ودع الوطن بالعموم ومعان بالخصوص احدى رجالاتها الاخيار المغفور له الدكتور علي جدوع قباعه رحمه الله .
الفقيد كان انموذجاً يحتذى بالعطاء المخلص الذي يجسد الانتماء الحقيقي للوطن , وهذا ما يشهد له القاصي والداني ممن عمل بمعيته او تتلمذ على يديه او عاشره عن قرب .
بدء مسيرته معلماً لمادة التاريخ في مدرسة معان الثانوية في سبعينيات القرن الماضي وهو من اوائل خريجي جامعة دمشق العريقة من ابناء معان , وكان لي شرف التتلمذ على يديه , كان يملك هيبة وحضوراً حباه الله به , يجعل كل من يسمعه ينصت خاشعاً مقدراً لما يقول , حازماً بالحق , ليناً بطيب العشرة , حريصاً في عملة علىى صغائر الامور كما عظيمها .
بعدها اصبح مديراً لمدرسة معان الثانوية , وحينها كانت المدرسة الوحيده الثانوية للمحافظة , وكانت العقبة تتبع لمعان , ولا اكاد اكون مغالياً ان قيادات معان والعقبة الان تتلمذوا على يديه علماً ومسلكاً رحمه الله , عندما كان المعلم في ذاك الزمن نموذجاً يحتذى بالسلوك والخلق والتربيه وكان رحمه الله خير نموذج .
ثم لكفاءته وقدراته القيادية تسلسل في المناصب واصبح مديراً لتربية المفرق والزرقاء ثم مديراً عاماً لصندوق التنمية والتشغيل وبعدها مديراً عاماُ للمكتبة الوطنية , وعمل محاضراً غير متفرغاً قي الجامعة الاردنية حيث كان يحمل درجة الدكتوراه في المناهج التربوية , وقد طور في كل المراكز القيادية التي تبوء سدتها وترك بصمة فيها .
غادرنا وترك هذا الارث الطيب من العطاء المخلص البعيد عن الرياء والاستعراض , غادرنا ووهو يحمل محبة الناس , غادرنا وحب الوطن والحرص علية متغلغل في روحه العطرة الطيبه وهوالذي لم يبخل عليه من العطاء والولاء والانتماء حتى اخر يوم في حياته , وكان يدعوا دوما ان يحفظ الاردن من كل شر .
غادرنا ابو محمد جسداً ولكن حسة ومحبته واثرة باق فينا ما حينا .
رحمك الله معلمي وصديقي والى جنات الخلد , طبت حياً , وطبت ميتاً .