جراسا -

لا تزال أزمة فيروس كورونا تلقي بظلالها على الكثيرين، ومؤخرًا سرق الفيروس فرصة النجاة الأخيرة لأصغر مصاب بالشلل الرعاش في العالم.

لفظ الطفل الأسترالي جليل ذو الـ 4 أعوام والشهير بـ“أصغر مصاب بمرض باركنسون أو الشلل الرعاش في العالم“، أنفاسه الأخيرة مؤخرًا بعد تأجيل جراحة كادت تنقذ حياته، وذلك بسبب جائحة كورونا.

وتوفي جليل أثناء وجوده في المستشفى عقب توقف قلبه بسبب مضاعفات لحالته.

وعانى جليل من حالة شلل رعاش تُعرف باسم ”نقص الأحماض الأمينية ديكاربوكسيلاز“، وهو مرض نادر يصيب واحدًا من بين كل 56 مليون شخص، ويوصف بـ ”باركنسون الأطفال“ وعادة ما يصيبهم في سن الـ 3 أشهر.

ووفقًا لصحيفة ميرور البريطانية، كان من المقرر أن يسافر الطفل مع والدته إلى بولندا للخضوع لجراحة هامة في شهر مايو السابق، إلا أنهما لم يتمكنا من السفر بسبب قيود السفر الصارمة حول العالم المتعلقة بأزمة كورونا.

هذا وعلقت الأم ريبيكا على أنه لولا تأجيل الجراحة لكان جليل تمكن من العيش، كما قالت بشأن أيامه الأخيرة: ”كان جليل مريضًا بعض الشيء لمدة شهر، لكنه بدا بخير حقًا، قبل أن ينخفض الأكسجين لديه فجأة وننقله إلى المستشفى“.

وأضافت ريبيكا: ”لقد كان بخير، وقالت الممرضات إنه كان سعيدًا ومبتسمًا، ولكنه عانى لاحقًا من بعض المشاكل قبل أن يتوقف قلبه ويلفظ أنفاسه الأخيرة، إذا لم يحدث الوباء، لكان جليل لا يزال هنا وتمكنا من الذهاب إلى بولندا وأجرينا الجراحة التي يحتاجها“.

كما قالت ريبيكا: ”لقد كان جليل مميزًا للغاية وفتى جميلًا، افتقد ابتسامته وضحكاته التي أضاءت العالم. كانت عيناه مليئتين بالحب، فنحن نحبه ونفتقده بشدة“.

وعلقت على جائحة كورونا وقالت: ”يجب على الناس التوقف عن أن يكونوا أنانيين للغاية عندما يتعلق الأمر بفيروس كورونا ووقف انتشاره، فابني الأكبر خالد لم يتمكن سوى من قضاء ساعة واحدة مع شقيقه؛ بسبب القيود المفروضة في المستشفى ولم يحظَ بالوقت الكافي لتوديعه“.

وأشارت الأم إلى أن خليل (11 عامًا) لم يرَ شقيقه منذ 24 يوليو، إذ لم يُسمح له بالذهاب إلى وحدة العناية المركزة أو دخولها ما لم تتدهور حالته.

هذا وتواجه ريبيكا مشاكل مادية فيما يتعلق بالجنازة ولجأت وابنها الثاني إلى إنشاء صفحة لجمع التبرعات؛ حتى تتمكن من إقامة جنازة لطفلها، كما أوضحت: ”لم أستطع العمل من قبل لأنني كنت راعية طوال الوقت، وحاليًا توقفت مساعدات مقدمي الرعاية منذ وفاة جليل، وأصبح العثور على وظيفة في الوضع الحالي أمرًا مستحيلًا تقريبًا“.