البيانات - قمامة جديدة


جراسا -

تحت العنوان أعلاه، كتب سيرغي كاريلوف، في "إكسبرت أونلاين"، حول ما ينبغي فعله لاحتلال صدارة العالم، في عصر الذكاء الصناعي.

وجاء في المقال: لا يعني كبر حجم البيانات تفوقا استراتيجيا. وقد راهنت الصين والولايات المتحدة على الذكاء الاصطناعي. يدرك السياسيون والعسكريون في كلا البلدين عدم إمكانية بلوغ مكانة القوة العظمى في القرن الحادي والعشرين دون الريادة في مجال الذكاء الاصطناعي.

من المتداول عموما أن الصين تتفوق هنا. فأولاً، يقوم عدد هائل من السكان بتوليد محيطات من البيانات من خلال هواتفهم الذكية؛ وثانيًا، لديها مركز قيادة موحد بيد الحزب الشيوعي الصيني، الذي يقمع بشكل استبدادي الآهات الليبرالية حول الافتقار إلى سرية البيانات، ويوجه البزنس بيد حازمة نحو المصالح الوطنية. كلا هاتين المزيتين، مهمة للصين. وهكذا، صدّق العالم، بسهولة، العبارة الجميلة التي نطقها النجم التقني الأمريكي الصيني، كاي-فو لي: "في عصر الذكاء الاصطناعي، حيث البيانات نفط جديد، الصين هي سعودية جديدة".

لكن الواقع أكثر تعقيدا بكثير من الصيغ البسيطة. كما جاء في تقرير جديد صادر عن مركز أمن التقنيات التخريبية (CSET) في جامعة جورج تاون، بعنوان "Messier than Oil: Assessing Data Advantage in Military AI". وهذا التقرير الواقعي، ينتهي إلى:

1. حجم البيانات الخام، لا يعني شيئا على الإطلاق؛

2. البيانات المنظَّمة والمُحوَّلة والمُصنَّفة والمُكيفة للتدريب باستخدام خوارزميات محددة للتعلُّم الآلي هي فقط ذات القيمة؛

3. البيانات التجارية (من الفقرة 2)، على الرغم من كونها مفيدة، لكنها ليست ذات صلة تذكر بالذكاء الاصطناعي للعمليات العسكرية؛

4. توليد البيانات التركيبية، عندما يجري بذكاء، يكون أكثر قيمة بألف مرة من جبال البيانات التي ينتجها 1.4 مليار صيني ممن يجرون مكالمات هاتفية ويدفعون عبر الإنترنت.

الاستنتاج الرئيس للتقرير، هو أن مستقبل الذكاء الاصطناعي (بما في ذلك العسكري) ليس في البيانات الضخمة.

وقد آن للسياسيين والعسكريين (ورجال الأعمال) أن يدركوا أن "القوة العظمى بمعيار الذكاء الاصطناعي" لن تكون دولة لديها جبال من قمامة البيانات، إنما بلد يعرف كيف يحولها إلى طعام وشراب وطاقة وتفوّق عسكري استراتيجي.

لم تنجح الصين والولايات المتحدة في هذا الأمر حتى الآن. وكما هو الحال في أي لعبة، لم يخسر أحد، وحتى الآن لم يفز أحد.

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات