المكتوب من عنوانه!!


خلال الاسبوعين الأخيرين اجريت في مملكة البحرين انتخابات تشريعية تستوقف بظروفها ونتائجها كل المعنيين بالشأن الانتخابي في الوطن العربي، وبعد اسبوع ستجري في الاردن انتخابات تشريعية، لم يبق مسؤول اردني واحد، او واحد من كتبة الحكومة لم يؤكد على نزاهتها وشفافيتها. حتى اعتقدنا انها ستجري في بريطانيا او فرنسا او السويد او اسبانيا وليس في بلد مثل الاردن، احيط قانون الانتخاب المؤقت كما احيطت بتحركات حكومته كل ما يثير الشبهات ويطرح التساؤلات، وفي غياب تام للقوى السياسية الحقيقية وفي المقدمة منها الاسلاميون الذين يمثلون ابرز الغائبين في حضور شبه تام للاحزاب الحكومية المهادنة والمجاملة والتي ليس في لغتها كلمة (لا) صغيرة، وهو الامر المؤسف الذي استوقف الجميع فيما عدا الحكومة واجهزتها التي تعاملت مع موقف الاسلاميين بلا ابالية وبشكل من اشكال العنجهية حتى اجبرها جلالة الملك على فتح حوار معهم لم يؤد الى أية نتيجة.
اعرف ان من الصعوبة مقارنة انتخابات مملكة البحرين بانتخابات الاردن غير انني ارغب في اجراء بعض المقارنة، التي تشير الى ان المكتوب الانتخابي يمكن ان يقرأ من عنوانه.
1- منذ ان حددت حكومة البحرين موعد انتخاباتها لم اسمع رئيس وزرائها او وزير داخليتها او أي مسؤول آخر يتحدث عن انتخابات نزيهة وشفافية، ولم تستفز حكومة البحرين السنة مسؤوليها ووسائل اعلامها بصورة غير لائقة كما فعلت حكومتنا عندما خصصت كل وقتها وكل جهدها وكل السنتها وكل انشطتها لدعوة المواطنين للانتخاب وكأنها تدعوهم الى مناسف مجانية على امتداد فترة الترشح والانتخاب، وبدت صورتنا امام العالم مثيرة للدهشة حتى لا اقول للسخرية، فالاغلبية وقفت موقفا سلبيا من عملية الانتخاب وكأنها تهدف الى المجيء بمسؤولين سيئين الى البرلمان وليس بنواب شعب حقيقيين يمثلونه ويشرعون له ويراقبون كل انحراف او فساد او تكسب على حساب شعب يعاني الكثير حتى في الحصول على شربة الماء او رغيف الخبز.
2- في البحرين اسندت رئاسة اللجنة العليا للانتخابات لوزير العدل وليس الى وزير الداخلية لاننا في العالم الثالث نعتبر الوزير الثاني عدوا للديموقراطية ولحرية الاختيار وحرية التعبير وحرية الاعتصام والتجمع، ولان صورة وزراء الداخلية في العالم الثالث تنشر مؤطرة بالبنادق والمسدسات والهروات والكلبشات والسجون والقمع بكل اشكاله.
3- في الاردن وبموجب القانون المؤقت يعين احد القضاة نائبا لرئيس لجنة الانتخابات في المحافظات، وفوق ان في الامر اهانة للسلطة القضائية التي لا يجوز ان يترأها موظفون اداريون من وزراة الداخلية، ففي البحرين هناك لجنة انتخابية عند كل صندوق يشرف عليها ثلاثة قضاة وليس حاكما اداريا او موظفا حكوميا يتلقى الاوامر والنواهي من وزير الداخلية وليس من وزارة العدل، وهذه اللجنة مكلفة بالاشراف والمتابعة اثناء العملية الانتخابية بما في ذلك تصويت الاميين امام هذه اللجنة القضائية.
4- في قانون الانتخاب الاردني المؤقت جاءت صياغته لمنع اية قوة معارضة من الوصول الى مقاعد البرلمان، وبالتحديد جاء القانون مستهدفا للاسلاميين الحزب الوحيد الذي يحظى بدعم الشارع والناخب الاردنيين، وتم تفصيل القانون وتوزيع الدوائر الفرعية بحيث تمزق وحدة الشعب السياسية ووحدته العشائرية ويضمن القانون فوز المحسوبين على الحكومة موافقة وتأييدا وتمريرا لكل التشريعات الظالمة، وقد ترشح تحت هذه الظروف اكثر من 90% من نواب المجلس الخامس عشر الذين سبق لجلالة الملك ان حله بسبب سوء الاداء وكثرة الامتيازات وهذان السببان الكافيان لحل المجلس يجب ان يكونا كافيين لمنع أي عضو كان فيه لا من الترشح بل وحتى الانتخاب لان المسألة تتعلق بحسن الاداء وامانة التصدي للمسؤولية الوطنية رغم ان الشعارات المرفوعة من قبل غالبية الناخبين لا تختلف عن الشعارات التي سبق رفعها في الانتخابات السابقة ولم يتم الوفاء لها، واية قراءة عميقة او عاجلة لهذه الشعارات تقول لنا امرا واحدا: ان هذا الكلام الكبير والكثير لا يقول شيئا!!
5- في انتخابات البحرين حصلت قوة المعارضة شبه الوحيدة ممثلة بمقاعد الشيعة على اكثر من 60% من مقاعد مجلس النواب، وبعد الجولة الثانية ظل المعارضون يحتفظون بهذه النسبة، وهو ما يدفعني على الرهان على قطع خمسة من اصابع يدي التي اكتب فيها اذا وصلت الى مجلسنا النيابي السادس عشر القادم ولو 5% من مقاعد هذا المجلس بسبب السياسات الممارسة والنوايا المبيتة ضد كل صوت وطني حريص على هذا البلد وعلى سيادته وكبريائه ومواجهته اعدائه الكثر.
6- الانتخابات العتيدة ستكون منافسة بين مجموعة من المواطنين لاشغال وظائف عليا تقوم الحكومة بوضع شروط التنافس وتقرير الناجح لعبور بواب البرلمان حيث سيشكل الفائزون حكومة في العبدلي لا تختلف قليلا او كثيرا عن حكومة الدوار الرابع.
7- لا ادري ما اذا كانت الحكومة قد تنجح في اقامة مراسم العرس الديموقراطي، فما يبدو على الشاشة ان العريس يجلس في بيته والعروس تجلس في بيتها الا اذا تمكنت الحكومة من احضار الناخبين الى صناديق الانتخاب بقوات الامن والدرك، او ان يقوم المحافظون بالمرور على الناخبين في منازلهم حاملين صناديق الانتخاب للتخفيف عليهم واقناعهم بالقوة على الادلاء باصواتهم لمرشحين افرزتهم انتخابات حكومية اولا ودعت الناس الى مباركة نتائجها.
8- وبعد ان وطنا بلا ديموقراطية هو افضل الف مرة من ديموقراطية بلا وطن.

http://www.alkhandaq.com



تعليقات القراء

الحجاج
بوركت وبورك كل انسان مثلك وتسلم على هذه الكلمات الرائعة بل الرائعة جداً وهو كلام منطقي وواقعي 100% واللي مش عاجبة ما يقرا
01-11-2010 08:56 AM
ابوفارس/مغترب
ان وجود المشككين والمعارضين الدائمين والمشوهين لكل ماهو جميل في هذا الوطن من امثالكم دفع الحكومه للاعلان الدائم والمستمر عن الاجراءات التي تكفل نزاهة الانتخابات امام الجمهور وسيثبت الاردنيون يوم الانتخاب ان كلامك مغلوط وهذه المقالة تثبت انك افلست كتابيا ولم يعد لديك ماتحارب به نجاح هذه الحكومه التي تصدت لحد الان لكل الذين لايريدون لها النجاح عبر شتى الوسائل واشبه هذا المقال بالطير المذبوح واقول ان الاردن بالمنتمين له المخلصين وطنا سيبقى شامخا افضل من الاردني الذي يلبس ثوب الانتماء والولاء للخارج وسيبقى الاردن وطنا ديمقراطيا حرا ولايجوز ان تساوي بين الوطن والحكومات كان الاجدر بك ان تقول ديمقراطيه بلا حكومه وليس بلا وطن هذا لو فرضنا ان ماتقوله فيه شيء من الصحه؟؟؟؟
01-11-2010 09:00 AM
الى ابوفارس المغترب
فكنا من سواليف الحصيدة، شبعنا من السحجات وما عادت تمشي خبوه..
01-11-2010 10:12 AM
الرفاعي مغترب
صفي النيه ونام بالبريه... ولا تصيرش مثل هيكل المصري !!! اذا من الان صرت بتكتب بهذا اللسان فصدقني لن يعجبك العجب ولسانك الان مقدمه يطول شرحها للسان اطول لما بعد الانتخابات مهما كانت نزاهتها !!! وفكونا من عبارات ابدعت!! رائع !! ما حصلتش !! والله يعطيك العافيه!! ولنلتفت للمستقبل ونحاول التخطيط لافظل منه مهما كانت نسبة قناعاتنا الشخصيه بانه فاشل... والى الامام
01-11-2010 10:17 AM
حسام البطيخي .
نعم صحيح ..؟؟
01-11-2010 12:48 PM
جنوبيه
اقسم بالله العظيم انه ذرة اخلاق ما في عند اغلب المرشحين ناس مكلحه يعني طلعوا كحش من المجلس السابق ولسه مصرين يرجعوا . انا من ناحيتي لن انتخب مهما جملوا ونزهوا وشففوا في الانتخابات . الغوا جميع الامتيازات الممنوحه لنواب بدون استثناء واعيدوا لنا من حرمتوهم من الترشح بحجج واهيه امثال توجان فيصل وليث شبيلات ومن الوطنيون الحقيقيون الاردنيون الاردنيون الذين يغارون على وطنهم وليس على مكاسبهم الخاصه يكفي مهازل .
01-11-2010 06:39 PM
ابو اليزيد
خالد محادين...اطلب المستطاع لكي تطاع....تعودنا بصحافتنا قراءة مقالات التنظير البعيده عن الواقع..لو كنت مسؤول انتخابات ماذا تفعل يا محادين..هل ستعمل بصمت دون ان تذكر الاخرين بانك تحريت النزاهة...ولماذا تقارن بالاخرين فهل صرنا كفلانه وام فلانه تلك احضرت مكيف وتلك احضرت غرفة نوم جديده يجب ان اجلب مثلها...عزيزي العمل الانتخابي واجب وطني والتنفير منه تنفير عن الوطن ..لمصلحة من التنفير والاتهامات الجزافيه..احمد ربك ان المسؤولين لا يقرؤن مقالاتك لانه المكتوب مبين من عنوانه ..فكنا منه
01-11-2010 07:03 PM
دلقموني
الاستاذ محادين جنابك مثل الاخوان الذي لا يؤيدهم فهو ضدهم ونحن نرد عليكم لاننا نغار على وطننا الصغير بمساحته الكبير بقيادته غير ان بعض الكتبه وبعض الاحزاب والهيئات والجمعيات لا يهمهم سوى مصالحهم الشخصيه ولا يغرنا ويغركم بعض اللحى الطويله والدشاديش القصيره ولا الكتابات التي تقطر سماً فهم مستعدين لبيع الوطن وما عليه وبسعر الجمله وبعيد الشر عن اصابع يديك ان شاء الله اصابع الشيعه ولا اصابعك والله يعين مملكة البحرين على بلوتها الشيعيه ومقارنتك للمعارضه عندنا وفي البحرين ليست في محلها لسبب واحد ان المعارضه عندنا انسحبت ولن تشارك في العرس الوطني الذي هو عندكم وفي حساباتكم مسرحيه هزليه كوميديه والاهم ان ستبكون والوطن سيضحك بالاخر منكم وعليكم في النهايه
01-11-2010 10:06 PM
اردني غيور
مقال رائع أبدعت استاذ خالد
02-11-2010 11:44 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات