوقت الذي تقف فيه الدولة أمام تحديات كبيرة وعظيمة هذه الايام, من مثل الاستعداد لبدء عام دراسي جديد ببعده المادي والمعنوي, وإجراء انتخابات نيابية في أجواء هادئة وطبيعية, والتخفيف من الآثار الاقتصادية من جرّاء الموجة الأولى من انتشار فيروس كورونا, فانه من الواجب علينا قول الحق والحقيقة في هذا الوقت بالذات, وان نكون منصفين ونقول بكل أمانة وصدق أن عودة كورونا ليس تقصيراً من الدولة على الأطلاق, وإنما هي طبيعة (العودة) في عالم الفيروسات, كما فهمنا من اصحاب الاختصاص.
طبيعة (العودة) في عالم الفيروسات طبيعة غريبة عجيبة, فهي استراتيجية فطرية في اغتنام الفرصة عن طريق اعطاء الامان ثم العودة, فبعد ان يطمئن فيها الإنسان الى انه قد تخلص تماما من الفيروس من خلال خلع الكمامات والكفوف والاختلاط والمصافحة والتجمعات وعقد اللقاءات وترك تعقيم الايدي ..ليعود الفيروس الى ما كان عليه في السابق وربما اعنف وأشد قساوة, وتتمثل هذه العودة بإصابة شخص اصيب وتعافا في المرة الاولى, او اصابة شخص لم يصاب في المرة الاولى, وفي كلتا الحالتين تسجل هذه الإصابات على انها إصابات جديدة.
وعلى مبدأ اللغط الذي يقود إلى السقط, نقول على المواطن ان يُدرك تماما ان الدولة تتفهم الحدود الحرجة والتي يمكن معها اللجوء الى التعلم الالكتروني, وتتفهم أيضا الحدود الحرجة والتي يمكن معها اللجوء الى الغاء الانتخابات النيابية, وأكثر من ذلك الدولة تتفهم كيف تُخفف من الآثار الاقتصادية من جراء الموجة الثانية من انتشار فيروس كورونا ان جاءت لا قدر الله, وان كثرة اللغط السلبي حول التعليم وحول الانتخابات النيابية وحول الحركة الاقتصادية قد يعيق السياسات العامة للدولة, ويسيء الى المزاج العام للمجتمع, ويعكِّر صفو الثقة بين المواطن والحكومة, وهذا لا يقبله إلا كل شخص مُغرض فتّان بات لغطهُ سقطاً.
المُغرض الفتّان الذي بات لغطهُ سقطاً يُقصّص سقط الكلام من هنا وهناك ويبحث عن ثغرات الدولة وهفواتها وينشر سمومه عبر مواقع التواصل الاجتماعي وكأنه بينه وبين الدولة ثأر قديم, او معركة حامية الوطيس لم تنتهي بعد متناسين ان الدولة احتضنت خيبات آمالهم وأطعمتهم من جوع وآمنتهم من خوف, كيف لا ونكران هؤلاء خير الدولة عليهم بمكانة الكفر, ونكران هؤلاء امن الدولة عليهم بمكانة الكفر, ونخرهم لأركان الدولة ومنجزاتها المادية والمعنوية بمكانة الكفر, وثرثرة هؤلاء حول الدولة بمكانة الكفر, فأركان الاسلام واركان الايمان تهذبان الزمان والمكان الذي يقيم فيه الانسان, وان سب المكان وسب الزمان ليس من طبع المسلم ولا من طبع المؤمن, ..طبع المسلم وطبع المؤمن الشكر والامتنان والعرفان.
التناقض الغريب ان هؤلاء ينادوا بمقاطعة الدولة ومحاربتها ورواتبهم (مأكلهم ومشربهم ومسكنهم) من الدولة, فهم تماما كالذي طلب مقاطعة السلع الامريكية وابنه يعمل هناك ويرسل له دولارات أمريكية يأكل ويشرب ويسكن منها, او كالذي ذهب الى السعودية حافيا عاريا جائعا وجمع الاموال الطائلة وحين عاد الى الاردن اخذ يرميهم بسقط القول, والمشكلة ان هؤلاء ليس لهم علاج عند المصحات النفسية, فقد تجاوزوا حد الامراض العقلية, لكن الله سبحانه وتعالى توعدهم بأشد العذاب, كونهم غير شاكرين وغير ممتنين وغير معترفين بالنعم عليهم.
البئر الذي تشرب منه لا ترمي فيه حجرًا, فالذي يرمي الحجر في البئر ثم ينتظر ليسمع صوت ارتطامه بالماء هو تماما كالذي يشتم الدولة وينتظر ردها, عليه ان يدرك أن البئر أعمق..
وبعد, احترام الدولة واجب, ومناقشة الحكومة لا يفسد للود قضية, اليس كذلك يا اصحاب الشكر والامتنان والعرفان؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات