علماء أردنيون يبتكرون أول نظرية في الإقتصاد الإسلامي


جراسا -

قام ثلاثة من العلماء الأردنيين بإبتكار وتصميم نظرية إقتصادية تم تسميتها "نظرية الإقتصاد المستدام" تنبع من التراث الحضاري "الاقتصاد الاسلامي الرشيد" وتعالج المشكلات التي تعاني منها الإقتصادات المحلية والإقتصاد العالمي.

والعلماءالذين ابتكروا النظرية هم الدكتورة خولة فريز النوباني والدكتور محمد عقيل العوايده والمستشار الإقتصادي عزام مصطفى البرغوثي، حيث قاموا بجهود مشتركة في البحث والتحري من خلال دراسة الآيات في القرآن الكريم ذات الدلالة الاقتصادية، وتم استخلاص التوجيهات العامة لتلك الآيات والتوصل الى الفرضيات الأساسية والتي تلخصت فيما يلي:

1. إن منظومة الكون والكائنات في حالة حركة وتغير دائبين تتنقلان ضمن دورات من النشوء والفناء والإزدهار والضمور، وتحمل هذه المنظومة في طياتها ما يكفي لإستمرار الكائنات في حياتها.

2. إن عناصر الكون والكائنات والإنسان متنوعون من حيث الشكل والمضمون والدور والحالة.

3. إن العلاقات والتفاعلات لعناصر الكون والنظم الايكولوجية (Ecology Systems) تخضع لتوازن يؤدي إلى تحقيق الإستدامة غير المطلقة لمكوناتها الحيوية وغير الحيوية.

وقد تلخصت المشكلة الاقتصادية بالتالي:

"إن الانسان طارئ على هذه المنظومة، وعليه بما امتلك من إدراك (العقلانية Rationality) وقدرات (التنظيم Organizing) وطبائع (الكفاءة Efficiency)، والدور المنوط به كمنظم (خليفة)، أن يوجد علاقات ونظم ومؤسسات، ويحافظ عليها، للوصول إلى حياة طيبة لكل البشر بحيث يتم المحافظة على التوازن وبالتالي إستدامة المنظومة بكل عناصرها".

وقد تم بناء إنموذج لديناميكا الاقتصاد المستدام يأخذ بالإعتبار منطلقات الشريعة الاسلامية وأدوات التحليل والتوصيف الإقتصادية سواءاً كانت الهندسية أو الرياضية، والنماذج التي تعبر عن العلاقات المنطقية مثل نموذج تحليل المنفعة والمعدل الحدي للمنفعة وغيرها من النماذج.

وشمل الإنموذج الموارد الطبيعية والطاقة والإيكولوجيا والعمل والمعرفة والإبتكار وأدوات الإنتاج باعتبارها مدخلات الأنموذج، إضافة إلى المؤسسات والإستثمار الإجتماعي والإستثمار التجاري كآليات للإنتاج، وبالتالي يتم التوصل إلى السلع والخدمات والبنية التحتية كمخرجات لعمليات الإنتاج، وفي النهاية الإستهلاك والتوزيع والعمران كمستهدفات للإنموذج.

ونظراً لتطبيق بعض أدوات الإقتصاد الإسلامي بشكل منفرد في الزمن المعاصر، فقد تم إستعراض وتفصيل لتلك الأدوات وواقع تطبيق تلك الأدوات، والتصورات لمدى فعالية تلك الأدوات في تقليص الأثار السلبية للأدوات الإقتصادية الوضعية المشابهة، وتجاوز المشكلات التي طالت الاقتصاديات على المستوى العالمي والقطري، ومنها تحييد أثر الإنهيار المالي في عام 2008 وتجاوز البنوك الإسلامية لتلك الإزمة بأقل الأضرار مقارنة مع البنوك الربوية.

وكذلك دخول الصكوك الاسلامية كأحد أدوات التمويل على المستوى العالمي وغيرها الكثير.

وفي النهاية يأمل العلماء من خلال تقديم هذه النظرية الى بناء أنموذج متكامل تستطيع الدول تطبيقه بشكل شامل والوصول إلى التنمية المستدامة والحياة الطيبة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات