الأوطان بعد الطوفان



واقصد هنا بالطوفان ذلك الفيروس الذي لايرغب بمغادرة كوكب الأرض حيث لم يكتفي حتى الآن بإصابة اكثر من ثمانية عشر مليونا من البشر وأمات منهم اكثر من سبعمائة ألف وأثّر على ما يقرب من سبعة مليارات من البشر كما انّه شلّ حركة الاقتصاد في حوالي مائتي دولة على ظهر البسيطة وتسبّب في تجميد عمل مئات الألوف من البشر وغير ذلك من أضرار ودمار .
ولكن ماذا ينتظر هذا العالم بعد الآن أي في المستقبل القريب أم البعيد إذا كان هناك مستقبلا ما في الطريق وبإعتبار ان العالم قرية صغيرة كما كان يُقال وقد إقتنعنا بذلك بعد إختراع التلفونات الأرضيّة أولا وثم التلفونات اللا سلكيّة وبعدها الهواتف الذكيّة وما تبع ذلك من نهضة في الهواتف المربوطة مع الأفمار الإصطناعيّة وغير ذلك من وسائل الإتصال الأخرى وما واكب ذلك من إختراعات للإنسان الالي الذي بات يقوم باعمال البشر بكل إقتدار ومهارة .
وكذلك لجوء الدول إلى طريقتين مهمتين إحداها التعلُّم عن بُعد وهذا يمكن تطبيقه في مختلف مراحل التعليم وذلك بإستخدام البرامج المعدّة سابقا واستخدام الطلبة للمنصّات الإلكترونيّة من المنازل والطريقة الأخرى هي إنجاز الموظّفين لأععمالهم من خلال تواجدهم في منازلهم وتُستخدم هاتين الطريقتين في معظم مراحل الدراسة وفي معظم عمليّات الإدارة والإنتاج مع وجود بعض العمال والمراحل الدراسيّة بحاجة للتواجد الفعّال للطلبة أو العمّال في مواقعهم ولكن ماذا تستفيد الدول والحكومات من ذلك فهل هو الإستغناء عن كثير من الأبنية المدرسيّة وكثير من المكاتب وبالتالي كثير من النفقات مثل إستهلاك الطاقة والمياه وغير ذلك من مصاريف منظورة وأخرى ما يلحقها من أمور مكمِّلة لذلك .
كما أنّ تطوُّر إستخدام المركبات الإلكترونية التي تنطلق للفضاء الخارجي سواء للإلتقاء مع المحطّة الفضائيّة الموجودة في مدارات فضائيّة سابقا أو لتدور حول الأجرام السماوية وتكون تلك المركبات الفضائيّة لإكتشاف تفاصيل الأجرام السماويّة او لنقل علماء فضاء أو أغذية وأجهزة متطوِّرة للمحطّة الفضائيّة بقصد مزيد من الأبحاث التي يشارك بها علماء من دول مختلفة واصبح هدف تلك المركبات ان تكتشف او تصل اوتحط على أجرام وكواكب سماويّة بعيدة .
ونظرا لتطوُّر الحياة بحد ذاتها فقد تطوّرت العلوم البحتيّة والتطبيقيّة وظهرت العلوم والصناعات المتعلِّقة بالروبوتات وقد رأينا تلك التطبيقات وفوائدها العمليّة في النشاطات التي واكبت مراحل العلاج والحظر للمصابين بكوفيد -19 والتي تم الإستغناء فيها عن الطبقة البشريّة العاملة في خدمات الطب التمريضيّة والخدمات التي تقدّم للمرضى من طعام وخلافه ممّا حسّن عملية الحظر وعدم الإختلاط بالمرضى محافظة على الكوادر الطبيّة والتمريضيّة ولجعل عملية عزل المرضى اكثر فعاليّة .
وهل الإنفجار الذي هزّ لبنان ودمّر ميناؤه والمنطقة المحيطة به وأصاب 5000 جريح واودى بحياة اكثر من مائة وسبعة وثلاثون قتيل ودمّر محلاّت ومنازل عديدة وهل كان ذلك بسبب وجود مواد متفجِّرة في مستودعات الميناء منذ ستة سنوات دون الاهتمام بوسائل الأمان أم هو عمل إرهابي مدبّر وهل لإسرائيل علاقة بذلك مع انها عرضت مساعدة الحكومة اللبنانية في نكبتها وهل هناك علاقة بوجود سلاح لحزب الله وكل ذلك قد يظهر لاحقا ولكن هل يا ترى يوجد علاقة لذلك الإنفجار بالوضع بكون لبنان هو البلد العربي المسيحي الوحيد ام هل يوجد علاقة بذلك الإنفجار في ميناء بيروت بصفقة القرن ام هل لها علاقة بمواضيع عربية ودولية أخرى وهل ستكشف الأيام عن ذلك بوقت قريب وهل ذلك الحادث له علاقة بمستقبل لبنان , وهل إكتشاف الغاز والنفط قرب السواحل اللبنانية ونيّة إسرائيل بإستغلال تلك الحقول لها علاقة بذلك وكلها تساؤلات مشروعة نتيجة ذلك الإنفجار الذي وصلت تردداته حتى جزيرة قبرص وهل تخزين نترات الأمونيوم (2750 طن) وتخزينه منذ عدة سنوات دون مسائلة هو السبب .
ولعل العبث في لبنان ليس بعيدا عن العبث قي ليبيا كما هو ليس بعيدا عن العبث في سوريا أم في السودان والجزائر وتونس وغيرها من الدول العربية التي هي ليست باحسن حالا من غيرها .
والذي يبدوا أن اللعبة في نهاياتها فزعماء عرب بانت مآربهم الخاصّة هي الهدف وشعوب عربيّة تكشّفت نواياهم واختلفت مقاصدهم ويبدو ان الأوضاع في مختلف أقطار العرب شبه متشابهة وقد تكون من سيئ الى أسوء .
وعلى الشعوب العربية المخلصة لعروبتها أن تقف بكل حزم في وجه اللصوص والفاسدين في مجتمعاتهم في نفس الوقت الذي تتحدّى فيه لمواقف وقرارات العدو الصهيوني الذي يجتاح عالمنا العربي ويوقع المزيد من الشهداء والقتلى من مسلمين ومسيحيين إضافة لتدمير مقدرات العالم العربي ليقوم الصهاينة ختاما بتطبيق الأرض المحروقة على الأشراف في عالمنا وثم على من تبقى من أعراب .
لك الله يا لبنان وكان الله في عونك على ما انت عليه وعلى ما حلّ فيك .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات